قال مراسل "الجزيرة نت" في حمص إن النظام السوري والمعارضة المسلحة في حي الوعر بالمدينة توصلا إلى اتفاق أولي يقضي بعقد هدنة دائمة في الحي، وذلك بحضور ومتابعة وفد أممي يضم سفير الأمم المتحدة في سوريا ومدير مكتب المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في دمشق.
ونفى موافقة المعارضة المسلحة على إخلاء الحي ودخول قوات النظام، مشيرا إلى أن اتفاق الهدنة فرضته الظروف الإنسانية السيئة في الحي جراء الحصار المحكم الذي يفرضه النظام عليه منذ ثلاثة أعوام.
وكانت أنباء نقلت عن مصادر رسمية في الحكومة السورية أنه تم التوصل إلى اتفاق نهائي يقضي بخروج قوات المعارضة من آخر معاقلها في حمص على مراحل، وقال محافظ حمص طلال البرازي "سنبدأ تنفيذ الاتفاق بخروج نحو مئتين إلى ثلاثمئة مسلح في المرحلة الأولى بدءا من يوم السبت المقبل".
وتم التوصل إلى الاتفاق خلال لقاء عقد صباح اليوم بحضور ممثلين عن جميع الفصائل المقاتلة في الوعر وآخرين عن المجتمع المدني في الحي، وبمشاركة ممثل بعثة الأمم المتحدة في سوريا يعقوب الحلو وممثل عن مكتب المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا في دمشق.
وأشار البرازي إلى أن تنفيذ الاتفاق الذي سيتم على مراحل، قد يستمر لمدة شهر أو شهرين، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق أيضا على "الحفاظ على التهدئة ووقف العمليات العسكرية من أجل خلق ظروف ملائمة لتنفيذ الاتفاق".
وبحسب البرازي، فإن تنفيذ الاتفاق "سيؤدي إلى خروج بعض الموقوفين (لدى النظام) على خلفية الأحداث وإطلاق سراح بعض المخطوفين (لدى المسلحين)".
في المقابل، قللت مصادر تابعة للمعارضة من التوصل لاتفاق بشأن حي الوعر. وقال أحد المفاوضين لشبكة شام إن "إبرام الهدنة ليس بسبب عجز أو ضعف عسكري، وإنما بسبب العجز الإنساني الكبير الذي أصاب الحي وتحول إلى كارثة إنسانية، رغم صموده عامين استنفد فيهما كامل مقدراته ومدخراته على كافة الأصعدة".
وأضاف المصدر أن "الهدنة لا تنص على وجود أي عناصر للنظام أو تشكيل لجان شعبية أو لجان مشتركة عسكرية داخل الحي، وإنما سيبقى الثوار هم من يديرون أمور الحي الداخلية، كما أن الطابع الثوري يبقى مهيمنا على الحي طيلة فترة الهدنة".
وتسيطر قوات النظام منذ بداية مايو/أيار 2014 على مجمل مدينة حمص، بعد انسحاب حوالي ألفي عنصر من مقاتلي المعارضة المسلحة من أحياء حمص القديمة بموجب تسوية بين ممثلين عنهم والسلطات، بعد عامين من حصار خانق فرضته قوات النظام.
وحي الوعر في غرب مدينة حمص هو آخر الأحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة المسلحة في المدينة، ويتعرض باستمرار لقصف من قوات النظام التي تحاصره بالكامل، وفشلت عدة محاولات سابقة لإرساء هدنة فيه.
وشن الجيش السوري والقوات المتحالفة معه حملة برية كبيرة إلى الشمال من مدينة حمص، بعد أن بدأت روسيا تنفيذ ضربات جوية دعما له قبل شهرين.