بعد إعلان تأجيل عقد جلسة المجلس الوطني الفلسطيني، التي كانت مقررة منتصف الشهر الجاري، استغلت الفصائل الفلسطينية الأمر، وبدأت بالتحرك من خلال عقد لقاءات مكثفة في عدة عواصم عربية، من أجل وضع آلية واضحة ومتفق عليها لعقد اجتماع فصائلي جديد خلال أسابيع قليلة.
وشهدت العاصمة اللبنانية بيروت عدة لقاءات بين الفصائل الفلسطينية، وكان أبرزها لقاء الجمعة قبل الماضية بين وفدين رفيعي المستوى من حركة الجهاد الإسلامي برئاسة الأمين العام للحركة رمضان عبد الله شلح، وحركة "حماس" برئاسة عضو المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق، ناقشا خلاله ملفات هامة.
وبحسب حركة الجهاد الإسلامي، فأطلع شلح وفد حماس على خلاصة جهود "حركة الجهاد" ومساعيها مع المصريين حول الشأن الفلسطيني، خاصة واقع الحصار في قطاع غزة، والدعوة لانعقاد المجلس الوطني، وقضية الشبان الأربعة المفقودين في سيناء.
لقاءات تمهيدية
وعلمت "الرسالة نت"، من قيادي بارز في حركة "فتح" أن:" لقاء جديدا سيجمع بين عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، والدكتور رمضان شلح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، وموسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" نهاية الأسبوع الجاري في العاصمة اللبنانية.
وأوضح أمين مقبول، أمين سر المجلس الثوري لحركة "فتح"، أن :"اللقاءات الفصائلية التي تجري في العواصم العربية، تهدف بشكل أساسي، لإزالة كل العقبات الداخلية من أجل عقد اجتماع لكافة الفصائل الفلسطينية، تشارك فيه حركتي حماس والجهاد الإسلامي".
وأكد مقبول أن حركته تدعم بقوة عقد لقاء فصائلي جديد، لمناقشة الملفات الداخلية الهامة، والاتفاق على موعد عقد اجتماع الإطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية، موضحاً أن هناك تحركات واتصالات تبذل من أجل إتمام هذا الأمر بأسرع وقت.
وقال: "نحن الآن بأشد الحاجة لتحقيق المصالحة الداخلية، وفي اعتقادي الفرصة أصبحت مواتية للجميع، ويجب استغلالها جيداً من أج، وضع تصورات بناءة يمكن النهوض بها بما يساعد في تحقيق المصالحة وتطبيق ما جرى التوصل له من اتفاقات في السابق".
جهود مستمرة
بدوره، أكد زياد الظاظا، عضو المكتب السياسي لحركة"حماس" أن حركته تسعى من خلال تحركاتها الخارجية، ولقاءات الفصائل لتحريك عجلة المصالحة المتوقفة منذ شهور طويلة.
وأوضح الظاظا، لـ"الرسالة نت" أن اللقاءات التي تجري في بيروت وعواصم عربية أخرى، بين وفود الفصائل المختلفة ومن بينها فتح وحماس، هي محاولة جديدة، من أجل التوصل لصيغة تفاهمية من أجل عقد اجتماع فصائلي جامع، في القريب العاجل.
وقال: "تأجيل عقد اجتماع المجلس الوطني الذي كان مقرراً منصف الشهر الجاري كانت خطوة إيجابية وهامة، لا يجب التوقف كثيراً عندها بل التحرك في اتجاهات أخرى، منها التحضير جيداً لإدارة كل الملفات الفلسطينية العالقة، وعلى رأسها عقد اجتماع للإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية".
وبسؤال" الرسالة" حول الرفض المصري لاستضافة لقاءات المصالحة الفلسطينية، أكد الظاظا، أنه في حال رفضت مصر وأصرت على موقفها، فان الفصائل ستتناقش وتبحث عن بديل عربي يمكن أن يستضيف لقاءات المصالحة المقبلة".
وأوضح عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" أن الفترة المقبلة ستشهد لقاءات وحوارات فلسطينية مكثفة من أجل التحرك في طريق إتمام المصالحة الداخلية.
وتوقعت مصادر أن حركة "حماس" تتجه رسمياً إلى الموافقة على عقد لقاء الفصائل في المملكة العربية السعودية، وأن رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" سيتوجه قريباً إلى الرياض للتباحث بهذا الملف.
وكان رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، خالد مشعل، اختتم زيارة وفد حماس للملكة العربية السعودية، في يوليو/ تموز الماضي، التي استمرت لأيام فقط، توجت بلقاءات مكثفة مع المسئولين السعوديين وعلى رأسهم العاهل السعودي، وولي عهده الأمير محمد بن نايف، وولي ولي عهده، الأمير محمد بن سلمان.