أكدّ الدكتور صلاح البردويل النائب في المجلس التشريعي، اقرار المجلس لتقرير مشروع الجمعيات الاسكانية في قطاع غزة، مشيرًا إلى أنه سيتم البدء فيه مطلع العام القادم.

وقال البردويل  في حديث خاص بـ"الرسالة نت"، إن التشريعي ناقش حيثيات التقرير الذي قدمته لجان المجلس المختصة (القانونية-الاقتصادية-الموازنة والمال) بعد تقدم سلطة الاراضي بالمشروع للمجلس، وتم تصديقه واقراره بعد اخذ كل الضمانات المتعلقة بالتقرير.

وأوضح أن المجلس ناقش الضمانات التي تتعلق بـعدم حدوث أي ضرر للموظف وأن الاسعار ستباع بنفس السعر ميدانيًا، وأن الموظف سيسدد كل مستحقاته المتعلقة بالبلديات والكهرباء والبنوك.

وأضاف أن المجلس وضع محددات للعمل ضمن هذا المشروع، لضمان عدم حدوث أي ثغرة في التطبيق، مشيرًا إلى أنه سيتم احصاء ما لدى الموظف من مستحقات في الأول من يناير من العام القادم بعد خصم ديونه، ومن ثم سيعقبها عملية الاشتراك في الجمعيات الخيرية.

عدم الافصاح عن مصير الشبان الاربعة "ابتزاز سياسي"

وأِشار إلى أنه تم اخذ ضمانات بما يتعلق بالأقساط الشهرية التي سيدفعها الموظف.

وأوضح أن نسبة ما ستستقطع هو الفي دونم فقط، وهو اقل مما استقطعته السلطة في عهد سابق وصل لحوالي 7 آلاف دونم.

وأكدّ البردويل أن هذه المشروعات ستخصص لجميع المواطنين وليس للموظفين فقط، غير أن الدفعة التي سيقدمها الموظف ستدفعها الحكومة بناء على مستحقاته الموجودة عندها.

ورفض النائب في المجلس التشريعي، الحملة التي شنت على الحكومة بعد هذا القرار، مؤكدًا أن الهدف منها هو تشويه حركة حماس، منبهًا الى ان هذه المشاريع الاسكانية هي قديمة ومعمول فيها منذ عهد الانتداب البريطاني وما تلاه الى عهد السلطة الفلسطينية التي بنت الالاف من المشروعات الاسكانية.

وأضاف أن الحرب الأخيرة فاقمت من أزمة الاسكان، وكثير من المواطنين وفي مقدمتهم الموظفين عاجزون عن ايواء اطفالهم لعدم تقاضيهم الرواتب منذ تشكيل حكومة التوافق بداية العام الماضي، فتم عمل جمعيات اسكانية، وأخذ الدفعة الأولى من مستحقاتهم الموجودة لدى الحكومة.

حكومة التوافق

وقال البردويل، إن حكومة التوافق سقطت عمليًا، بعدما ألغت دورها وانهت اعمالها في قطاع غزة منذ تشكيلها، مشيرًا إلى أن وزراءها يعملون خارج السياق، وبعضهم غير معترف به ممن تم وضعهم في التعديل الوزاري الذي اجري دون مشاورة أحد.

وأفاد أن عباس لا يزال يرفض تشكيل حكومة وحدة وطنية، مؤكدًا أن حركته تعمل في إطار القانون ولا تخرج عنه، وأن الوزارات العامة تعمل بشكل قانوني في قراراتها، وترفض ان تنتظر طويلًا لما يفرض عليها من حصار سياسي ومالي تشارك فيه السلطة.

حكومة التوافق سقطت عمليًا ووزارات غزة تعمل وفق القانون

 وأكدّ أن وزارات غزة لن تنتظر كي يرضى عنها رئيس السلطة أبو مازن، رافضًا منطق المساومة بين ملفات الموظفين والمعابر، لأنه خارج سياق المنطق والتوافق السياسي، وفق تعبيره.

ونفى البردويل وجود أي مشاورات أو اتصالات جديدة بين حركته وفتح بشأن المصالحة، مشيرًا إلى أن هذا القرار معلق بقرار من عباس.

