القيادي في حركة حماس لـلرسالة نت

حمدان: ادعاء السلطة بوجود مبادرة مصرية لفتح المعبر لا اساس له من الصحة

القيادي في حركة حماس أسامة حمدان
القيادي في حركة حماس أسامة حمدان

الرسالة نت -محمود هنية

تتزاحم الملفات الفلسطينية وتزداد تأزما، المصالحة الفلسطينية وتسليم المعابر إضافة الى مستجدات العلاقة الخارجية للحركة مع إيران والسعودية، والمفاوضات بين تركيا و(إسرائيل) ملفات وضعتها "الرسالة نت" على طاولة البحث مع القيادي البارز في حركة حماس أسامة حمدان.

قضية المعبر وهي الأبرز على الساحة الفلسطينية قال حمدان إنها تقع ضمن مسؤوليات الحكومة، والتي ينبغي أن تقوم بكافة مهام القطاع، معتبرا أن أزمة المعبر هي أحد أهم وجوه تعطيل المصالحة، وهي مرتبطة بفشل الملف، محملا المسؤولية لمن يرفض تفعيلها.

وأشار الى وجود وجه آخر لأزمة المعبر، متمثل في الجانب التحريضي من السلطة باستمرار اغلاقه، ليشكل ضغط على حركة حماس كي تتنازل وتخضع لمسار التسوية، والتخلي عن المقاومة.

إلقاء أزمة المعبر في حجر حماس محاولة للتغطية على المتورطين في حصار غزة

ورحب حمدان بالمبادرة الفصائلية التي قدمت لحل الازمة، مشيرًا إلى أن الحركة التقت مع الفصائل وتحدثت معها بوضوح وصراحة، مؤكدًا أن المبادرة تمثل اطارًا عامًا، وأن ما تم توقيعه في اتفاق المصالحة وما تبعها من لقاءات تحمل تفاصيل أكثر وأعمق منها.

وقال حمدان إن غياب التفاصيل من شأنه أن يعقد المسألة ويعرقلها على غرار ما حدث في المصالحة.

وأوضح أن الآليات في اتفاق الشاطئ كانت واضحة، غير أن هناك من يضع العقبات والعراقيل أمامها، كما فعلت الحكومة عند تنصلت من مسؤولياتها، مضيفًا" حريصون على أن تكون كل الأمور واضحة في المبادرة كي لا نبني امالًا تتحول الى أوهام وتولد مزيد من الازمات".

ونوه إلى ضرورة ان تتعامل الأطراف المعنية مع موقف حماس بشكل صحيح وايجابي، مؤكدا أن محاولة القاء ازمة المعبر في حجر حركته هي محاولة بائسة للتغطية على المتورطين في حصار غزة.

وأشار إلى أن الجانب المصري أنكر وبشدة من خلال التواصل معهم، ما تحدثت به بعض الشخصيات داخل السلطة حول وجود مبادرة مصرية لفتح معبر رفح، مبينا أن هذه الادعاءات لا أساس لها.

أزمة المعبر ناجمة عن فشل المصالحة وتحريض السلطة

وقال إن نفي الجانب المصري يضع علامة استفهام حول الهدف من تصريحات قيادة السلطة، متسائلا: إن كانت في سياق انهاء المعاناة فعلا، أم تكريس حالة الضغط على حركته؟

وأضاف: من المؤسف أن يكون موقف السلطة بهذا المستوى غير المسؤول"، مؤكدًا في الوقت ذاته أن حركته ستمضي في خطوات عملية لإنهاء ازمة المعبر.

حكومة الوفاق مقصره

ونبه الى ان حركته قدمت تنازلات لـتشكيل حكومة التوافق، غير أن السلطة تصرفت بشكل غير مقبول وطنيًا، وعملت في سياق تهميش فريق فلسطيني، ولعبت دورًا سلبيًا في التضييق على قطاع غزة، إضافة الى دورها في الانضمام لعملية التسوية، وما شابها من تغيرات تمت خارج السياق الوطني.

وأكدّ أنهم مع ممارسة الحكومة لدورها، محملا مسؤولية عرقلتها لرئيس السلطة محمود عباس الذي أراد لها ان تتصرف على نحو غير مسؤول اتجاه قطاع غزة.

