قائد الطوفان قائد الطوفان

رحيل الداعية فتحي الخولي

القاهرة – الرسالة نت

نعى فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف المرشد العام السابق للإخوان المسلمين إلى كل السائرين على درب دعوة الإخوان، وإلى كل المسلمين الداعيةَ الراحل الشيخ فتحي الخولي، مؤكدًا أنه برحيله إلى بارئه فقدت الدعوة واحدًا من أعلام العلم والتربية والتعليم، الذي قلّما تجود به الأيام.

 وقال عاكف: عايشت الشيخ الراحل وربطتني به حياة طويلة من صبانا في حقل دعوتنا المباركة وحتى لقي ربه، كان خلالها نعم الداعية، ونموذجًا للمربين وقدوة للمعلمين، استطاع أن يحمل دعوته واقعًا عمليًّا يعايشه كل من يختلط به من طلاب ومعلمين وعاملين ورجال دولة ودعوة، وحتى من كان يلقاه عابرًا.

 وطالب عاكف أبناء دعوة الإخوان أن يبحثوا في سيرة الخولي وأمثاله؛ لأن بهذه السير تتوارث الأجيال أصول الدعوة وسبل التطوير فيها، ويتأكد السائر على دربها أن لواءها ينتقل من كف إلى كف، ومن جيل لثانٍ ببركة رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ونسأل الله أن يصدقهم وعده، وأن يلحقنا بهم على خير، وأن يجمعنا معهم في مستقر رحمته.

وكان الداعية الراحل الشيخ فتحي الخولي قد لحق بركب دعوة الإخوان منذ مهدها وتخرج في دار العلوم بمصر عام 1949م، ومعهد التربية بجامعة عين شمس بالقاهرة، وعمل مدرسًا للغة العربية بمدارس مصر وليبيا وسوريا، ثم انتقل إلى المملكة العربية السعودية عام 1377هـ قبل أكثر من خمسين عامًا؛ حيث عمل مدرسًا بمعهد المعلمين بالرياض، وظل يتنقل في التدريس إلى أن اختارته وزارة المعارف عام 1383هـ لتدريس اللغة العربية وفروعها بكليتي التربية والشريعة بمكة المكرمة، ثم كان أمينًا للتوعية الإسلامية بجدة، ومشرفًا على بعض مدارس تحفيظ القرآن فيها.

 وكان رحمه الله ممن ينطبق عليهم قوله صلى الله عليه وسلم: "إن لله عبادًا اختصهم بقضاء حوائج الناس، حببهم إلى الخير وحبب الخير إليهم أولئك الآمنون من عذاب الله يوم القيامة"؛ حيث كان يستغل علاقاته بالمسئولين السعوديين في قضاء حوائج كلِّ مَن يلجأ إليه ليس من إخوانه فقط إنما من كل المحتاجين الذين كانوا يعتبرونه الأب الروحي لهم في المملكة العربية السعودية، بل إنه لم يكن يتأخر عن قضاء حوائج كل مَن يلجأ إليه سواء كان عربيًّا أو أجنبيًّا.

وقد كرمته إمارة منطقة مكة المكرمة أخيرًا وسلمه الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز درع التعليم كأول مدير للمعلمين بجدة، وبعد أن أُحيل إلى التقاعد تفرغ لإدارة مدارسه الخاصة بجدة (مدارس التيسير) التي أنشأها عام 1388هـ، وهي من أول المدارس الخاصة التي أُنشئت بجدة منذ أكثر من أربعين عامًا، والتي خرَّجت المئات من الشباب السعوديين والعرب، وله مجموعة مؤلفات مدرسية وغيرها منها: قواعد الترتيل وقطوف لغوية ودليل الإملاء.

 

البث المباشر