قائد الطوفان قائد الطوفان

سقوط الطائرة الروسية يعمق جراح الاقتصاد المصري

الطائرة الروسية
الطائرة الروسية

القاهرة-الرسالة نت

توقع محللون أن تلقي حادثة سقوط الطائرة الروسية وسط شبه جزيرة سيناء بظلال قاتمة على الاقتصاد المصري وتعمق جراحه، في ظل انخفاض منتظر في أداء قطاع السياحة والطيران وتراجع شهية المستثمرين واستمرار نزيف احتياطات البلاد من الدولار.

وفي هذا الصدد، أكد المحلل الاقتصادي مصطفى عبد السلام أن أزمة سقوط الطائرة الروسية واحتمال حدوث ذلك عن طريق قنبلة يعطيان إشارة سلبية للمستثمر والسائح الأجنبيين بكون مصر تشهد اختراقا أمنيا وغياب استقرار سياسي، مما يجعل الأشخاص ورؤوس الأموال على حد سواء عرضة للتهديد.

وقال في تصريح إن حادثة سقوط الطائرة ستؤثر على ثلاث نواح جوهرية بالنسبة للاقتصاد المصري، ويتعلق الأمر بالسياحة والاستثمار الأجنبي واحتياطات البلاد من العملة الصعبة.

وتوقع عبد السلام أن تتراجع إيرادات القطاع السياحي إلى ما دون سبعة مليارات دولار التي سجلت خلال العام الماضي، بسبب تأثر النشاط في مدينتي شرم الشيخ والغردقة اللتين شكلتا آخر معقل للقطاع السياحي بالبلاد، حسب تعبيره.

وعبر عن قناعته بأن هذه الحادثة ستؤثر على مناخ الاستثمار، وتجعل المستثمر الأجنبي يشعر بتزايد حدة الاضطراب بالبلاد، ويتخوف على رأسماله وعلى تحويلات أرباحه نحو الخارج.

وخلص إلى أن التأثيرات السابقة ستدفع باتجاه تراجع إيرادات البلاد من العملات الأجنبية، ومن ثم زيادة تقلب سوق الصرف، مشيرا إلى أن حجم احتياطات مصر لا يتجاوز في الوقت الحالي قيمة 16 مليار دولار، وهو ما لا يكفي سوى لتغطية 2.7 شهر من واردات البلاد.

ويعد قطاع السياحة أحد القطاعات الرئيسية للاقتصاد المصري، إذ تؤمن نحو 15% من عائدات العملات الأجنبية ونحو 12% من إجمالي الناتج المحلي، حسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

تباطؤ حركة الطيران

من جهته، قال مدير عام شركات نماء طه عبد الغني إن حادثة سقوط الطائرة الروسية ستكون لها تأثيرات سلبية على عدة قطاعات اقتصادية بمصر، وفي مقدمتها السياحية والطيران اللذان يشكلان مصدرا رئيسيا لجلب العملة الصعبة.

وأضاف أن الاقتصاد المصري يئن منذ فترة تحت وطأة أزمة الدولار، بينما ستزيد هذه الحادثة حدة هذه الأزمة.

وتوقع عبد الغني أن تتباطأ حركة الطيران باتجاه مصر، مما سيؤثر بدوره على التجارة الخارجية للبلاد، وعلى أداء الشركات ذات الارتباط بهذه القطاعات.

وقررت عدد من شركات الطيران الأجنبية وقف رحلاتها الجوية نحو مطارات مصر، في حين شرعت شركات أخرى في نقل سياح عبر مطار شرم الشيخ مع تزايد الشكوك بأن قنبلة أسقطت الطائرة الروسية.

ولفت عبد الغني إلى أن عددا من المستثمرين أضحى لديهم تخوف من دخول السوق المصرية بسبب القيود التي فرضت على تحويل العملات الأجنبية خارج البلاد بفعل تداعيات أزمة الدولار.

ولم يستبعد عبد الغني أن تشهد البورصة المصرية ضعفا في الأداء في ظل إحجام منتظر من قبل المحافظ الأجنبية على التداول في السوق.

من جهته، أكد المحلل المالي أحمد ماهر في حديث للجزيرة نت أن سوق المال ستتأثر بحادثة سقوط الطائرة، لكن هذه التأثيرات تظل محدودة، مشيرا إلى أن البورصة تعاني النزيف منذ عدة جلسات بسبب عدم توفر العملة الصعبة في السوق، ووضع القيود على تحويلات الشركات نحو الخارج.

الجزيرة نت

 

البث المباشر