قائد الطوفان قائد الطوفان

في الضفة: آلو.. أنت ممنوع أمنياً من مسابقة التربية

الضفة الغربية – الرسالة نت

بعد شهر من الدراسة المتواصلة والتعب والانقطاع عن العالم الخارجي في سبيل نيل درجة متقدمة في امتحان التوظيف في مدارس التربية والتعليم في الضفة، تلقت "حنين" اتصالا هاتفيا من مكتب مديرية التربية والتعليم في مدينتها يأمرها بعدم الذهاب لتقديم امتحان التوظيف بسبب رفض الجهات الأمنية!

لم تكن حنين تتوقع الأمر أبدا، بل كانت تبني أحلاما وآمالا بوظيفة في إحدى المدارس لتساعد زوجها العاطل عن العمل في توفير حاجيات ومتطلبات أطفالها، خاصة وأنها حصلت العام الماضي على درجة متقدمة في امتحان التوظيف وكانت من الأوائل إلا أن الحظ لم يحالفها لتحصل على وظيفة حينها.

تقول "حنين" لـ"الرسالة نت":"قبل أيام قليلة من امتحان التوظيف تلقيت اتصالا هاتفيا من مكتب التربية في مدينتنا، وقالوا لي:أ نت ممنوعة من تقديم الامتحان لأسباب أمنية وفي حال قدومك إلى الامتحان سيتم منعك من دخول القاعة".

صمتت حنين لبرهة لتتمالك نفسها وتمنع دموع الحزن من الخروج من مخبئها، ثم قالت:"لا يوجد شيء في الدنيا أصعب وأقسى من الظلم، لقد ظلموني وحرموني من حقي، لقد درست في الجامعة وكنت من الأوائل على قسمي ودفعتي، وطالما حلمت بوظيفة بعد تخرجي، فدرست واجتهدت في التحضير لامتحان التربية، لكنهم حطموا آمالي وآمال زوجي وأطفالي الصغار".

وتتابع بصوت مخنوق: "زوجي تم فصله من وظيفته بسبب انتمائه لحركة حماس، وهو عاطل عن العمل الآن، ولا يوجد لدينا مصدر رزق، وبمنعي عن تقديم الامتحان أغلقوا الباب بوجهي تماما، ومنعوني حتى من الأحلام..".

 قطع الأرزاق

"حنين" ليست الوحيدة، فعشرات الخريجين المحسوبين على حركة حماس في الضفة الغربية منعوا من تقديم امتحان التوظيف الخاص بالخريجين.

وتلقى "محمد" اتصالا هاتفيا مماثلا من مديرية التربية والتعليم في مدينته يبلغه بالمنع من تقديم الامتحان.

وأكد محمد لـ"الرسالة نت":"كنت أستبعد احتمالية توظيفي حتى لو حصلت على المرتبة الأولى في الامتحان، لكني لم أكن أتوقع أن حقدهم وظلمهم يصل إلى منعنا حتى من تقديم الامتحان".

ويضيف:"في العام الماضي حصلت على المرتبة الثانية في امتحان التوظيف في تخصصي، لكنهم تجاهلوا اسمي وكتبوا ملاحظة بجواره "لا نوصي بتعيينه"، وأوصوا بتعيين موظف آخر محسوب على حركة فتح، على الرغم من أني تفوقت عليه في الامتحان".

ويشير محمد:"حرموني من الامتحان والوظيفة، ومنعوني أيضا من الحصول على تراخيص لأعمال خاصة أخرى، ما الذي يريدوه منا، لماذا كل هذا التضييق والحقد على أبناء الإسلام وحماس بالضفة؟!، ألم يكفهم إغلاق العشرات من المؤسسات والجمعيات لقد حرموا مئات الأسر من مصدر رزقهم الوحيد".

إهمال للكفاءات العلمية

وكانت سلطة رام الله قد أغلقت العشرات من الجمعيات والمؤسسات الخيرية التابعة لحركة حماس بالضفة، مما حرم كل من يعمل بهذه المؤسسات من مصادر رزقهم ورزق أبنائهم.

كما تعمد حكومة دايتون بالضفة إلى فصل العشرات من الموظفين المحسوبين على حركة حماس، عل الرغم من الكفاءات العلمية العالية التي يتمتعون بها، مقارنة من الموظفين الذين يتم استبدالهم بهم.

إحدى المعلمات التي فصلت من وظيفتها بحجة الانتماء السياسي قالت:"فصلت بشكل مجحف وظالم، وحرمت من وظيفتي ومصدر رزقي ليتم توظيف معلمة أخرى محسوبة على حركة فتح، ووالدها يعمل في أحد الأجهزة الأمنية بالضفة".

وتضيف:"هذه المعلمة التي تم توظيفها بدلا مني لا تتمتع بقدرات مهنية أو كفاءات علمية أبدا، فهي لم تحصل على درجة متقدمة في امتحان التوظيف، وكنت اعرفها أيام الجامعة حيث كانت تحمل المواد في كل فصل وتتهاون في دروسها ومحاضراتها، وتخرجت بعدي بعامين بسبب تقصيرها الدراسي، وعلى الرغم من ذلك تم تعيينها بدلا مني".

ولا يقتصر الأمر في الضفة على حرمان أبناء حماس من وظائفهم وفصلهم من عملهم ظلما وزورا وبهتانا، حيث أجبرت حكومة رام الله عشرات الموظفين على تحت التهديد والتعذيب على التوقيع على تنازل كامل عن حقوقهم ومستحقاتهم المالية وأتعابهم، وتركتهم بدون مصدر رزق.

 

البث المباشر