لا يزال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يعيش حالة من التخبط، في ظل استمرار انتفاضة القدس، والتي باتت واضحة من خلال اتخاذ قرارات فردية، في محاولة منه لتخفيف حدة ما تتعرض له اسرائيل في الفترة الراهنة.
وكانت آخر قرارات نتنياهو ما ألمح به خلال زيارته للعاصمة الامريكية واشنطن ولقاءه الرئيس الامريكي باراك اوباما، بنتيه الانسحاب من طرف واحد من بعض مناطق الضفة المحتلة.
لكن سرعان ما قوبل هذا القرار بالرفض من بعض الأحزاب المعارضة في الحكومة الاسرائيلية، وأبرزهم زعيم حزب "البيت اليهودي" نفتالي بينيت الذي اعتبر ان ما يقوم به نتنياهو مكافأة "للإرهاب"، على حد زعمه.
فيما يرى مراقبون أن اعلان نتنياهو عن امكانية الانسحاب من بعض مدن الضفة كالبالون وتأتي في إطار العلاقات العامة وكسب ود الادارة الامريكية.
ويقول محمود مرداوي الباحث في الشأن (الاسرائيلي)، إن الانتقادات من داخل الحكومة التي انتقدت قرار الانسحاب الاحادي ردعت نتنياهو، وهو ما يدل على "أنه غير قادر على اتخاذ أي قرار في ظل وجود الحكومة اليمينية".
وأوضح مرداوي أن الحكومة الاسرائيلية الحالية متطرفة ولا تؤمن بأي انسحاب من الضفة المحتلة، في حين أنها تؤمن فقط بالضم والترانسفير.
واستبعد أن يتم اتخاذ أي اجراءات من هذا النوع في الوقت الراهن، قائلا:" نتنياهو يؤمن بالمفاوضات والتصريحات الجوفاء التي لا يتبعها ترجمة على ارض الواقع من خلال انسحابات او أي اجراءات ميدانية وما شابه ذلك".
لكنه استدرك "يمكن ان يتم اتخاذ هذا الاجراء ضمن إطار عسكري تمليه الأجهزة الأمنية والعسكرية، في حين أن الاخيرة تعتبر ذلك تدخل في الشأن السياسي: فبالتالي احتمال قبولها ضعيف".
وهذا ما ذهب إليه المحلل والمختص في الشأن الاسرائيلي حاتم أبو زايدة، قائلاً "إن خطوات نتنياهو تأتي في إطار حملة علاقات عامة والترويج من جهة، وكسب ود الادارة الامريكية من جهة أخرى".
وأضاف أبو زايدة لـ "الرسالة نت"، أنها لا تقدم جديد فيما يتعلق بإيجاد حلول بشأن الأوضاع الراهنة، واصفاً إياه بـ "الرجل الكاذب".
وأوضح أنه لا يوجد لدى الحكومة الاسرائيلية أي مخططات للانسحاب، لكن "هناك مخطط لتهويد القدس والضفة والسيطرة على المسجد الأقصى"، وفق قوله.
ومن الجدير بالذكر أن نتنياهو أعلن أمس عن تشييد مستوطنات جديدة في أراضي الضفة، إضافة إلى وجود مخطط للسيطرة على 61% من أراضي الضفة خلال عام 2020م.
وبالعودة إلى مرداوي، فإن نتنياهو لديه رغبة بالبقاء في الحكم ويريد أيهام السلطة من خلال تصريحاته انه يقدم لها شيئا خاصة في ظل اعتقاده أنها "بوابة لاستقرار مستقبلي على المستوى التكتيكي".
فيما تسعى اوروبا وامريكا إلى إحداث أي اختراق على الساحة الفلسطينية، حتى يكون بوابة لتهدئة الأوضاع الجارية في الضفة.
وتؤكد المعطيات أن انتفاضة القدس جعلت نتنياهو يعيش حالة من التخبط دفعته لاتخاذ قرارات في محاولة لإنهائها، وإرضاء الشارع الاسرائيلي.