قائد الطوفان قائد الطوفان

الضفة تُدخل الانتفاضة مرحلة "الاستنزاف" والاحتلال يفقد السيطرة عليها!

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

الرسالة نت- محمود هنية

في خضم المواجهة العارمة بين الفلسطينيين والمحتل بالضفة والقدس، تتراوح مسارات الأحداث بين الهدوء التدريجي حينًا والصعود المفاجئ حينًا آخر، لتؤسس بذلك معادلات ميدانية وسياسية في ضوء ما فرضته من وقائع مختلفة خلال المرحلة الماضية.

ورغم محاولة الاحتلال احتواء الأوضاع الميدانية بالضفة عبر فرض وقائع جديدة في محافظاتها المختلفة، إلّا ان مسار الأحداث أدخلت المعادلة الميدانية في أشكال جديدة من المواجهة، هي أقرب في توصيفها الى حرب الاستنزاف الذي يصعب على الاحتلال حسم مساراتها أو السيطرة عليها.

بيئة المواجهة وفق ما يراه المختصون، أضحت أكثر تعقيدًا من امكانية تحديد مسارها، ما يعني أنها فرضت وقائع جديدة في مسار الأحداث، بما يتيح استمراريتها ويقيد جهود الاحتلال في احتوائها، ويعزز ضمان بقاء اشتعالها بما يواجه تحديات الزمان والمكان.

مراقبون في الشأن الفلسطيني من الضفة، يشيرون إلى أن واجهة الاحداث آخذة بالاتساع في بعديها الزماني والمكاني، بما يتيح ادخال وسائل جديدة من الصراع في المواجهة، ليرسم بذلك الوجه القادم للانتفاضة خلال الأشهر القليلة القادمة في أقل تقدير.

ويعتقد علاء الريماوي المختص في الشأن (الإسرائيلي)، أن تصاعد الأحداث منذ البداية كانت تفتقد إلى المركزية الميدانية والسياسية، ما يعني أنها عبرت عن حالة الاستنزاف منذ لحظاتها الأولى، غير أن هذه المرحلة أخذت طابعًا أكثر اتساعًا وتعقيدًا ونضوجًا لتكون عنوان المرحلة المقبلة.

وأوضح الريماوي لـ "الرسالة نت"، أن ساحات الاشتباك أصبحت تتم بطرق مختلفة عبر النهوض بعمليات مفاجئة للاحتلال، الأمر الذي أربك حساباته وقلب موازين المعادلة من جديد.

ويؤكد الريماوي أن دخول الانتفاضة مرحلة الاستنزاف من شأنه أن يعقد التنبؤ في مآل مستقبلها وسبل السيطرة عليها، مشيرًا إلى خطورة ما تحمله هذه المرحلة من مخاطر على الاحتلال في ضوء ما يقر به رئيس وزراء (إسرائيل) بنيامين نتنياهو عن عجزه السيطرة على أحداث الضفة.

ويشير إلى انها ستقلب موازين الاحتلال من الناحية الميدانية، إذ سيصعب عليه امكانية السيطرة على الأحداث وتحديد رقعتها الجغرافية.

أما المحلل السياسي الدكتور عصام شاور، فأكد أن مرحلة الاستنزاف لا تقتصر على بعدها الميداني فقط، بل يصاحبها مستويات سياسية كذلك، إذ أن ما تشكله هذه المرحلة من تعقيد وارباك للاحتلال ستعمل على خلط الأوراق في العلاقة السياسية بينه وبين السلطة.

وقال شاور لـ"الرسالة نت"، إن هذه المرحلة تشكل اختراقًا في المنظومة الأمنية من حيث تنوع المواجهات الميدانية، وكذلك من خلال الأدوات التي تتصاعد، ما يعني أن ستفرض معطيات سياسية جديدة.

ويضيف عليه الريماوي بالقول إن نتنياهو قد يضطر للاستعانة بأمريكا لاستجلاب تهدئة ميدانية، غير أن هذا الخيار يعقده انغلاق الأفق السياسي الراهن وعدم وجود وقائع مستجدة في المسار السياسي.

وأمام فشل الاحتلال في الامساك بخيوط المواجهة الميدانية، فإنها ايضًا ستكون عاجزة عن امكانية الامساك بخيوط سياسية تسكن الأوضاع بالضفة، لما شكلته الاحداث من تغيرات في بنية المواجهة داخل الضفة المحتلة، وتعدد اساليبها التي لا يمكن السيطرة عليها.

ويشير المحلل العسكري واصف عريقات لـ "الرسالة نت"، إلى أهمية مرحلة الاستنزاف لما تلعبه من دور في ضوء غياب القيادة الجامعة والمؤثرة في مسار الانتفاضة، وعدم اهتمام السلطة واحتضانها لها.

ويضيف عريقات أن مسار المواجهة لا يزال يفتقد الى المرجعية الجامعة التي يمكنها أن تتحكم في مجريات الوقائع السياسية والميدانية.

 

 

 

 

البث المباشر