رفح _ رائد أبو جراد "الرسالة نت"
كان الصياد الأربعيني عبد الجابر قنن ممتعضاً وبدا وجه الاسمر حزيناً جراء الاجراءات المصرية التعسفية التي كشف أنه وغيره من زملائه الصيادين أصبحوا يعانون منها، أثناء دخولهم للبحث عن رزقهم في المياه الإقليمية المصرية بسبب اعتداءات الاحتلال اليومية عليهم وعدم السماح لهم بالصيد لأكثر من 3أميال في عرض شواطئ غزة، مشيراً إلى أن المصريين غضوا الطرف عنهم مما جعلهم للدخول لعمق المياه المصرية بمقدار 20 ميلاً.
بألفاظ نابية
ويروي قنن لـ"الرسالة نت" رحلة البحث عن رزقه في المياه المصرية قائلاً :"بداية الأسبوع الماضي كنا نزاول مهنتنا ووصلنا لمشارف منطقة الشيخ زويد في عرض البحر المصري، لكننا تفاجئنا الساعة الـ11 مساءاً بملاحقة طراد مصري أمسكوا بنا وتم الاعتداء علي وزملائي الأربعة بالضرب وشتمنا بألفاظ نابية".
وبين الصياد الغزي أن الجنود المصريين الستة حاولوا ضربه ومن معه من الصيادين بالسكاكين والآلات الحادة التي كانت بحوزتهم، لافتاً إلى أنهم قاموا بتدمير مولدات زوارقهم وتمزيق شباك صيدهم، إضافة إلى جرح أربعة من الصيادين ممن كانوا معه ما اضطرهم حسب قوله لمعاهدة الجنود المصريين تحت الضغط وتعرضهم للضرب لعدم العودة للصيد في المياه المصرية مرةً ثانية.
ويقول "الصياد قنن" وصفاً ما حل بهم ليلة الأحد الموافق 8/5:" فقدنا الأمل ليلتها بالعودة لغزة ولبيوتنا من جديد بعد قيام الجنود المصريين بالهجوم المفاجئ علينا والاعتداء علينا بالرب المبرح والشتائم، وبسبب ذلك تركنا المركب (حسكة الصيد) التي يقدر ثمنها بـ4آلاف دينار أردني بما كان عليها من شباك الصيد والأدوات الخاصة بمهنتنا".
وطالب قنن لمساعدتهم والتدخل لدى الجانب المصري للتوقف عن انتهاكاته بحقهم، مبيناً أنهم يرغبون فقط في البحث عن بقمة عيشهم.
بدوره، أكد نزار عياش نقيب الصيادين في قطاع غزة أن على المصريين واجب كبير بحق إخوانهم الفلسطينيين يتمثل في احترامهم وتقدير معاناتهم جراء الحصار، مضيفاً:" إذا أردنا ؟أن نأخذ هذا الجانب من ناحية العاطفة فعلى مصر كدولة عربية إسلامية شقيقة عدم التضييق على إخوانهم بغزة"
ليس لنا سيادة
وقال عياش لـ"الرسالة نت" :" نحاول اختراق كل التجاوزات لاستمرار هذه المهنة ولتحسين موسم الصيد لكن ليس لنا سيادة على المصريين في مياههم وأرضهم"، موضحاً أنه سمح للصيادين الفلسطينيين بدخول مسافة أكثر من 20 ميل في المياه المصرية في الأربع شهور الماضية".
وأرجع عياش سبب منع السلطات المصرية للصيادين الغزيين من دخول مسافات كبيرة في المياه الإقليمية المصرية لدخول موسم الصيد الأكثر فائدة لديهم والذي تنشر فيه الأسماك بيوضها في قاع البحر بسبب حرارة الصيف العالية مما يزيد من فعالية موسم الصيد كل عام.
وأضاف نقيب الصيادين :"مصر تمنع مواطنيها وصياديها من الصيد في بحرها هذه الفترة فترة ما بين شهري مايو ويوليو بسبب انتشار بيوض الأسماك حتى لا يفشل موسم الصيد.
