لإخراس الشهود.. الاحتلال يتغول على وسائل الإعلام في الضفة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

الرسالة نت- لميس الهمص

يظهر حجم الخوف (الإسرائيلي) المتنامي من وسائل الاعلام الفلسطينية، من عدد قوات الاحتلال التي اقتحمت مقر إذاعة الخليل في الضفة المحتلة، والذي قفز عن اربعين مجندا، سعوا خرابا فيها وصادروا أجهزتها.

كم الفيديوهات والصور المنقولة من الضفة الغربية والتي جسدت انتهاكات صارخة ضد الأطفال والنساء أصابت الاحتلال بالخوف والهوس من ردود الفعل الغربية ما دفعها للضغط على إدارة موقعي الفيس بوك، ويوتيوب لإغلاق العديد من الصفحات وحذف الفيديوهات.

وسجل اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الفلسطينية نحو 90 اعتداءً على الصحفيين والطواقم الإعلامية الفلسطينية، منذ اندلاع انتفاضة القدس والهبة الشعبية الفلسطينية مطلع شهر أكتوبر وحتى نهايته.

وتركزت اعتداءات الاحتلال على الإعلاميين ووسائلهم في مدينتي الخليل والقدس في محاولة لإخراس صوت الانتفاضة، مدير إذاعة الخليل أمجد شاور قال إن فرقة من جنود الاحتلال مكونة من أكثر من 40 جنديا دهموا الإذاعة واستولوا على أجهزة البث والمعدات الخاصة بها.

واعتبر شاور، اقتحام الاذاعة واغلاق مقرها فجر السبت خطوة خطيرة تعبر عن عقلية همجية اجرامية وارهابية ضد كل وسائل الإعلام الفلسطينية، مشيرا إلى أن الجنود سلموه إخطارا بإغلاق الإذاعة لستة أشهر.

ويؤكد مدير الإذاعة والتي تعد الأقدم في مدينة الخليل حيث بدأت بثها منذ 18 عاما "للرسالة" أنه لم يتلقَ أي اتصالات حتى لحظة إعداد التقرير من أي من الجهات الحقوقية أو مسؤولين في السلطة، داعيا إياهم للتحرك لاستعادة الأجهزة وعودة البث من جديد.

ويدعي الاحتلال أن الإذاعة تعرض موادا تحريضية، إلا أن مديرها أكد أنهم يرفعون صوت المواطن ويعرضون الانتهاكات التي يتعرض لها على يد قوات الاحتلال.

وبحسب شاور فإنهم سيلجؤون لرفع قضية على دولة الاحتلال للطعن في اجراءاتها اليت اتخذتها بحق إذاعته.

وأظهر الإعلام خلال الانتفاضة الحالية قدرة على تحريك الشارع الفلسطيني خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي معظم مناطق المواجهة بالضفة الغربية والقدس المحتلة، هاجم جنود الاحتلال الصحفيين ومنعوهم بقوة السلاح من تغطية الأحداث، وسجل ذلك على الهواء مباشرة كما حدث مع طاقم قناة فلسطين اليوم لدى تغطيته مواجهات على حاجز حوارة جنوب نابلس، ومن ثم استهداف سيارة البث التي تستخدمها القناة.

وشنت سلطات الاحتلال منذ بداية انتفاضة القدس حملة تحريض واسعة على الصحفيين ووسائل الإعلام الفلسطينية، وطالت فضائية الأقصى تلفزيون فلسطين وقناة القدس وشبكة قدس على مواقع التواصل الاجتماعي وأدى هذا التحريض إلى إغلاق صفحة ” شارك” التابعة للشبكة.

واستمرت الهجمة (الإسرائيلية) على وسائل الإعلام الفلسطينية مع مطلع شهر نوفمبر الحالي، وفي تصعيد خطير اقتحمت قوات الاحتلال فجر (٣-١١) مقر إذاعة منبر الحرية في مدينة الخليل جنوب الضفة، وحطمت محتوياتها، وقطعت البث، قبل أن تقرر إغلاقها.

كما اعتقلت قوات الاحتلال (الإسرائيلي) فجر السبت الكاتب السياسي محمد القيق خلال مداهمة منزله في بلدة أبو قش شمال مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة.

وأفاد مصدر لوكالة "صفا" أن دوريات عسكرية اقتحمت البلدة وداهمت منزل القيق وأجرت أعمال التفتيش وصادرت جهاز حاسوب وهواتف، واعتقلته ونقلته إلى جهة مجهولة.

وفي ذات السياق اعتقد نشأت الأقطش أستاذ الإعلام بجامعة بيرزيت بالضفة الغربية إن الانتفاضة الحالية آلمت دولة الاحتلال أكثر من الانتفاضات السابقة، موضحا أن دولة الاحتلال كانت دوما تجد للغرب مبررات لوصف الفلسطيني بالإرهابي إلا أنها فشلك في ذلك خلال هذه الانتفاضة.

وبين أن الاحتلال لم يستطع استخدام رسائله البالية التقليدية بسبب الدور الذي لعبة الإعلام الفلسطيني وهو ما دفع (إسرائيل) لإغلاق العديد من وسائل الإعلام بوتيرة أكبر.

ويرى الأقطش أن دولة الاحتلال فقدت البوصلة في الإعلام الغربي وأصبحت تخشى الوسائل وتفاعلاتها وخاصة وسائل الإعلام الاجتماعي.

وذكر أن الاحتلال بات يشعر بالحرج خاصة بعد وضع علامات على بضائعه في الدول الاوربية وهو شيء مرعب بالنسبة لهم، لافتا إلى أن العديد من تصريحات المسؤولين الغربيين باتت محرجة لنتنياهو وجيشه.

من جانبها قالت كتلة الصحفي الفلسطيني "إن جريمة اقتحام راديو الخليل وإغلاقه وترهيب الصحفيين باقتحام منازلهم، تأتي ضمن محاولات الاحتلال البائسة في إخراس الصوت الفلسطيني عبر اعتقال وملاحقة الإعلاميين والصحفيين".

وأكدت الكتلة في بيان صحفي السبت، أن جرائم الاحتلال بحق المؤسسات الإعلامية والصحفيين، لن تُفلح في ثني الصحفي الفلسطيني عن نقل الحقيقة النازية للاحتلال بأذرعه المختلفة.

وحذرت الكتلة المؤسسات المدافعة عن حقوق الإنسان والصحفيين في مختلف أرجاء العالم بأن حالة الصمت على جرائم الاحتلال التي يقومون بها هي ما يُشجعه لارتكاب المزيد من الجرائم.

سميح محسن منسق المركز الفلسطيني لحقوق الانسان في الضفة الغربية أكد أن ممارسات الاحتلال ليست جديدة بحق الصحفيين، موضحا أن ما استجد خلال الانتفاضة الحالية التركيز على المحطات الإذاعية حيث تنشط الاحداث كمدينة الخليل.

ويرى أن الاحتلال يسعى لإخراس الصحافة وفقأ عين الكاميرا للتغطية على الجرائم التي يقترفها ضد المواطنين خاصة وأنها ترى أن كل ممارساتها منقولة عبر الشاشات وبشكل مباشر.

وذكر أنه من مصلحة الاحتلال استهداف الصحفيين لإرهابهم وابعادهم عن منطقة الحدث، لافتا إلى أنهم كحقوقيين يلجأون لتوثيق كل الانتهاكات بحق المدنيين والعزل.

البث المباشر