وبين حمدان وجود رغبة لدى عباس في الاستمرار بالأزمة، من خلال افتعاله للإشكاليات في البيئة الفلسطينية، في موازه استجداءه لـ(إسرائيل) بغرض إقامة علاقة معها.

أطراف دولية تواصل مساعيها لرفع الحصار وترتيبات جديدة في علاقاتنا الخارجية

وأضاف " إن كان عباس جادًا في تحقيق المصالحة، فعليه أن يفعلها بشكل إيجابي، وأن يكون دافعًا لتطوير عمل الحكومة بصيغ وآليات مختلفة".

وبشأن ما يثار حول تشكيل حكومة وحدة وطنية، قال حمدان إن الحل لا يمكن في تشكيل حكومة جديدة، خاصة وأن السلطة قد انقلبت على حكومة الوحدة وعطلت دورها كما تفعل الآن مع حكومة التوافق، وفق تعبيره.

وأشار الى ضرورة أن تأتي حكومة الوحدة في سياق واضح، منوهًا إلى أن الحركة معنية بالاتفاق على تشكيلها بما تؤدي الى انهاء كامل للانقسام، محذرًا في الوقت ذاته من محاولات فريق السلطة تشتيت التركيز عن انتفاضة القدس الذي يبذل جهودًا كبيرة مع الاحتلال لإيقافها.

الانتخابات مطلب

وحول تفعيل الإطار القيادي ومهامه أوضح حمدان أن من أهم مهامه إعادة بناء المنظمة وإعادة تشكيل قانون الانتخابات، عدا عن التحضير لانتخابات المجلس الوطني، وإعادة تفعيل المجلس التشريعي.

وأكدّ حمدان لـ"الرسالة نت" ،  أن الإصرار على تعطيل الوطني والإطار القيادي يعني أن هناك من لا يريد تحقيق المصالحة بما فيها اجراء الانتخابات، مشددًا على أن الحركة لم تكن يوما مترددة او خائفة من الانتخابات.

وبشأن دعوة عباس الى اجراء الانتخابات، قال إن اجراءها يحتاج الى مقدمات، ومن ابسطها ان تقوم حكومة التوافق بالإعداد لها واعمار غزة وانهاء مظاهر الانقسام، مشيرًا إلى أن الحكومة لم تقم بشيء من ذلك.

ادعاءات السلطة عن موافقة مصر فتح المعبر يثير تساؤلات حول الهدف منها

وأكدّ أن الحركة جاهزة لإجراء الانتخابات، ولكن من خلال اليات واضحة، واصفًا دعوة عباس بأنها محاولة بائسة لن تربك حماس بقدر ما تكشف عن عوار سياسي كبير داخل السلطة.

وحول رؤية حركته لخوض الانتخابات، فأكدّ أن الحركة ستتحمل كافة مسؤولياتها، وستقرر بدقة شكل مساهمتها في الانتخابات المقبلة.

وأوضح حمدان أن كل هذه الخيارات لا تتناقض مع جهة دعم عملية الانتخابات، مشددا على التزام حركته المطلق بإعطاء الشعب حقه في اختيار ممثليه، بما يعزز إيجاد قيادة امينة ومسؤولة تحترم إرادة الشعب الفلسطيني، وتقتنع بأن الفلسطينيين لا يزالون في مرحلة تحرر وطني، وحريصة على الشراكة الوطنية مع الجميع، والا تقدم أي تنازلات للاحتلال.

الصراعات الداخلية

وتعقيبًا على مسألة الصراعات الداخلية في حركة فتح، قال حمدان إنها كشفت عن جانب خطير، وهو أن منظمة التحرير لم تعد وطنية بالمعنى الإداري، ولو انضم اليها الجميع، موضحا أنها تملك الأدوات والوسائل لإعادة ترتيبها وفرز قيادات جديدة بدون صراعات او اعتماد على نفوذ إقليمي ولعب أدوار غير وطنية كما هو حاصل الان.

وأضاف حمدان أن الازمة كشفت عن حجم الكارثة الناجمة عن استمرار تعطيل معالجة المؤسسات الفلسطينية، وفق ما نص عليه اتفاق المصالحة.

