الجزيرة الاقتصادية
تواجه الصناعات الفلسطينية عقبات جمة ناتجة في الغالب عن الاحتلال وإجراءاته المشددة الهادفة إلى إفشال محاولات تنمية القطاع الصناعي وتطوير الصناعات الإستراتيجية خاصة.
ويعد هاجس الأمن الشماعة التي يعلق عليها الاحتلال منع إقامة بعض الصناعات في المناطق الفلسطينية أو إدخال المواد الخام اللازمة لصناعات أخرى هامة أو المماطلة في منح التصاريح زيادة على أطماع الاحتلال الاقتصادية واحتكاره لبعض الصناعات.
ومع ذلك تعد الصناعات الدوائية وصناعة الحجر في طليعة الصناعات الفلسطينية التي تمكنت من دخول الأسواق الأوروبية، تليها الصناعة الجلدية وبدرجة أقل بعض أنواع المنتجات الغذائية.
ويشكل توفير المواد الخام التحدي الأبرز الذي يواجه الصناعات في الضفة الغربية بعد منعها في قطاع غزة ، وبين المماطلة والمنع سقطت العديد من الصناعات ضحية لإجراءات الاحتلال، وفق ما يؤكد عضو الاتحاد العام للصناعات الفلسطينية يوسف حسونة.
ويقول حسونة إن تحكم الاحتلال في الواردات والمعابر والمخاوف الأمنية الإسرائيلية أدت إلى صعوبة في شراء واستيراد المواد الخام والحصول عليها خاصة المواد الكيماوية اللازمة لدباغة الجلود ما يؤثر كثيرا على صناعة الأحذية.
ويوضح أن أكثر من عشرين مصبغة للجلود في مدينتي الخليل ونابلس أغلقت أبوابها أو وجدت نفسها مضطرة للعمل في المراحل البسيطة من عملية الإنتاج، بسبب منع دخول بعض المواد الكيماوية الضرورية.
وحسب حسونة فإن مصنع الألمنيوم الوحيد في فلسطين في مدينة نابلس بشمال الضفة يزيد رأسماله عن 20 مليون دولار، لكن خط الإنتاج الرئيس فيه متوقف لمنعه من استخدام بعض المواد التي تدخل في صناعة الألمنيوم.
ويضيف أن من أهم الصناعات الإستراتيجية التي تبني اقتصاد الدول ويمنعها الاحتلال صناعة الإسمنت حيث تحتكرها إسرائيل.
ويشير إلى استحالة الحصول على ترخيص إسرائيلي لإقامة مثل هذا المصنع، مستشهدا بإلغاء إحدى الشركات المسجلة منذ نحو ثلاثين عاما بعد أن فشلت في مزاولة علمها.
ويقول حسونة إن الشركة الفلسطينية الوحيدة لصناعة الإسمنت لم تتمكن من مزاولة عملها بسبب الاحتلال والمستوطنات، ورفض منح التراخيص ومنع الحفر لأكثر من 16 مترا تحت الأرض لاستخراج المواد الأولية من التربة اللازمة لصناعة الإسمنت.
ورغم تعقيدات الاحتلال تمكنت بعض الصناعات من الصمود وشق طريقها نحو الخارج وفقا للمسؤول الفلسطيني ، وهو يضرب مثالا بالصناعات الحجرية التي بلغت دول الخليج والولايات المتحدة وإسرائيل وصناعة الأدوية التي وصلت إلى الأسواق الأوروبية.
ملتقى الصناعات
من جهته يوضح مدير معرض الصناعات الوطنية الفلسطينية ماهر الهيموني أن الصناعات الغذائية وصناعة الأثاث وبعض الصناعات الكيماوية تتصدر المعرض الذي يقام هذه الأيام في مدينة الخليل.
ويذكر الهيموني أن المصنوعات الفلسطينية تنافس جديا الكثير من الصناعات المستوردة وتحظى بثقة المستهلك الفلسطيني، وأشار إلى أن اختراق الصناعات لأسواق الاتحاد الأوروبي يشكل نقطة تحول هامة في الصناعات الوطنية.
كما يشير إلى نمو صناعة الخزف والزجاج والسيراميك ووصولها لأسواق عربية وأوروبية إضافة إلى الأسواق الإسرائيلية، لكنه يؤكد أن الوضع السياسي الراهن في الأراضي المحتلة يشكل عائقا أمام نمو العديد من الصناعات الأخرى.
وأكد ما ذهب إليه حسونة من أن الاحتلال يمنع وصول مواد ضرورية للقطاع الصناعي أو يماطل في منح تصاريح استيرادها ومنها المواد اللازمة في صناعة الذهب والدهانات والقبانات.