كشّف زياد الظاظا عضو المكتب السياسي لحركة حماس عن شروط رئيس السلطة محمود عباس التي اصطدمت بجهود سياسية بذلتها أطراف دولية مؤخرًا، حيث كانت في مقدمتها سحب سلاح حركة حماس قبل البدء بأي حوار معها.
وقال الظاظا في حديث خاص لـ "الرسالة نت"، اليوم الأربعاء، إن معظم الجهات الدولية والرسمية سواء كانوا على مستوى الوزراء او المسؤولين او النواب، اصطدموا بطلبات محمود عباس أن تكون هناك حكومة واحدة وسلاح واحد، أي أن تسلم المقاومة سلاحها، رغم عجز الاحتلال عن القيام بذلك.
وأضاف: "عباس متورط بشكل جلي في حصار غزة، خاصة بعد اعترافه بالمسؤولية عن فكرة اغراق الحدود مع مصر".
الموظفين والمعابر
مواقف عباس قادت الظاظا للحديث عن دوره في وأد الانتفاضة وإجهاض جهود رفع الحصار عن غزة، مشيرًا إلى أن كل ما يثار حول ترتيبات جديدة بشأن معبر رفح لا صحة له من الأساس، والهدف الأساسي منه وضع الصعوبات وتعزيز الانقسام، لصالح الاحتلال.
وأوضح الظاظا أن الهدف من جهود عباس في هذا الشأن هو تشديد الحصار والتلذذ بعذابات الشعب والتلكؤ، بغرض تأمين متطلبات الأمن الإسرائيلي، معتبرًا أن التصريحات التي صرحت بها فتح حول المعابر هي صادرة عن "مجموعات تعمل مع عباس داخل فتح المغتصبة الهدف منها بقاء امتيازاتهم التي يحصلون عليها من الاحتلال".
عباس اشترط تسليم سلاحنا مقابل الحوار
وأكدّ القيادي في حماس أن كل ما تم الحديث عنه من ترتيبات حول المعابر لا قيمة ولا اعتبار له على الأرض، لأنه خارج التوافق الوطني، مشيرًا إلى أن أي طرف أو قوة لا يستطيع أن يتجاوز دور الحركة لما لها من حضور على الأرض محليًا واقليميًا.
ودعا الظاظا إلى ضرورة تطبيق اتفاق الشاطئ رزمة واحدة، وأن تقوم حكومة وحدة وطنية متفق عليها بتطبيق الاتفاق وليست الحكومة الحالية، مؤكدا أن حركته لا تعترف بالحكومة الحالية بسبب تغير عدد من وزرائها في التعديل الوزاري الأخير الذي جرى منفردًا دون توافق وطني، مشيرًا إلى أن الحركة مستعدة لتشكيل حكومة بالتوافق كي تقوم بمهامها.
وذكر أن من مهام هذه الحكومة الالتزام بجميع القضايا الاقتصادية والاجتماعية والإدارية وكذلك الموظفين إضافة لتولي المعابر، رافضًا ما تطرحه السلطة "المعابر مقابل الموظفين" لأنه ابتزاز.
حكومة غير معترف بها
ونفى الظاظا لـ"الرسالة نت"، وجود ترتيبات بشأن إعادة دمج الموظفين، مشيرًا إلى أن أي تكليف رسمي لأي وزير بشأن إعادة دمج الموظفين لا بد أن يكون بتوافق، ودون ذلك فهو باطل وغير معترف به، خاصة أن بعض الوزراء محل خلاف ولا يوجد اتفاق عليهم.
ونفى الظاظا وجود اتصالات تجرى مع منظمة التحرير أو حكومة التوافق، منبهًا إلى أن الاتصالات يجب ان تتم بين الفصائل الموقعة على اتفاق المصالحة، والحكومة مهمتها القيام بما تتفق عليه الفصائل.
الحكومة الحالية غير معترف بها بسبب التغيرات الوزارية
وأوضح أنه لا توجد أي أمور رسمية في الحديث عن اتصالات بين منظمة التحرير والحركة، كما تشيع بذلك قيادات من حركة فتح.
