ذكرت مصادر دبلوماسية عربية أن مشاورات تجري بين عدد من الدول والجامعة العربية بشأن الضربات التي وجهتها روسيا ضد مواقع داخل الأراضي السورية، زعمت أنها استهدفت تنظيم "داعش"، في وقت تحدثت فيه دوائر عديدة عن استهدافها مواقع للمعارضة السورية، وهو ما يعكس، وفق نفس المصادر، النوايا الروسية الحقيقية لتثبيت أقدام نظام الأسد بالحكم.
وأوضحت المصادر، أنّ هذه المشاورات تسعى للكشف عمّا إذا كانت هذه الضربات شملت مواقع تنظيم "داعش"، بعدما تذرعت روسيا بأنها تسعى إلى تشكيل تحالف دولي لهزيمة التنظيمات الإرهابية المنتشرة في سورية وعلى رأسها "داعش"، بينما تشير التقارير إلى أن الضربات استهدفت جماعات أخرى، بينها جبهة النصرة، ولم تشمل "داعش" الذي يشكل الخطر الرئيسي على سورية والعديد من دول المنطقة.
وأفادت تقارير بوجود تنسيق جرى بين موسكو وتل أبيب، قبل بدء الأولى لعملياتها داخل الأراضي السورية، وهو ما يفسر عدم اعتراض إسرائيل عليها.
من جهتها، أجمعت قيادات من المعارضة السورية بالقاهرة على رفض بقاء نظام الأسد في الحكم، وانتقدت لـ"العربي الجديد"، ما جرى من مداولات بشأن الملف السوري خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك، وأبدت أسفها لما لمسته من مواقف متباينة تثير علامات استفهام، خاصة من جانب دول كبرى غربية تجاه الوضع في سورية.
وقال فراس الخالدي، ممثل تكتل الحراك الثوري بالقاهرة "إن ما جرى من مناقشات في الجمعية العامة كشف عن هشاشة المواقف وتبدلها، معتبراً أنّ الموقف الأميركي يثير علامات استفهام، بذريعة محاربة المنظمات الإرهابية، وعلى رأسها "داعش"، التي هي من صنيعة النظام.
كما لفت الخالدي إلى أنّ المعارضة ترفض الإبقاء على النظام، مؤكداً أنّه السبب فيما حلّ على سورية من دمار وخراب منذ عهد حافظ الأسد، واعتبر أن السيناريو يتكرر مرة ثانية بصورة أخرى، وأضاف أن أميركا تطالب بضرورة الإبقاء على النظام بدعوى الحفاظ على الدولة السورية، مثلما جرى مع نظام الأب في السبعينيات.
وشدد ممثل تكتل الحراك الثوري بالقاهرة على أن المعارضة لن تلدغ من جحر مرتين، ولن تقبل بأي حل سياسي أو تسوية تُبقي على هذا النظام، لافتاً إلى تمسكها برحيله حتى لو تم ذلك بصورة مرحلية وعبر حل تفاوضي، وفقاً لوثيقة جنيف 1 بحيث تتجمد خلالها صلاحيات الأسد.
وفي ذات الاتجاه، شدّد جبر الشوفي، القيادي بالائتلاف السوري المعارض، على رفض المعارضة لأي حلول سياسية "لا يمكن أن تفرض عليها من الخارج"، من شأنها إهدار التضحيات التي قدمها السوريون من خلال الدماء التي أريقت، وأرواح مئات الآلاف، إلى جانب تشريد الملايين طيلة السنوات الماضية منذ اندلاع الثورة في مارس/ آذار 2011.
واعتبر الشوفي أن التحرر من قبضة نظام الأسد لا يمكن أن يتحقق إلا بيد السوريين وحدهم، مشدداً على أنه لا يمكن للشعب السوري التراجع عن تحقيق الهدف في نيل حريته شأنه في ذلك شأن كل الشعوب، والخلاص من هذا النظام مهما كان الثمن غالياً.