قائد الطوفان قائد الطوفان

اعتادوا على الحروب الكلاسيكية

انتفاضة القدس تكشف عورة الجيش "الذي لا يقهر"

شاب يلاحق بحجر  الجندي الاسرائيلي المدجج بالسلاح
شاب يلاحق بحجر الجندي الاسرائيلي المدجج بالسلاح

الرسالة نت- نور الدين صالح

لم يعد الجيش (الإسرائيلي) الذي يعد الرابع على العالم من حيث القوة والعتاد، قادراً على ادارة وصد المواجهات الدائرة في الضفة المحتلة منذ قرابة شهر.

ذاك الجيش "الذي لا يقهر" أصبح هشاً بسبب ما تعرض له خلال انتفاضة القدس، لاسيما وأن هذا الأمر يلقي بظلاله السلبية على فرق الجيش الاحتياطية، ويزرع الرعب في قلوبهم، خاصة إذا اشتدت المعركة.

فحالة التخبط سادت أرجاء صناع القرار في قيادة الجيش، وهذا ما أظهرته بعض وسائل الاعلام العبرية عن مسؤولي وقادة الاحتلال وكان آخرها اعتراف قائد هيئة الأركان (الإسرائيلية) غادي ايزنكوت، بعدم قدرتهم على وجود حل عسكري لوقف انتفاضة القدس في الضفة المحتلة وغزة.

ولكن من الواضح أن "ارتجالية" انتفاضة القدس والعمليات التي نفذها شبان فلسطينيون أربكت حسابات جيش الاحتلال الذي لم يتدرب على اشكال هذه المواجهات.

فيما يبدو أن الاحتلال لديه تدريبات وترتيبات يتخذها في التعامل مع الجنود (الاساسيين والاحتياط)، ليتمكنوا من خوض أي عملية عسكرية، وهذا ما ذهب إليه علاء خضر المختص في الشأن (الإسرائيلي)، بقوله "إن (إسرائيل) لديها توجه لتجهيز الجبهة الداخلية لان انهيارها ينعكس على دولتها بشكل مباشر".

وكانت صحيفة "معاريف" العبرية قد كشفت عن وجود تخوف لدى هيئة الاركان العامة، من استمرار موجة العمليات في الضفة، الامر الذي سيلقي بظلاله على الحالة النفسية لمجموعات الجيش الاحتياطية.

وأشار خضر إلى أن جنود الاحتياط يشكلون المخزون الاساسي للجيش، في حال أقدم على تنفيذ عملية عسكرية وفتح جبهات أخرى، مضيفاً "جنود الاحتياط باتوا متأثرين مما يجري في انتفاضة القدس".

وبيّن أن تأثر الجبهة الداخلية والجنود الاحتياط ينعكس سلباً على الحكومة (الإسرائيلية) وقدرتها على اتخاذ قرار مستقبلي بخوض عملية عسكرية كبيرة، مستبعداً أن تقدم قوات الاحتلال على فتح جبهة أخرى في ظل الحالة التي تعيشها.

محللون: مشاهد هروب الجنود أثرت على نفسية جيش الاحتياط

بدوره، أوضح اكرم عطا الله المختص في الشأن (الإسرائيلي) أن (إسرائيل) أعدت جيشاً يقاتل في حروب كلاسيكية منظمة.

وقال عطا الله، إن عشوائية انتفاضة القدس والهبة الجماهيرية التي ينفذها الشبان لم يكن يتوقعها الاحتلال من قبل، نظراً لعدم وجود تنظيمات تترأسها وبالتالي "(إسرائيل) غير قادرة على متابعتها وضربها".

ولفت إلى وجود شكاوى من جنود الاحتلال بعدم مقدرتهم على مواجهة الهبة الجماهيرية "غير المنظمة"، عدا عن مشاهد هروب الجنود، "كل ذلك يؤثر في نفسية فرق الجيش الاحتياط وغيرها".

وبحسب عطا الله، فإن انتفاضة القدس احرجت (إسرائيل) وحشرتها في الزاوية، فيما بات الفلسطيني لا يدفع ثمن، مشيراً إلى أن هذا النوع من المواجهات يستطيع تحييد القوة العسكرية ويضعها جانباً.

وفيما يتعلق بتصريحات قادة الاحتلال، عقّب على ذلك قائلًا " اعتراف (إسرائيلي) بأن الفلسطينيين يديرون معركة تلقائية وعفوية".

وبالعودة إلى خضر، فإنه أوضح أن تصريحات قادة الاحتلال تعبر عن الواقع الذي يعيشه الجيش (الإسرائيلي)، والحالة النفسية التي يعاني منها.

ومازالت الانتفاضة المستمرة منذ أكثر من شهر لتكشف يوما بعد الآخر عن مدى هشاشة وضعف الجيش "الذي لا يقهر" في ظل المواجهات الدائرة بين الشبان الفلسطينيين.

البث المباشر