وتعقيبًا على صفقات السلطة حول غاز غزة، اتهم الظاظا السلطة بسرقة موارد القطاع من خلال جباية أمواله التي تقدر بـ90 مليون دولار شهريًا من أموال المقاصة، وهو ما حرم القطاع من فرصة التنمية خلال السنوات الماضية، مشددًا على أنه لا يمكن للسلطة أو أي طرف آخر ان يؤخذ شيء من غزة دون إذن أهلها.
السلطة والانتفاضة
وتطرق الظاظا الى انتفاضة القدس، إذ أكدّ أن السلطة غير مؤتمنة على أن تكون شريكًا في القيادة السياسية الموحدة للانتفاضة في ظل استمرار عملية التنسيق الأمني، مؤكدًا أن الفصائل لن تقبل بأن تدير السلطة الانتفاضة في ظل اعتقالها للخلايا وتسليمها للمقاومين.
وحول اعتداءات الاحتلال على القطاع رأى الظاظا أن هناك "محاولات مستميتة من الاحتلال وعباس، لنقل المعركة الى القطاع"، مشيرًا إلى أن غزة هي من يحدد موعد المعركة، وهي تقدر الأمور وفق معطياتها وصولًا لتحقيق أهدافها على غرار المعارك السابقة التي خاضتها.
السلطة غير مؤتمنة لتكون شريكًا في القيادة الموحدة للانتفاضة
وأكد الظاظا لـ"الرسالة نت"، أنه في حال لم يتم اجراء أي تغيرات على المنظمة، فلن تكون شرعية وممثلة للشعب الفلسطيني.
وفي موضوع المصالحة بين دحلان وعباس، أبدى الظاظا ترحيب الحركة للعمل المشترك مع الجميع لكن على حساب قاعدة المقاومة والثوابت.
ونوه الظاظا إلى أن الحديث عن إيجاد خلف لعباس، هو امر يخص فتح وحدها ولا يمثل الشعب الفلسطيني برمته.
حماس والاقليم
وعن مستجدات العلاقة مع مصر، أكدّ الظاظا لـ"الرسالة نت"، استمرار وجود الاتصالات معها ضمن قناة المخابرات، لكنها لا تزال تراوح مكانها خاصة في موضوع فتح معبر رفح، ولم ينجم عنها شيء إيجابي لهذه اللحظة.
وأشار الظاظا إلى أن حركته طلبت من السلطات المصرية فتح لجنة تحقيق بمقتل الصياد الفلسطيني "مقداد" لكن لم يصلنا أي نتائج من قبل المخابرات المصرية.
وحول المختطفين الأربعة ، أوضح أنه لا يوجد أي بيانات عملية يمكن الاستناد عليها في التحقيقات لمعرفة مكان اختطافهم، لكنه جدد تحميله المسؤولية لمصر التي يتوجب عليها البحث عنهم وتوفير الحماية لهم لانهم اختطفوا على الأرض المصرية.
وشدد على أن الحركة لا علاقة لها بالأحداث في سيناء، و"مصر هي في مقدمة الدول التي تعرف هذه الحقيقة"، نافيًا بشدة الاتهامات والمزاعم التي تتحدث عن وجود لتنظيم داعش في غزة، متسائلًا " لو كان الظرف الأمني غير مستقر بغزة فكيف تزورها الوفود الأجنبية".
الاتصالات متواصلة مع مصر ولا وجود لداعش بغزة
وأخيرًا تطرق عضو المكتب السياسي لحماس، الى مسألة ملف العلاقة بين حركته والدول الإقليمية، معرجًا على العلاقة مع ايران التي وصفها بالداعمة الأساسية للمقاومة والتي لا تزال على موقفها من ذلك.
وفيما يتعلق بالعلاقة مع روسيا نفى الظاظا لـ"الرسالة نت"، وجود أي وساطات روسية بين حركته والاحتلال، على عكس ما اشاعته بعض المصادر السياسية.
وأكدّ أن الدول الأوروبية لا تزال تتواصل مع الحركة وترسل وفودها للاستماع الى مواقف الحركة بشكل متواصل، متهمًا افرادا من السلطة الفلسطينية بتقديم معلومات مغلوطة ضد الحركة بغرض تشويه سمعتها والزج بها في اتون احداث ومعارك لا علاقة لها بها.