معبر رفح ومصر

وفيما يخص اعادة تشغيل معبر رفح، نفى البردويل قطعيًا ما نقله عزام الاحمد عن وجود ترتيبات جديدة بشأن معبر رفح، مؤكدًا أن حركته مع أي مبادرة لفتح المعبر، شريطة أن يكون عليه "طرف فلسطيني محترم، يتمتع بالأمانة والنزاهة وأن يكون مرغوب فيه شعبيًا، ويخدم مصلحة الناس دون تمييز".

واعتبر البردويل تصريحات الاحمد حول معبر رفح، بأنها من "وحي افكاره"، مشيرًا إلى أن الجانب المصري قد وبخ الأحمد على هذه التصريحات، لافتًا إلى أن الجانب المصري لم يتواصل مع حماس لوضعها في صورة التفاصيل.

نرحب بطرف فلسطيني "محترم" لإدارة معبر رفح

وقال إن أي اتفاق يستثني الحركة لن يجد طريقه للتنفيذ، مستبعدًا أن يكون هناك اتفاقات سرية بين مصر والسلطة في رام الله في هذا الشأن، لاعتبارات تتعلق بمكانة مصر التي لا تسمح لها اجراء اتفاق سري مع فصيل مثل حركة فتح، عدا على انه ليس من مصلحتها فعل ذلك.

وقادنا الحديث عن معبر رفح لتناول العلاقة بين حماس ومصر، موضحًا أن اتصالات تجرى ضمن قضايا أمنية محددة بالتنسيق مع المخابرات المصرية فقط، مستدركًا بأن هذه الاتصالات تجري بشكل متقطع ولم تجري منذ فترة، ومستواها أضعف بكثير مما كان عليه في عهدي مرسي ومبارك.

الشبان الاربعة

وعن مصير الشبان الاربعة، جدد تأكيده بأن الشبان الاربعة لم يخرجوا من مصر، وتم اختطافهم داخل مربع أمني مصري بمعرفة الاجهزة الأمنية هناك، مشددًا على أن المسؤولية تقع في كل الاحوال على عاتق الجانب المصري، كونهم فقدوا على ارضها.

وقال " لا نعرف أحدًا اختطفهم سوى السلطات المصرية، وهي المسؤولة عن اعادتهم".

ولفت إلى أن قنوات الاتصال بدأت منذ اللحظة الأولى مع مصر حول هذه القضية، " ويبدو أنه لا يوجد جدية ومتابعة حقيقية للقضية، وهناك رغبة في موت القضية كنوع من الابتزاز السياسي"، مشيرا إلى أن الحركة ستواصل مساعيها بشكل حثيث من اجل انهاء المشكلة مع الجانب المصري.

مباحثات كيري

وأخيرًا فيما يتعلق بمباحثات وزير الخارجية الامريكي جون كيري مع السلطة المحتلة بالضفة، أكدّ أن تحركه لم يأتي الا بإيعاز (إسرائيلي) بعدما تورطت في هذه الانتفاضة.

وأكدّ أن ما يقوم به كيري هو نقد للضحية وتبرئة الجلاد، لكنه لم يعد قادرًا على اقناع الجميع بهذه الروايات الكاذبة، لا سيما في ظل تصاعد المقاطعة الدولية لمنتجات الاحتلال خاصة في القارة الاوروبية.

وعن موقف السلطة، قال إنها تقف اليوم امام الشعب برمته وليس حماس، وهي امام اختبار اما ان تقف ضد الانتفاضة أو تنخرط معها وتحميها، مشددًا على أن كل محاولات اجهاض الثورة ستفشل كما فشلت محاولات اجهاض الثورات السابقة.

البدء بمشروع الجمعيات الاسكانية مطلع العام المقبل

وحذر من أن السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس سيجدون أنفسهم في طريق غير مرغوب فيه وستقع في "الخيانة"، إن رغبت في مواجهة خيارات الشعب الفلسطيني.

وشكك في نوايا عباس تجاه الانتفاضة الفلسطينية في ضوء استمرار التنسيق الأمني، سيما بعد ابطائها في اللجوء الى المحاكم الجنائية.

وعن القيادة الموحدة للانتفاضة، فأوضح أن حركته دعمت وجود قيادة ميدانية بالضفة، مؤكدًا أن فكرة القيادة الموحدة لم تنضج بعد في ضوء عدم معرفة الجهات التي ستشارك فيها، واستمرار حالة التنسيق الامني هناك.

الزميل محمود هنية خلال اجراء الحوار    عدسة المصور محمود ابو حصيرة