تحليل: الاحتلال لن يفتح مواجهة مع غزة لافتقاده الذرائع

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

الرسالة نت-خاص

يبدو أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول لفت الأنظار عما يدور في الضفة الغربية، من خلال استخدام العنف المفرط مع المتظاهرين في المناطق الشرقية لقطاع غزة، الذين هبوا نصرة للأقصى اليوم الجمعة.

ووفق المصادر الطبية فإن غالبية الإصابات كانت في الرأس والصدر، ووصفت بأنها خطيرة، ورغم أن محللين سياسيين أكدوا أن الاحتلال يحاول استخدام سياسة الردع من خلال العنف، إلا أنهم اعتبروا أن محاولاته ستبوء بالفشل؛ لأن استخدام القوة سيساهم في اشتعال الأحداث بشكل أكبر.

واستبعد المحللون إقدام الاحتلال على توسيع رقعة المواجهة في غزة؛ لفقدانها الذرائع، عدا عن أن ذلك سيكون مكلفا بالنسبة له.

وقال المحلل السياسي طلال عوكل إن الاحتلال منذ أن أعلن قطاع غزة "كيانا معاديا" في العام 2007، بدأ يتعامل معه بشكل وحشي ومختلف، "وهو ما ظهر خلال الحروب الثلاثة، ويظهر حاليا في تعامله مع المتظاهرين بالمناطق الشرقية".

وبيّن أن الاحتلال يريد لفت الأنظار عن الضفة، من خلال طريقة تعامله مع المتظاهرين، وإيقاع عدد من الشهداء، معتبرا ذلك مؤشرا خطيرا "قد يدفع الاحتلال إلى تصعيد أكبر؛ حتى يتمكن من حرف الأنظار عن الضفة".

وبحسب عوكل فإن غزة "الثائرة" لا يمكنها الوقوف متفرجة إزاء ما يجري في الضفة، معتقدا في الوقت نفسه أن الاحتلال لا يملك الذرائع لذلك في الفترة الحالية، "كما أن حرب غزة مكلفة بالنسبة له، خاصة في ظل تصرف حكيم ومتأن من الفصائل الفلسطينية"، كما قال.

ورأى أن الاحتلال في موقف صعب للغاية، وأمام خيارات معقدة، مرجحا ألا يلجأ إلى استهداف غزة؛ "لأن ذلك سيفجر الأوضاع".

وفي السياق، أكد عثمان عثمان أستاذ العلوم السياسية من الضفة الغربية، أن قرار الرد من الفصائل في غزة يحتاج إلى دراسة متأنية واجماع، مشيرا إلى أن اشتعال غزة يمكن أن يؤثر على انتفاضة الضفة، "الأمر الذي يفرض على الفصائل أن تعرف كيف تتدخل وبشكل مدروس".

وتوقّع أن تستمر مسيرات التأييد والدعم من غزة، وقال: "الميدان هو من سيحكم كيف ستسير الأمور بعد ذلك"، لكنه شدد على أن دخول غزة واراضي 48 في الانتفاضة وارد، "خصوصا بعد قرار قمع الحركة الاسلامية في الداخل المحتل".

وأوضح عثمان أن حكومة نتنياهو يمينية متطرفة تتبع سياسة استخدام القوة المفرطة، التي ستأتي بنتائج عكسية.

البث المباشر