مقال: وعد الآخرة

بقلم أ.وسام عفيفة

شكلت مجموعة من النخب والشخصيات الاعتبارية في قطاع غزة مؤسسة أطلقت عليها اسم "وعد الآخرة" مهمتها كما يتضح إعداد خطط وتقديم رؤى في كيفية توزيع الأراضي والممتلكات وإدارتها في فلسطين التاريخية بعد التحرير وعودة الفلسطينيين إلى أراضيهم.

قد يعتبر البعض هذا المشروع الافتراضي هذيانا، وآخرون سوف يرونه "نكشة راس"، في ظل الظروف التي يعيشها الفلسطينيون اليوم في الداخل والشتات محاصرين، ومضطهدين، ومطاردين، ومهاجرين، وغارقين في البحار، وعالقين على الحدود والمعابر، ومع ذلك يأتي من يتحدث عن آليات توزيع الأراضي في "تل ابيب وحيفا ويافا على أصحابها من العائدين، وسبل حفظ حقوق الأجيال القادمة، وحماية الممتلكات العامة من التخريب كالفنادق والمصانع والمزارع، والغنائم من السلاح والعتاد، من أجل استثمارها في مشروع إقامة دولة فلسطين المحررة.

هذا التفكير الخيالي أو الجنوني مر على تاريخنا وتاريخ الشعوب جنون يشبهه، وأبرز نموذج يتمثل في إقامة (إسرائيل) من العدم... وعلى سبيل المثال كان يمكن اعتبار هدف الوكالة اليهودية التي أنشأت في 1908 باسم "مكتب فلسطين" في يافا كفرع للحركة الصهيونية في فلسطين تحت الحكم العثماني مجرد "هلوسة"، مهمتها في البداية تمثيل اليهود أمام السلطان العثماني والسلطات الأجنبية الأخرى وشراء الأراضي لليهود بمساعدة الصندوق القومي اليهودي لإدارة مشروع الهجرة والاستيطان وصولا لإقامة دولة لليهود عام 1948.

في مثال مختلف كان يبدو داعية حقوق المدنية والمساوة بين السود والبيض في أمريكا، مارثن لوثر كينج كمن يناطح طواحين الهواء وهو يقود مسيرة تاريخية في عام 1963  ضمت أكثر من 250 ألف مواطن، منهم 60 ألف أبيض، ويلقي خطابة الشهير الذي كان عبارة عن حلم قال فيه: "عندي حلم بأنه في يوم ما على تلال جورجيا الحمراء سيستطيع أبناء العبيد السابقون الجلوس مع أبناء أسياد العبيد السابقين معاً على منضدة الإخاء. هذا هو أملنا. عندي حلم بأنه في يوم ما سيعيش أطفالي الأربعة بين أمة لا يُحكم فيها على الفرد من لون بشرته، إنما مما تحويه شخصيته".

لم ير حلمه يتحقق بالكامل لأنه في الرابع من أبريل عام 1968 اغتيلت أحلام مارتن لوثر كينج ببندقية أحد المتعصبين البيض.

يحق لنا كفلسطينيين أن نحلم وان نخطط لتنفيذ أحلامنا، المهم ألا نختلف ونشتبك على توزيع الحقوق والغنائم "قبل ما نشوف الصبي".

البث المباشر