قائد الطوفان قائد الطوفان

تجري ليست بمعزل عن عباس والمنظمة

المفاوضات السرية.. "بلادة" سياسية تطبّعها عريقات!

صائب عريقات وتسيبي ليفني مع جون كيري
صائب عريقات وتسيبي ليفني مع جون كيري

الرسالة نت- فايز أيوب الشيخ

تطبعت "البلادة" السياسية والوطنية لدى كبير مفاوضي حركة فتح صائب عريقات، فالرجل رغم ارتقاء الشهداء وتدنيس المسجد الأقصى أصر على إظهار وطنيته "السكر زيادة" بلقاء سري مع قادة العدو الصهيوني!.

وكشفت مصادر صحفية عبرية، النقاب عن لقاء سري جرى في العاصمة الأردنية عمان مؤخراً، وجمع كلاً من عريقات وسيلفان شالوم نائب رئيس الحكومة الصهيونية ، وذلك بعلم رئيس السلطة محمود عباس ورئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو".

وفيما بعد أكدت المصادر العبرية،  أن عريقات تخلى عن شروط السلطة المسبقة لعقد اللقاءات مع الجانب الصهيوني وأهمها وقف الاستيطان والاعتداءات في القدس، حيث طرح الطرفين أفكاراً أولية تهدف لإطلاق عملية التسوية دون الخوض في التفاصيل.

وفي الإطار، نددت فصائل المقاومة وعلى رأسها حركة حماس، بعودة السلطة للمفاوضات السرية مع الاحتلال، معتبرة ذلك استهتار بالقيم والثوابت الوطنية، ومسلسل جديد من التنازلات.

مفاوضات لم تنقطع!

ولم يستغرب المراقبون والمحللون السياسيون من هرولة السلطة برام الله إلى المفاوضات، مؤكدين في أحاديث منفصلة لـ"الرسالة نت" أن "سلطة فتح" لم تقطع اتصالاتها ولقاءاتها مع الاحتلال البتة، وشروطها لاستئناف المفاوضات مجرد "خدعة".

ويرى طلال عوكل أنه من المستحيل أن يكون لقاء عريقات بشالوم يحمل طابع ذاتي أو بمعزل عن منظمة التحرير، مشيراً إلى أن عريقات جزء من قيادة فتح والمنظمة ومسئول المفاوضات في السلطة ولقائه لا بد أن يكون على الأقل بترتيب مع رئيسها.

وعبّر عوكل عن أسفه لتوارد أخبار اللقاءات السرية بين السلطة والاحتلال من مصادر إسرائيلية، لافتاً إلى أن المصدر الفلسطيني مهمته فقط أن يُوزع المهام على من ينفي ويؤكد للتعمية على الحقيقة.

ورجح ألا تكون الاتصالات قد انقطعت أصلاً بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني على أي مستوى من المستويات سواء الأمنية أو السياسية وغيرها.

ومن وجهة نظر عوكل، فإن المفاوضات الآنية عبثية كسابقاتها من مراحل التفاوض، لافتاً إلى أن السلطة فاوضت (إسرائيل) ما يزيد عن عشرين عاماً بوساطات وراعيات عدة ولم تحقق أي شئ، مؤكداً أن أي مفاوضات مباشرة بين السلطة و(إسرائيل) لن تفضي إلا إلى "أوسلو ثانية" تُضاعف من معاناة الفلسطينيين أكثر من الأولى.

وحول ما إذا كانت المفاوضات الجديدة هي "الطلقة الأخيرة" التي يراهن عباس عليها ليحفظ بها ماء وجهه للحصول على تسويات معينة، رد عوكل "هذه المفاوضات طلقة متأخرة جداً ومراهنة خاسرة سلفاً وتعبير عن حالة يأس وعجز وغياب للخيارات الحقيقية"، على حد تعبيره.

هناك "طبخة"!

وكمن سبقه، فقد استبعد استاذ العلوم السياسية رائد نعيرات، بالمطلق أن يكون عريقات قد التقى شالوم في الأردن بمعزل عن عباس والمنظمة، معرباً عن اعتقاده بأن اللقاءات التفاوضية لم تتوقف بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في كل الأحوال.

ويرى نعيرات أنه لا يمكن لهذه اللقاءات الفلسطينية الإسرائيلية أن تكون فوق المستوى المتوقع وهو "الفشل"، غير أنه أكد أن السلطة لا يمكنها مغادرة هذا المربع من الفشل لأن مشروعها قائم على المفاوضات ولن تتخلى يوماً عن اللهث ورائها. وأضاف "السلطة في موقف لا تستطيع أن تتحرك لا إلى الأمام ولا الخلف وهي بحاجة إلى أي بارقة أمل تسير بها ولن تجدها".

وليس لدى نعيرات شك في أن تكون هناك "طبخة" في الأفق بين السلطة و(إسرائيل)، مؤكداً أنه لا يمكن لمثل هذه "اللقاءات الضعيفة" أن تُفضي إلى مجرد صياغة مشروع كالمشروع الفرنسي الذي سحبته فرنسا مؤخراً لكي لا تغامر بسمعتها.

الخيار الاستراتيجي

ولم تتغير قناعة المحلل السياسي أسعد أبو شرخ عمن سبقوه في أن السلطة واصلت المفاوضات السرية والعلنية ولم تنقطع اتصالاتها ولقاءاتها بـ(إسرائيل)، و استبعد أيضاً أن يكون هناك أي "طبخة جاهزة".

كما لم يتفاجأ أبو شرخ من الكشف عن سلسلة لقاءات جرت بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي في عدة دول أوروبية وعربية، مشيراً إلى أن خيار السلطة الوحيد هو المفاوضات ".

وكان عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير تيسير خالد، كشف عن لقاءات سرية فلسطينية- اسرائيلية تجري في عواصم أوروبية وعربية وأن لقاء عريقات مع شالوم في عمان لم يكن الأول.

ويؤكد أبو شرخ في الإطار بأن " المفاوضات خيار استراتيجي لرئيس السلطة في حين أن استراتيجية المقاومة أثبتت نجاعتها أمام أي خيارات أخرى"، مضيفاً "بالرغم من ذلك يتبجح عباس ويتباهى دائماً بأنه ليس أمامه سوى خيار المفاوضات ونبذ خيار المقاومة والكفاح المسلح.

البث المباشر