قائد الطوفان قائد الطوفان

خمس سنوات على يوتيوب

وكالات-الرسالة نت

في الرابع عشر من فبراير 2005 كان ثلاثة من الشباب يحتفلون بمولود جديد أسموه "يوتيوب"، ففي ذلك اليوم قام كل من تشاد هيرلي وستيف تشين وجاويد كريم بحجز النطاق www.YouTube.com على شبكة الإنترنت، الموقع الذي بات اليوم إحدى أعظم قصص النجاح في التاريخ، فهو أول موقع فيديوي يفضله أغلبية المستخدمين وثاني موقع ينمو بسرعة بعد فيسبوك وثالث المواقع الأكثر زيارةً في العالم بعد غوغل وفيسبوك!.

لكن ذلك التاريخ سبقته أيام طويلة من الإعداد لهذا المشروع، بينها يوم لن ينساه ثلاثتهم، حين واجهتهم معضلة إرسال فيديو لحفل عبر الإيميل! ، وقتها قرر الثلاثة أن لا يستمر الوضع على ما هو عليه، فأنشئوا يوتيوب، وقاموا برفع الفيديو الأول يوم السبت 23 أبريل 2005، لم يكن الفيديو المعنون بـ me at the zoo! إلا مشهدًا واحدًا مدته 19 ثانية يظهر فيه أحد المؤسسين الثلاثة وهو جاويد كريم البنغلاديشي الأصل أمام فيلين يصفهما بذات الخراطيم الـ "فعلاً.. فعلاً.. طويلة، وهذا هو الأمر اللطيف في الأمر"! جاء في وصف الفيديو أنه الأول في يوتيوب وقد رُفع تمام الساعة 8:27 مساءً، ومن يومها لم يحظ هذا الفيديو بثلاثة ملايين مشاهدة! فيما يمكن اليوم أن ترى من المقاطع الأخرى ما يحظى بأكثر من 180 مليون مشاهدة!!.

وبدأ الانفجار السرطاني المهول، ففي ظرف عام واحد بات يوتيوب يستقبل 65 ألف فيديو يوميًا، ويجني الملايين من الأرباح، بفريق مكون من 60 شخصًا فقط، ثم .. فوجئ العالم باستحواذ غوغل على الموقع نظير مليار و650 مليون دولار في نوفمبر 2006 وبالتأكيد فإن غوغل لم تكن لتدفع هذا المبلغ لتشتري موقعًا للتسلية وإنما لتشتري مجتمعًا حقيقيًا جديدًا في عالم افتراضي!.

أواخر ديسمبر 2006 قررت مجلة "تايم" أن كل مستخدم ليوتيوب هو شخصية العام، ويومها وضعت مرآة على الغلاف ليكون كل شخص على يقين تام من أنه المعني نفسه، ليس ذلك فقط، بل اختارت المجلة موقع "يوتيوب" أفضل اختراع لتلك السنة.

مطلع العام 2007 أصبح تناقل الفيديو عبر الإنترنت ثقافة جديدة، فبات من اليسير لكل من يملك حاسوب متصل بشبكة الإنترنت وكاميرا جوال أن ينشئ قناته الخاصة لدى يوتيوب وليبدأ بتطبيق الشعار "بث نفسك" الذي اتخذه الموقع كتعريف رئيس للخدمة، لكن كثيرين خالفوا ذلك النهج وبدأت

إساءة الاستخدام للموقع، عبر السياسة السيئة "بُث غيرَك"، فقام كثيرون برفع كليبات موسيقية محفوظة الحقوق إلى يوتيوب ليقع الموقع في حرج كبير مع الدعاوى القضائية التي هطلت عليه، أبرزها الدعوى التي رفعتها "فياكوم" مطالبةً بتغريم غوغل مليار دولار "بس"! الأمر الذي دفع يوتيوب لتحديد سياسة جديدة، وهي تخصيص المدة 10 دقائق كحد أقصى لطول الفيديو الذي يمكن لأي شخص رفعه إلى يوتيوب فيما تحظى مؤسسات الإنتاج المرئي وكل من يريد رفع شيء من إنتاجه الخاص بمدة أطول، مع أن الأمر لم يحل المشكلة نهائيًا إذ أصبح بإمكان الكثيرين تقسيم المواد الفيديوية الطويلة إلى عدة مقاطع، إلا أنه قلل كثيرًا من حجم المشكلة.

ظهرت قصص نجاح لمستخدمي يوتيوب من صانعي المحتوى الخاص أمثال الشاب نيكولاس صاحب قناة www.youtube.com/fred التي تحظى اليوم بأكثر من مليون مشترك، وقناة www.youtube.com/howcast التي تجيبك عن السؤال "كيف تقوم بـ" في شتى مجالات الحياة، وبأسلوب تثقيفي على أرقى مستويات التمثيل والجرافيك، وقناة www.youtube.com/failblog التي تعد المدونة العالمية الأولى للأخطاء المصورة بالفيديو!

وعلى مستوى الحكومات بات بإمكانك اليوم زيارة قناة أوباما وقناة الملكة إليزابيث الثانية وكذلك قناة شيمون بيريز وقناة البيت (الأبيض) التي احتفلت مؤخرًا بالفيديو رقم 1000!.

أما على مستوى القنوات الفضائية فهنالك بي بي سي بقنواتها المختلفة وسي إن إن وكذلك ناشيونال جيوغرافيك وغيرها.

أما عربيًا فما يزال التقدم حثيثًا في عالم يوتيوب، إذ لا تكاد تجد قنوات متميزة لصناع محتوى فردي، إذ غالبًا ما يكون المحتوى العربي مخترقًا لحقوق الملكية الفكرية ممثلاً برفع تسجيلات عن قنوات فضائية إلى يوتيوب.

عدا ذلك يمكن مشاهدة قنوات متميزة مثل قناة عمرو خالد www.youtube.com/amrkhaled وقناة الملكة رانيا العبدالله www.youtube.com/queenrania وقناة عرب تك www.youtube.com/arabtech وغيرها من قنوات (القنوات) الفضائية كقناة mbc وقناة الجزيرة وكذلك الجزيرة إنترناشيونال ذات الـ15 ألف فيديو وقناة العربية وقناة الآن!.

"محجوب تيوب " ربما يكون هذا هو الوصف الأنسب لواقع يوتيوب في بعض دول العالم، فقد قررت تلك الدول لسبب أو لآخر حجب الموقع نهائيًا في حالةٍ أشبه ما تكون بوضع كل البيض في سلة واحدة، فيما قررت دول أخرى بينها المملكة العربية السعودية حجب الرابط المؤدي للفيديو المسيء لسياسة البلد السياسية والاجتماعية والإبقاء على سائر روابط الموقع متاحة للمستخدم.

يوتيوب اليوم ..بات يستقبل كل دقيقة 24 ساعة فيديوية وتسري في دمائه الفيديوهات بمعدل تدفق: مليار فيديو يوميًا؛ وبات يشكل ربع نتائج البحث عن أي كلمة في غوغل، كما بات بحسب "فوربز" أكثر أهمية بعشر مرات من جيميل! ومع كل هذا التضخم فما يزال يوتيوب اليوم يبحث عن أفكار من شأنها أن تشكل مصدر دخل إضافي للموقع، فهل لديك فكرة لمساعدة القوم..؟

 

 

المصدر:الجزيرة.توك

 

البث المباشر