تستمر قوات الاحتلال "الاسرائيلي" بتنفيذ خطتها التي أعدتها مسبقا بحق المسجد الأقصى المبارك، الرامية لتقسيمه زمانياً ومكانياً تمهيدًا للسيطرة عليه بشكل كامل، في المرحلة الراهنة.

ويصعّد الاحتلال من إجراءاته "الاجرامية" بحق الأقصى، وذلك من خلال منع المرابطين من دخوله، وتحديد مواعيد للصلاة فيه.

وكان رئيس الوزراء "الاسرائيلي" قد أمر بنشر 400 شرطي إضافي في مدينة القدس، بزعم انهاء حالة التوتر بين الفلسطينيين والاسرائيليين،  ونشر تعزيزات وإقامة وسائل مراقبة على الطريق 443 المحور الرئيسي الذي يربط بين القدس وتل أبيب ويمر بالضفة المحتلة.

وتتخذ كل هذه الإجراءات بحق الأقصى، في ظل انشغال الدول العربية والاسلامية بترميم أوضاعها الداخلية وصمتها إزاء ذلك من جهة، وعدم تدخل السلطة الفلسطينية من جهة أخرى.

رئيس الهيئة العليا في فلسطين عكرمة صبري، أكد أن الاحتلال لديه نية جادة في السيطرة على المسجد الأقصى بشكل كامل، من خلال مخطط أعده مسبقاً.

وقال صبري في حديث لـ "الرسالة"، إن الاحتلال بدأ فعليا في تنفيذ خطة التقسيم الزماني والمكاني للأقصى، مشدداً على أنه لن يحقق أهدافه خاصة في ظل تصدي المقدسيين لهذه الاعتداءات.

وبحسب صبري، فإن شرطة الاحتلال في القدس وضعت قائمة لأسماء المرابطات اللواتي منعهن من دخول الأقصى، وتضم 41 اسماً، مجدداً رفضه لكل المخططات التي تهدف إلى تفريغ المسجد الأقصى تمهيداً للتقسيم الزمني.

وأضاف "لا نزال في صراع مع الاحتلال ولن نسمح له بتنفيذ مخططاته"، لافتاً إلى أنه سيتم عقد عدة اجتماعات للضغط على الاحتلال من أجل التراجع عن منع المرابطات دخول الاقصى.

وفي السياق ذاته، بيّن صبري أن الأوضاع الراهنة في العالم العربي والاسلامي تشجّع الاحتلال على تنفيذ مخططاته، مشيراً إلى أن هذه الحالة تخدم الاحتلال سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.

وتابع "الاحتلال اختار الوقت الراهن لاستباحة الاقصى وتنفيذ مخططاته نظرا لانشغال العالم الدولي والعربي "المخزي".

أما فيما يتعلق بتدخل السلطة في المسجد الأقصى، فإنه أكد عدم وجود أي علاقة لها بذلك، تبعا لاتفاقية أوسلو التي تنص على تأجيل التفاوض بشأن القدس، إضافة إلى منع الاحتلال السلطة من التدخل في القدس.

بدوره، أكد علي أبو شيخة مستشار الحركة  الاسلامية لشؤون القدس، أن المسجد الأقصى يمر بمرحلة صعبة خلال الفترة الراهنة، خاصة في ظل منع المرابطين والمرابطات من دخوله.

وأوضح أبو شيخة لـ "الرسالة" أن الأعياد اليهودية ستبدأ مطلع الأسبوع المقبل، وستنتهي بداية الشهر القادم، مشدداً على أن تلك الفترة تتاح فيها الفرصة للمستوطنين لاقتحام الاقصى.

وبيّن أن الاحتلال يستغل الفراغ العربي في الوقت الراهن، مطالبا الجميع بضرورة التواجد داخل الأقصى، من أجل صد اقتحامات المستوطنين.

ولا يزال التوتر شديدا في القدس الشرقية والضفة الغربية. وساهم في تاجيجه وفاة طفل فلسطيني ووالده اثر مهاجمة مستوطنين منزلهم بالقنابل الحارقة وهم نيام في 31 يوليو الماضي.