قائد الطوفان قائد الطوفان

مساعي الرباعية لإحياء المفاوضات "لا معنى لها"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

الرسالة نت - محمد الشيخ

عادت الرباعية الدولية للحديث مجددا عن استعدادها إعطاء دفعة جديدة لمحاولة إحياء المفاوضات بين "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية، بعد تجميدها منذ فترة ليست بالقصيرة بين الجانبين وتبادل التصريحات التوتيرية بين الحين والآخر.

وأشارت الرباعية إلى إنها قررت إعطاء قوة دفع جديدة لمحاولة إعادة استئناف عملية التسوية بمساعدة من دول عربية رئيسية. وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغيريني، بعد اجتماع للرباعية في مقر الأمم المتحدة "قررنا العمل معا بخطوات ملموسة على الأرض في غياب عملية السلام في الشرق الأوسط، وقررنا إعادة استثمار أنشطة الرباعية".

وأكدت أهمية "أن يظهر الجانبان من خلال السياسات والأفعال التزامًا حقيقيًا بحل الدولتين من أجل إعادة بناء الثقة، وتفادي حلقة من التصعيد".

حديث الرباعية عن المفاوضات يأتي بعد خطاب رئيس السلطة الفلسطينية عباس في الأمم المتحدة الذي لوح فيه عدم الالتزام بالاتفاقيات الموقعة مع (إسرائيل) إذا لم تلتزم هي بذلك، بالإضافة إلى عملية المفاوضات المتعثرة منذ فترة طويلة بسبب ممارسات الاحتلال ضد الفلسطينيين وعدم التزامه بما يتم الاتفاق عليه في أي عملية تفاوضية بين الجانبين.

في المقابل، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، استعداده للعودة إلى المفاوضات السلمية دون شروط مسبقة. وذكر نتنياهو، خلال لقائه وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديركا موغيريني على هامش مداولات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ان "عدم استجابة عباس لهذه الدعوة تثبت أنه ليس معنيًا بالتوصل الى تسوية سياسية".

المختص في الشأن الإسرائيلي مأمون أبو عامر، يرى أن الحديث في هذه الفترة عن مفاوضات جديدة لا معنى له، ومحاولة إحياؤها ستبوء بالفشل.

وبيّن أبو عامر خلال اتصال هاتفي مع "الرسالة" أن (إسرائيل) لم تستجب سابقا لأدنى حد من المطالب الفلسطينية، وهناك شروط سابقة لم تلتزم بتنفيذها وبسببها تجمدت المفاوضات السابقة.

وبالإشارة إلى تصريح نتنياهو بالعودة إلى المفاوضات دون شروط مسبقة، لفت إلى أن السلطة لا تستطيع الذهاب دون شروط، لأن (إسرائيل) لم تلتزم بما هو متفق عليه سابقا.

وفي السياق ذاته، كشف عضو في اللجنة المركزية لحركة "فتح"، أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبلغ وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أنه لن يطبق بشكل فوري القرارات التي اتخذها في خطابه بالأمم المتحدة، والمتعلقة بوقف العمل بجميع الاتفاقيات السياسية والاقتصادية التي وقعت مع (إسرائيل).

وقال عضو اللجنة لـ"الرسالة "، إن عباس أوضح للإدارة الأمريكية، أن تطبيق القرارات "المهمة" التي اتخذها الأربعاء الماضي يحتاج لبعض الوقت، وقد يستغرق ذلك من (2-5) أشهر على الأقل. موضحا أن كيري طرح على عباس، أن يبدأ بجهود جديدة خلال تلك الفترة، لتقريب وجهات النظر الفلسطينية - الإسرائيلية، من أجل العودة لمربع المفاوضات من جديد بعد توقفها، في نهاية شهر مارس من العام الماضي.

وإزاء ذلك يعتقد أبو عامر، أن ما يُقدم لعباس حاليا هي إغراءات سياسية لتحقيق انجازات تحسب للسلطة الفلسطينية، في حين أن (إسرائيل) غير مستعدة لتقديم شيء يذكر.

ولفت إلى أنه ربما تمارس الادارة الأمريكية ضغوطا كبيرة على عباس، وتضطر السلطة للتعاطي مع ذلك حسب الواقع الموجود، لأنها ضعيفة ولا تستطيع ممارسة أي ضغط يذكر على الاحتلال.

وكانت فرنسا قد دعت إلى إنشاء مجموعة اتصال دولية تتألف من أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ودول عربية والاتحاد الأوروبي بهدف إحياء عملية التسوية. لكن المختص في الشأن الإسرائيلي أبو عامر، استبعد أي تحرك على المدى القريب في هذا الاتجاه طالما لم تتحرك (اسرائيل).

 

البث المباشر