قائد الطوفان قائد الطوفان

تعدى ست عمليات

القوة الناعمة تزاحم الثوار في ساحات الطعن

349831792991
349831792991

الرسالة نت - أمل حبيب

لم يكن مقلاع الثائرة هو وحده من أعاد للأذهان صورة المرأة الفلسطينية المناضلة إبان انتفاضة الحجارة والأقصى حيث تجلى دورها الفارق في مشاركتها الاستراتيجية بعمليات الطعن بالتزامن مع شريكها الثائر في المواجهة.

فتعدى نشاطها الطابع السلمي كرفع العلم أمام دبابة (إسرائيلية) أو مشاركتها السياسية في تحليل سيناريوهات المواجهة، حيث فرضت نفسها كعنصر أساسي يعتبره المراقبون بأنه من أشعل لهيب الانتفاضة.

مقلاع وسكين

ساحات الطعن شهدت للمرأة الفلسطينية بعد أن اختارت أن تحمل السكين كوسيلة نضالية بامتياز حيث تعدت إحصائية حصلت "الرسالة" عليها بأن نصيب المرأة في عمليات الطعن الفردية تعدى

الستة، وفي المقابل يشير جهاز الأمن (الإسرائيلي) "الشاباك" في تقرير أن سبع نساء نفذن عمليات طعن منذ بداية أكتوبر الماضي حتى الأول من نوفمبر الحالي.

ونفذ الفلسطينيون وشرعوا في تنفيذ، نحو 53 عملية طعن (شبه مثبته) وزعم بإحباط 28عملية أخرى، بالإضافة إلى10عمليات دعس بحسب أحدث احصائية لمركز القدس لدراسات الشأن الفلسطيني و(الإسرائيلي) حيث حافظت الانتفاضة وفق المركز على معدل 3 عمليات كل يومين.

في خضم أحداث الانتفاضة التي توشك على انهاء الشهرين ما فتئت المرأة الفلسطينية تشق طريقها في هذه الانتفاضة حيث لمعت صورتها وهي تمد الثوار بالحجارة وفي صورة أخرى تلقي بغضبها من مقلاعها التي اعتادت عليه بانتفاضة الحجارة والأقصى.

وليس جديدا على المرأة أن تشارك الرجل في المواجهة الا أن الأدوار النوعية هي من حملت بين ثناياها كل جديد فما يميز هذه الانتفاضة هو الدور البارز التي تخوضه خلالها وفق النائب عن كتلة التغيير والاصلاح جميلة الشنطي والتي أشادت بالدور البارز والقوي لها خلال الانتفاضة، موضحة أن المرأة تقف في الصفوف الأولى في مقاومة الاحتلال ومقارعته ومواجهته إما بنفسها أو ولدها أو بنتها.

وبينت في تصريح صحفي أن عدد الشهيدات بلغ ثلث عدد شهداء الانتفاضة منذ انطلاقها من باحات المسجد الأقصى.

جرأة نادرة

لن تمحو ذاكرة الانتفاضة مشهد الفلسطينية حلوة عليان حمامرة في العقد الثاني من العمر، أثناء إخراجها سكينًا محاولة طعن (إسرائيلي) غرب مدينة بيت لحم قرب مستوطنة "بيتار عليليت"، في حين يرافقه مشهد المقدسية شروق دويات وهي تدافع عن شرفها وأخواتها في بداية نوفمبر الماضي بالبلدة القديمة بالقدس فتم تصفيتها بدم بارد.

المرأة جزء من هذا المجتمع تعاني من الاحتلال والحصار والظلم والاجرام، كما نوهت الشنطي فتتولد بداخلهن حالة من الغضب والغيط، " فلا غرابة أن تقدم المرأة بكل قوة وبكل شجاعة على الانتقام من الاحتلال".

ولعل مشاركة المرأة في الانتفاضة، وكثافة عمليات الطعن كانتا أكثر ظاهرتين شغلتا الجمهور وهو أمر طبيعي من وجهة نظر الكاتبة السياسية لمى خاطر، لكن غير الطبيعي هو اتجاه بعض النخب وجزء من عامة الجمهور للترويج لأفكار مضادة لمبدأ القضيتين، من باب العقلانية والحكمة وغيرهما من مرادفات تصلح في جوهرها لأن تكون تعريفاً للتخذيل وليس للواقعية.

وأكدت في مقال نشرته عبر صفحتها على الفيس بوك أن المرأة التي اختارت حمل السكين ومواجهة عدوّها بجرأة نادرة هي في أعلى مرتبة من مراتب الإقدام، منبهة الى أن دورها الجهادي لا يلغي أولوياتها الأخرى في الحياة.

لا يمكن الحديث عن دور المرأة بمنأى عن مرابطات الأقصى اللواتي علت أصواتهن فوق رصاص المحتل أثناء التكبير ضد الابعاد ونزع الحجاب والاعتقال، فثأر لهن رجال الضفة والداخل وانتفض مهند وعلاء وبهاء والقائمة تطول.

البث المباشر