لا أستسيغ المناسبات والأعياد التي تهب رياحها علينا من الغرب، ليس تحيزا لفتوى دينية بقدر ارتباطها بنظرة واقعية، فهناك دشنوا يوما للحب، فمسخوا المرأة وابتدعوا تجارة الرقيق الأبيض، وصمموا عيدا للام، فغابت الأسرة من المجتمع، ثم أعلنوا يوما عالميا للمرأة، وقهروا باقي نساء الكرة الأرضية.
في بيئتنا الفلسطينية ثمة خصوصية للمرأة تتجاوز مثيلاتها في البيئات العربية، بعدما تعرضت لعوامل النحت والتربية، تحت الاحتلال باعتبارها شريكا للرجل في التضحية، ثم الانخراط في المقاومة متجاوزة حتى الإرث التاريخي والشعبي الذي رسم صورة سلبية للمرأة، حيث أثبتت إحدى الدّراسات أنّ عدد الأمثال الشعبية الفلسطينية التي تناولت المرأة بالذمّ كانت نسبتها 82.5% من مجموع الأمثال التي تم تحليلها، والأمثال التي تناولتها بالمدح 16.5%، والأمثال المحايدة 1%.
"الفلسطينية" أغلى من الاحتفال بها بيوم عالمي يمنحها إجازة وهدية وكلمات إطراء، فقد ترسخت ثقتها بنفسها، وباتت اليوم القوة الناعمة، تستدعي من التراث معالم التميز والتكامل مثل: "المليحة بتعمل من الهامل زلمة"، و"بتنحط على الجرح بطيب"،" الزلمة جنّا والمرا بنّا".
"الفلسطينية" تتعالى حتى على الصورة السلبية للمرأة في الأمثال الشعبية العالمية التي اكتشفتها الباحثة الهولندية مينيكه شيبر؛ حيث جمعت 15 ألف مَثَل من أكثر من 278 لغة مختلفة؛ ومن الأمور اللافتة للنظر أن الأربعة آلاف مثَل الموجودة في كتابها، تصنع صورة سلبية للنساء.
ومن بين الأمثال التي ورد تحليلها: "ليس هناك من شرّ أكثر من زوجة الأبّ" (يوناني) - "حرة الفم حرة العجيزة" (إنكليزي) - "عقل المرأة في رحمها" (إيطالي) - "ابن واحد أعرج خير من ثماني عشرة بنتاً ذهبية" (صيني) - "ما لا يقدر عليه الشيطان تقدر عليه المرأة" (ألماني) - "ثلاث بوصات من لسان امرأة كفيلة بذبح رجل طوله ستة أقدام" (ياباني).
في المقابل نتذكر الصورة الإيجابية من شعر نزار قباني ونقدمها للمرأة في مكانها الطبيعي: سيِّدتي! في هذا الدفترْ
تجدينَ ألوفَ الكلمات
الأبيضَ منها و.. والأحمَرْ
الأزرقَ منها و.. والأصفَرْ
لكنَّكِ.. يا قمري الأخضَرْ
أحلى من كلِّ الكلماتِ
أكبرُ من كُلِّ الكلماتِش