صراعات المنظمة الداخلية تثبت أنها لم تعد وطنية 

وبشأن الحديث عن إيجاد خليفة لعباس، قال إن البعض لا يزال يتوهم ويقتنع أن مسألة القيادة الفلسطينية بيد بعض الأطراف العربية والإقليمية وفي يد الكيان، مؤكدًا ان عدم اصلاح المنظمة بما يعطي الشعب فرصة لاختيار قيادته بشكل حقيقي يعني أنها لا تمثل الفلسطينيين ولا يعترف بها.

وأشار الى ان منظمة التحرير لا تزال عاجزة عن تمثيل شعبها بشكل صحيح، مؤكدًا أن حركته حريصة على إعادة بناء المؤسسات على أسس صحيحة وضمن آليات واضحة ومحددة.

الانتفاضة مستمرة

وعلى صعيد انتفاضة القدس اتهم حمدان الأجهزة الأمنية الفلسطينية باعتقال المقاومين ومواصلة التنسيق الأمني الذي افضى لتسليم خلايا مقاومة بالضفة، مشددا على أنها لن توقف مسار الانتفاضة التي أضحت خيارًا استراتيجًيا.

وقال حمدان إن الانتفاضة اثبتت أنه لا يمكن كسر المقاومة، وأن الجيل الذي ولد في أوسلوا قد فاجئ الجميع بأنه جيل المقاومة ويملك سلاحًا فتاكًا، مشددًا على أن المقاومة لا يمكن كسرها في الواقع الفلسطيني مهما كان الضغط والتنسيق الأمني.

اتصالات وترتيبات بشأن غزة تجريها أطراف دولية لم تصل الى مبادرة

وأشار الى أن البعض يتوهم بإمكانية تحقيق مكاسب سياسية، ويحاول المقايضة ببذل جهد أكبر لأجل وقف الانتفاضة مقابل إعادة ملف التسوية، مؤكدًا أن أمريكا والكيان معا ليسا في وارد الدخول مجددًا الى ملف التسوية، أو تقديم انجاز لفريقه.

وقال إن من يراهن على عودة المفاوضات واهم، ويدرك أن الاحتلال لن يعطيهم أكثر مما قدمه لهم، متهمًا فريق السلطة بالتحرك لمصالح ذاتية على حساب المصالح الفلسطينية، منوهًا إلى أن الانتفاضة قد تجاوزت مرحلة الاحتواء وشبت عن الطوق، ولا يمكن لجهد أن يحطم روحها.

 لسنا طرفا في مفاوضات تركيا

وكشف حمدان لـ "الرسالة نت" في سياق حديثه، عن تطور المفاوضات الجارية بين تركيا والاحتلال، مؤكدًا أن هذه المباحثات تتسم بالجدية، مشيرًا إلى أن حركته اطلعت الجانب التركي على موقفها فيما يتعلق بمسألة انهاء الحصار، ونبه إلى أن المفاوضات لم تنته ولا تزال الحركة تتابعها عن كثب.

وقال حمدان إن حركته ليست طرفًا في المفاوضات التي تجري بين تركيا و(إسرائيل)، ولم تدخل في التفاصيل، وأن ما يحدث هو تفاوض تركي (إسرائيلي) وليس تفاوض بين حماس و(إسرائيل)، مؤكدًا أن دور الحركة اقتصر على وضع المطالب والاليات فقط للجانب التركي.

المباحثات التركية مع (إسرائيل) لم تنته ولسنا طرفا فيها

وردًا على ما تناولته الصحف العبرية بشأن عرقلة مصر لـهذه المفاوضات، أجاب" أن الصمت المصري تجاه هذه الاخبار مؤشرا سلبيا"، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أنه ما صدر عن وسائل إعلامية مصرية ضد الاتفاق من شأنه أن يسيء لمصر، داعيًا القاهرة لفتح معبر رفح وتقديم موقف محدد لكسر الحصار.

وبيّن حمدان عن وجود اتصالات وجهود تبذلها أطراف دولية، تسعى من خلالها تقديم أفكار ومساعدات للفلسطينيين لرفع الحصار عن غزة، نافيًا التوصل الى مبادرة واضحة لهذه اللحظة، وأكدّ أن المشكلة الحقيقية تتمثل في تعنت الكيان ورفضه.

وبشأن لقاءات المبعوث الأممي الجديد نيكولا لافروف مع قيادة حركة حماس، فأشار الى انه قدم أفكار جديدة للحركة، مشيرا إلى أن لافروف أقر بأن الاحتلال هو من يرفض التعامل مع هذه الأفكار، مؤكدًا أن الحركة معنية بالتعاون مع المبعوث وترغب بنجاح مهمته.

