تمضي الانتفاضة منذ اندلاعها قبل أكثر من 80 يوما بخطى ثابتة يقود الشبان دفتها نحو المزيد من العمليات الفدائية التي فشلت محاولات إجهاضها " أمام فردية العمل المقاوم.

وتعيش الأراضي الفلسطينية المحتلة أوضاعا متوترة، نفّذ خلالها الفلسطينيون عشرات عمليات الطعن والدعس وإطلاق النار الناجحة، علاوة على العمليات التي زعم الاحتلال احباطها، وكما نشرت صحيفة هآرتس العبرية فإن "الإسرائيليين" غير قادرين على العثور على طريقة لوقف الانتفاضة.

وحسب هآرتس، فإن شرارة الأحداث انطلقت بعد عملية رشق الحجارة التي قتل فيها مستوطن قرب مستوطنة "أرمون هنتسيف"، في القدس منتصف سبتمبر الماضي، ومنذ ذلك الوقت إلى اليوم قتل 24 إسرائيليا، وأصيب أكثر من 260، 71 كانت جراحهم متوسطة أو خطيرة.

وكان للشبان الفلسطيني الفضل في إشعال جبهة الضفة والداخل المحتل، إضافة لجبهة حدود غزة الشرقية والشمالية التي تتجدد فيها المواجهات أسبوعيا، وقال القيادي في حركة حماس بالضفة المحتلة، نزيه أبو عون لـ "الرسالة نت"، إن شباب انتفاضة القدس، أرعبوا جنود الاحتلال وأجهزته الأمنية بقوتهم وعدم خوفهم من المواجهة، "بعد ظنّه أنهم شباب منصهر في موجة الخذلان -كونه جيل أوسلو".

وأضاف أبو عون أن الجيل الحالي -الذي لم يعايش الانتفاضتين السابقتين- أثبت قوته في المواجهة، والاشتباك المباشر مع جنود مدججين بالسلاح، متوقعا أن تستمر الانتفاضة بشكل أقوى خلال مراحلها المقبلة، مع حاجتها لدعم شعبي وفصائلي.

اندلاع الانتفاضة جاء بسبب تصاعد انتهاكات الاحتلال وإصراره على مشروع (إسرائيل) التوراتية وتهويد القدس، لكنّ الاحتلال لا يزال مصرّا على استفزاز الفلسطينيين بعودة اقتحامات المسجد الأقصى والاعتداء على المواطنين.

ورأى المحلل السياسي حسن عبدو أن الانتفاضة ستستمر رغم محاولات إنهائها، وبما أن البيئة الدولية مواتية لاستكمال مخططات الاحتلال، إلّا أن مقاومة الشعب الفلسطيني ستستمر ما استمر الاحتلال، وتصاعدت انتهاكاته لحقوقهم.

ومنذ بدئها بقوة شعبية بداية أكتوبر المنصرم، كانت الانتفاضة وما زالت سيدة نفسها خارج نطاق حكم السلطة أو الاحتلال، إلّا أن "إسرائيل" لم تملّ من محاولة احتوائها، وأضاف عبدو أن الانتفاضة ستطور نفسها مع مرور الوقت، مع عِلم الفلسطينيين بضرورة تسليح الضفة، واستمرار شعبية الانتفاضة.

وعلى النقيض من سابقه، قال عبد الستار قاسم، أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح بنابلس، إن الحراك الشعبي ومقاومة الشبان في الأراضي المحتلة لن يتصاعد بشكل مُرضي، مع غياب الدعم المادي للشبان المنتفضين، وعدم ظهور مرجعية قيادية للانتفاضة، حتى من الخارج.

ويتأكد للجميع أن وأد الانتفاضة بات صعبا مع استمرار فردية الانتفاضة، ووجود الحافز -الذي اشعله الاحتلال بنفسه- لتنفيذ علميات فدائية يُقتل فيها جنود الاحتلال، ويأبى الفلسطيني إلّا أن يؤرّق كيان المحتل.سش