قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: ولا تزال المعركة مستمرة

مصطفى الصواف
مصطفى الصواف

مصطفى الصواف

المعركة مع العدو الصهيوني مستمرة ولم تتوقف وإن كانت رائحة البارود هي التي توقفت ولم يعد المواطن يشعر عمليا أن المعركة مع العدو مازالت دائرة فلا قصف من طائراته ولا مدفعيته ودباباته وهي الطريق التي تبين للناس أن هناك معركة دائرة مع العدو، ولكن هناك معارك تدور بين المقاومة والعدو الصهيوني، ولا نريد هنا أن نتحدث عن المعركة الاستخبراتية وأدوات التي لم تتوقف بين المقاومة والاحتلال ولا المعركة الأمنية بأدواتها المختلفة ولا المعركة اللوجستية التي وظف فيها الاحتلال الصهيوني دولا إقليمية كبيرة كي تكون أذرع له لحصار المقاومة وملاحقتها إلى جانب ما يملك من قدرات كبيرة وعلاقات خارج نطاق الإقليم لتمتد إلى الفضاء العالمي.

الذي دفعني لكتابة هذه المقالة أمران الأول هو العدد الثاني من مجلة (الميدان) الصادرة عن المكتب الإعلامي لكتائب القسام كأحد أدوات المعركة مع الاحتلال الصهيوني، فلا يخفى على أحد أهمية الإعلام ودوره قبل المعركة وخلالها وبعدها وتأثير الإعلام في كسب جوانب عديدة في المعركة العسكرية وما يلعبه الإعلام في صناعة رأي عام داخل المجتمع المقاوم وما يصنعه في المقابل من زرع التشكيك والرعب في داخل المجتمع العدو.

الميدان مجلة عسكرية احتوت على العديد من الفقرات والكتابات والشروحات وبعض جوانب من المعارك مع العدو ووثقت للعديد منها ثم تحدثت عن جوانب أمنية إضافة إلى سيرة أحد قادة القسام الثلاثة الذين استشهدوا في مدينة رفح وختمت المجلة صفحاتها بالكلمة التي تحدث بها القائد العام لكتائب القسام القائد محمد الضيف خلال معركة العصف المأكول.

وإن كنت من ناحية إعلامية ارغب في أن يحمل هذا العدد معلومة جديدة تتحدث كتائب القسام عنها لأول مرة حتى تصبح هذه المجلة مصدر للمعلومة تجعل وسائل الإعلام تتحدث عنها وبهذه الطريقة ستجد هذه المجلة طريقها إلى النشر الأوسع وتصبح مصدرا لنشرات الأخبار أو التقارير الصحفية في وسائل الإعلام العربية والأجنبية، والأجمل من ذلك لو كانت كلمة القائد العام محمد الضيف كلمة مقتضبة حديثة تتحدث عن أمر ما متعلق بالمقاومة أو غيرها، وعليه أرجو أن ينتبه الإخوة القائمين على المجلة إلى ذلك.

النقطة الثانية التي رغبت في الحديث عنها هي الفلم الوثائقي الذي عرضته قناة الجزيرة الفضائية والذي حمل اسم ( رفح .. الاتصال مفقود ) والذي كان له اثر كبير على الجمهور نهيكم عن ما حققه من رسالة وصلت العدو قادة وجمهور لدرجة أنه شكل لهم صدمة، وهذا هو أيضا جزء من المعركة مع هذا العدو.

مثل هذه الأفلام التي تحمل مصداقية عالية من خلال معلومات دقيقة تشكل سلاحا قويا يمكن للمقاومة أن تستفيد منه بشكل كبير يفوق ما يمكن أن تصنعه المقاومة نفسها، وأن تكتفي المقاومة بأن تشكل المصدر للمعلومة دون أي تكلفة مالية أو جهد قد يؤدي إلى منتج ما ولكن لن يكون بالتقنية والحرفية والدعاية التي تمثلها قناة كالجزيرة، وتبقى المقاومة مصدر للمعلومة تطلق سراحها في الوقت المناسب وتضعها في المكان المناسب وتتحدث عنها في الزمان الذي يحقق نتائج في صعد مختلفة.

مرة أخرى نؤكد على أن المعركة مازالت مستمرة، والعدو لن يتوقف عن البحث عن فرصة كي ينقض على المقاومة رغم حديثة عن هدوء وتهدئة مع المقاومة الفلسطينية فهو لم يتوقف في التحضير لعدوان جديد على المقاومة التي يحتضنها قطاع غزة، وعلى المقاومة ألا تتوقف هي الأخرى عن الإعداد للمعركة التي يجهز العدو نفسه لها.

هذه الوثائقية التي عرضتها الجزيرة أكدت مصداقية ما تحدث به القسام خلال العدوان الأخير والذي شكلت فيه القسام مصدرا للمعلومة الصادقة حتى للصهاينة وجاءت مثل هذه الوثائقية لكي تؤكد المؤكد وفي نفس الوقت تربك الاحتلال سياسيا وعسكريا وتؤثر على الرأي العام الصهيوني الذي بات يشكك بالرواية الصهيونية من جوانبها المختلفة ويتهم قادته السياسيين والعسكريين بالكذب والتضليل.

البث المباشر