أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أن بلاده سوف تستقبل الآلاف من السوريين بموجب برنامج خاص لمساعدة اللاجئين المعرضين للخطر، قال بأنه سيبقى "قيد المراجعة".
وشدد كاميرون في تصريحات صحفية أدلى بها، الجمعة، على أن "الهجرة تشكل أكبر تحدٍ تواجهه دول أوروبا اليوم"، موضحا "في الشهور الستة الأولى من السنة الحالية شهدنا عبور أكثر من 220 ألف شخص من بلدان وظروف مختلفة للبحر الأبيض المتوسط متجهين إلى أوروبا، وفي شهر تموز (يوليو) الماضي قطع ما يفوق 100 ألف شخص هذه الرحلة، وهذا يشكل ثلاثة أضعاف عددهم في السنة الماضية"، وفق قوله.
وقال كاميرون "الكثيرون من هؤلاء سوريون فرّوا من الصراع المنتشر بكثافة في أنحاء بلدهم، والذي أدى لمقتل ما يفوق 220 ألف شخص وأجبر أكثر من 11 مليونا آخرين على النزوح عن بيوتهم، وهم يواجهون الآن عدوّين في بلدهم - الأسد وداعش"، كما قال.
وأضاف "يقع على عاتق المملكة المتحدة مسؤولية أخلاقية بأن تساعد اللاجئين مثلما فعلنا طوال تاريخنا، ونحن نقدم لهم الملاذ بالفعل وسنواصل تقديمه لهم، كما أننا ثاني أكبر دولة مانحة بشكل ثنائي استجابة لهذه الأزمة، حيث قدمنا ما يفوق 900 مليون جنيه استرليني من المساعدات للمتضررين داخل سورية وفي المنطقة، حيث موّلنا توفير المأوى والمواد الغذائية والمياه والإمدادات الطبية الأساسية لملايين اللاجئين المحتاجين الذين فروا من الصراع، ونساعدهم على العيش بدول محيطة بسورية، كالأردن ولبنان".
واعتبر رئيس الوزراء البريطاني أن بلاده تتفوّق على غيرها من دول الاتحاد الأوروبي في مجال تقديم الخدمات الإغاثية للسوريين، قائلا "لا توجد أي دولة أوروبية قدمت ما قدمته بريطانيا بهذا الصدد؛ فلولا هذه المساعدات الهائلة التي نقدمها لكانت أعداد من يقطعون هذه الرحلة الخطيرة اليوم متجهين إلى أوروبا أكبر كثيرا مما هي الآن".
وذكر أن بريطانيا استحدثت برنامجا محددا لإعادة توطين ومساعدة اللاجئين السوريين المعرضين للخطر، مضيفا "سوف نقبل آلافا أخرى من اللاجئين بموجب هذه البرامج المعمول بها حاليا، وسنبقيها قيد المراجعة، ونظرا لفظاعة هذه الأزمة ومعاناة المتضررين منها، أعلن اليوم أننا سنبذل المزيد من الجهود، بإعادة توطين آلاف أخرى من اللاجئين السوريين (...)"، على حد قوله.
وأضاف "سنبحث مع المنظمات غير الحكومية ومع شركائنا أفضل السبل لوضع هذه البرامج والأعداد التي سنستقبلها، وسوف نعلن مزيدا من التفاصيل في الأسبوع المقبل".
وأشار إلى أن بلاده ستواصل العمل مع شركائها الدوليين لمعالجة الصراع في سورية، وتقديم المساعدة للمنطقة، وملاحقة عصابات المهربين عن طريق البحر، لافتا إلى أن سفينة "إنتربرايز" البريطانية ستظل متواجدة في البحر الأبيض المتوسط إلى جانب قوارب شرطة الحدود، في محاولة لإنقاذ اللاجئين المهاجرين بشكل غير نظامي إلى أوروبا.
وجدد كاميرون موقف بلاده الساعي للحل السياسي في سورية، قائلا "سوف تبذل بريطانيا الجهود بعقلانية ووفق ما يمليه علينا ضميرنا لتقديم المساعدة للمحتاجين، بينما نعمل بذات الوقت تجاه التوصل لحلول طويلة الأجل لهذه الأزمة. كما قلت في وقت سابق من الأسبوع الجاري، ذلك يعني إنهاء الصراعات التي تدفع هذه الأعداد الكبيرة من الناس للفرار من ديارها، بما في ذلك إراقة الدماء الذي غمر أنحاء سورية"، على حد تعبيره.