مع استمرار انتفاضة القدس للأسبوع الرابع على التوالي، تعالت مؤخرا أصوات (إسرائيلية) خاصة من المستوطنين اليمينيين تطالب رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو بالاستقالة على خلفية عدم توفيره الأمن لهم، كما دار شجار عاصف بين الوزير نفتالي بينت وعضو الكنيست تسيبي ليفني على ضوء قتل الجنود (الإسرائيليين) عن طريق الخطأ اعتقادا بأنه فلسطيني.
هذا الإرباك الذي تشهده الساحة الأمنية والعسكرية في (إسرائيل) حول آلية التصرف ومحاولة السيطرة على الأحداث يثبت حسب قراءات محللين سياسيين بأن الانتفاضة الشعبية القائمة قادرة على قلب الأوراق داخل (إسرائيل) فهل تسقط حكومة نتنياهو خلال المرحلة المقبلة؟
على ضوء هذه المعطيات تسعى (إسرائيل) إلى استدراك الموقف والخروج من هذه الحالة بتشديد الإجراءات والقوانين وزيادة القمع لخلق أجواء من الردع للفلسطينيين علها تخفف من روع (الإسرائيليين) الذين يطالبون بإسقاط حكومة نتنياهو التي أفقدتهم الأمن.
بعض المحللين يرون أن القرارات التي اتخذها مجلس وزراء الاحتلال المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت" مؤخرًا في محاولة لوقف انتفاضة القدس، لن تقود حكومة نتنياهو للسيطرة على هذه الانتفاضة التي يشكل استمرارها تهديدا حقيقا لوجود (إسرائيل).
ومن بين هذه القرارات تجنيد جنود للعمل إلى جانب شرطة الاحتلال وهدم منازل منفذي العمليات الفدائية وسحب الهويات من منفذي العمليات الفدائية من سكان القدس وعائلاتهم، وحصار أحياء فلسطينية في شرقي القدس.
المختص في الشأن (الإسرائيلي) وديع أبو نصار من الناصرة يرى أن الانتفاضة تهدد وجود حكومة نتنياهو لاسيما وأن (الإسرائيليين) غير قادرين على التعايش مع هذا الواقع، قائلا: "ما يهدد ذلك ليس حكومة نتنياهو فحسب بل سيؤدي إلى خلق مزيد من الخلافات السياسية داخل القيادات التي ستعمل جاهدة إلى إسقاط عرش نتنياهو وابعاده عن الساحة (الإسرائيلية) ".
كما وأكد نصار أن ما يحدث على الأرض سيخلق واقعا جديدا تخشاه (إسرائيل) كزيادة الهجرة منها وانخفاض وتيرة المشاريع الاقتصادية الخارجية بداخلها خشية على مصالحهم، منوها بأن الاحتلال يدرك جيدا أن الانتفاضة تأتي ردا على تصاعد وتيرة جرائم ضد الفلسطينيين.
وهنا يوضح أن نتنياهو يعاني من أزمة سياسية وأمنية داخل حكومته جراء استمرار انتفاضة القدس رغم حديثه عن الاجراءات التي اتخذها لمواجهتها لاسيما وأنه يدرك جيدا أن (الإسرائيلي) لم يعد قادرا على الجلوس في منزله وعمله بل على ممارسة حياة الطبيعية كما السابق نتيجة للخوف مضيفا: "ما يمس ذلك عصب حساس في مستقبل وجوده واستمراره بسدة الحكم".
ووفق لقراءات بعض التحليلات (الإسرائيلية) أكدت أن الانتفاضة الراهنة أصابت العصب الأكثر حساسية لدى حكومة الكيان الصهيوني والذي يكمن في العنصر البشري بالدرجة الأولى ومن ثم مسألة الأمن الشخصي ثانيا.
لذلك يرى المختص في الشأن (الإسرائيلي) فتحي بوزيه من الضفة المحتلة أن استمرار الانتفاضة واحتمالات تطورها خلال الأيام المقبلة سيؤثر على (إسرائيل) بلا شك وسيؤدي إلى تراجع شعبية نتنياهو بالإضافة إلى زعزعة الأمن والاستقرار الامني والاقتصادي بإسرائيل.
ليقول: "الشارع (الإسرائيلي) عندما أعطى الثقة لنتنياهو خلال جولة الانتخابات الماضية كان يريد أن يرى تحقيق الأمن مع وجود الحزب اليميني المتطرف على اعتبار أن نتنياهو الرجل الأقوى بالنسبة لهم"، متابعا: "لكن الانتفاضة أحدثت واقعا مختلف وأظهر رئيس الحكومة بأنه عاجز غير قادر على ضبط ما يحدث ".
وفي السياق ذاته ذكر موقع "روتر" الإخباري العبري أن العشرات من الناشطين السياسيين (الإسرائيليين) وبعض أعضاء الكنيست (الإسرائيلي)، تظاهروا الأسبوع الماضي أمام منزل نتنياهو، مطالبين باستقالته على خلفية التطورات الأمنية الأخيرة التي تشهدها الضفة والقدس وبسبب الفشل الأمني الذي مُنيت به حكومته رافعين يافطات كتبوا عليها "نتنياهو لقد فشلت اذهب إلى بيتك فورا".
وتوقع في الوقت ذاته أن يبحث نتنياهو عن حلول عسكرية تحافظ على بقائه بالحكومة كنشر
المزيد من الجيش على مناطق التماس مع مدن الضفة واتخاذ اجراءات عقابية جماعية ضد الفلسطينيين والتي يرى أبو نصار أنها لن تجدي نفعا بل ستزيد من حالة وحجم الكراهية والرغبة في الانتقام.
وكشف استطلاع للرأي العام (الإسرائيلي) تفوق رئيس حزب (إسرائيل) بيتنا أفيغدور ليبرمان على نتنياهو، حيث اظهر أن الرأي العام (الإسرائيلي) يري في ليبرمان الأقدر على الموقوف في وجه عمليات المقاومة ليحصل ليبرمان على 31% من الأصوات مقابل 14% لنتنياهو.