وأشار إلى أن موسم الصيد في قطاع غزة موسم معدوم للعام الثالث على التوالي، مبيناً أن معظم مراكب الصيد في القطاع متعطلة بسبب عدم توفر الأدوات اللازمة لإصلاحها نتيجة الحصار وإغلاق المعابر، مستطرداً:"في السابق قبل انتفاضة الأقصى عام 2000 كان الاحتلال يسمح للصيادين بدخول مسافة 20 ميل بحري لكن الآن بسبب الأوضاع السياسية الحالية يسمح فقط بدخول اقل من مسافة 3أميال بحرية ومن يقترب أكثر يتم قصفه واستهدافه من قبل البوارج الصهيونية".
وطالب عياش الجهة الأممية العالمية والأمم المتحدة لوقف الظلم عن الشعب الفلسطيني وكسر الحصار الظالم المفروض عليه، آملاً لإخوانه الصيادين في قطاع غزة بالعيش حياةً طيبةً ملؤها الشموخ والصمود والصبر.
تقديم كل العون
من جانبه، قال د.إبراهيم القدرة الوكيل المساعد في وزارة الزراعة في المحافظات الجنوبية:"الحقيقة نحن نتوقع من السلطات المصرية تقديم كل العون والدعم للصيادين في غزة والسماح لهم في الإبحار في المياه المصرية للبحث عن رزقهم بدلاً من أهانتهم وضربهم وشتمهم".
وأكد في لـ"الرسالة نت" أن الصيادون في غزة يمنعون من قبل الاحتلال من الصيد في مسافة الـ3أيمال التي قدرت لهم،، مضيفاً:" نتوقع من الإخوة المصريين أن يشدوا على أزر صيادينا وأن كونوا عوناً لهم ليس فقط على قطاع الصيد فحسب بل لشعبنا المحاصر وقضيتنا الفلسطينية بشكل عام".
وتمنى أن تكون الأيام القادمة أفضل وان يتمك السماح للصيادين بمزاولة مهنتهم، مبيناً أن مصر هي العمق الاستراتيجي للقطاع بشكل عام، آملاً بانتهاء هذه الممارسات بحق الصيادين الفلسطينيين.
وأشار القدرة على أن قطاع الصيد في غزة يعاني منذ فترة زمنية من الشلل التام نتيجة الحصار الصهيوني المفروض على القطاع والذي دخل في تعداد أيامه الألف على التوالي، مستطرداً:" المسوم الحالي غير مجدي لان الـ3 أميال المسموح بها من قبل الاحتلال غير كافية بسبب انعدام الأسماك في تلك المنطقة البحرية وكل شهر وشهر ونصف تأتي الأسماك وتذهب ثانية بسبب كثرة الصيد".
واستشهد فجر اليوم الأربعاء الصياد محمد إبراهيم البردويل 45 عاماً بعد اصطدامه بزورق مصري كان يطارده في عرض البحر بمدينة رفح.
وأفاد مراسلنا أن الصياد البردويل استشهد بعد مطاردته من قبل احد الزوارق المصرية واصطدامه به مما أدى لوفاته على الفور وإصابة آخرين بجروح، وفور وقوع الحادث قامت الطواقم الطبية بنقل جثمان الشهيد إلى مشفى أبو يوسف النجار.
حصار خانق
يشار إلى أن الزوارق المصرية عمدت في الآونة الأخيرة على مطاردة الصياديين الفلسطينيين وملاحقتهم والتضييق عليهم ومنعهم من ممارسة مهنة الصيد .
وقد يؤدي استمرار إجراءات السلطات المصرية بحق صيادي القطاع الباحثين عن لقمة لعيش لأبنائهم في ظل حصار خانق عانى منه سكان القطاع وصبروا وتحملوا أذى العدو لكنهم امتعضوا وحزنوا لاعتداء وقسوة الأشقاء من أبناء الجلدة العربية والإسلامية الواحدة.