وتطرق حمدان الى ملف العلاقات الخارجية للحركة، كاشفًا النقاب عن جملة من اللقاءات والزيارات ستجريها الحركة قريبًا لعدد من الدول والعواصم، مشيرا إلى أن الحركة نسجت جملة من العلاقات في الفترة الماضية، رد واضح على اتهامات الحركة بالإخفاق والتأزم في علاقاتها الخارجية.

زياراتنا الخارجية أثمرت وقريبًا سيكون هناك ترتيبات جديدة

وقال إن البعض الذي أدمن على الفشل يرى أن الحركة تعيش في حالة تأزم، مشددًا على أن زيارات الحركة نتائجها إيجابية، منها ما تم الإعلان عنه وبعض الترتيبات والاتصالات لم يعلن عنها.

وحول تأزم علاقة حركته ببعض الأطراف، أِشارحمدان الى أنها ليست الطرف في الازمة، مؤكدًا أن الحركة ليست حريصة فقط على إقامة علاقات جديدة بل العمل على تطوير وتعزيز العلاقات القائمة، موضحا أن أي خلل ناجم عن حالة التشويه والتحريض ضد الحركة.

وأشار الى وجود أطراف تبذل جهودا كبيرة في إفشال وتعطيل مثل هذه العلاقات، مؤكدًا أن الحركة عززت علاقاتها لخدمة القضية وليس إقامة مصالح حزبية وفئوية.

وردًا على سؤال بشأن إقامة الحركة مكاتب تمثيلية لها في دول خارجية، قال إن علاقات الحركة تؤخذ اشكالا وانماطًا مختلفة، من بينها أن يكون لديها مكاتب تمثيلية في عدد من العواصم، منبهًا الى ان هذا الهدف لا يلغي اشكال أخرى من العلاقة مع الدول.

ايران والسعودية

وتعقيبًا على الملف الأكثر تعقيدا في علاقة حماس الخارجية المتعلق بـعلاقتها مع إيران والسعودية، فقال القيادي بحماس إن علاقة حركته بالدولتين ليست وليدة اللحظة بل هي ممتدة منذ ما يزيد عن قرن، مؤكدًا أن الحركة نجحت في التوازن بهذه العلاقة لحاجتها الى دعم الامة اجمع.

وأضاف حمدان لـ"الرسالة نت" " أن القضية الفلسطينية لا ينبغي أن تكون محل خلاف بين الامة، وهو ما تسعى الحركة اليه حتى وان كلفها ذلك بعض الأثمان".

وأِشار الى ان حركته لا ترغب بان تنته العلاقة مع إيران، وتسير في خطى ثابتة لترتيب العلاقة مجددًا، وكذلك الأمر مع السعودية، مطالبا الامة اجمع بتقديم الدعم للقضية الفلسطينية.

ترتيبات العلاقة مع إيران لم تتوقف وزيارة مشعل ستعلن في حينها

واعتبرحمدان ان محاولة البعض خلط الأوراق في علاقة حماس وإنها تنحاز لطرف ضد آخر هي محاولة بائسة ستردد على أصابها، منبهًا الى أن العلاقة مع إيران استكمل ترتيبها على أساس القضية الفلسطينية واستبعاد أي قضايا أخرى لا علاقة لها بالقضية.

وأشار إلى أنه في حال قرر زيارة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لإيران، فسيتم الإعلان عنه، مشيرا الى ان الاتصالات واللقاءات لم تنقطع مع الإيرانيين لتحسين العلاقة وإعادة ترميمها، نافيًا بشدة طلب المسؤولين الايرانيين من حركته اتخاذ موقف سلبي ضد ايران، مؤكدًا أن الحركة ليس اداة لطرف على حساب الآخر.

وأكدّ أن حركته لا تشعر بالحرج في إدارة علاقاتها مع أي طرف، لأنها لا تدير علاقاتها بشكل سري وكأنها تقوم بشيء خاطئ، وأن العلاقة لصالح القضية الفلسطينية هي سلوك صحيح لا تخفيه ولا تموه فيه.

علاقتنا مع طرف ليست موجه ضد آخر 

وبشأن الموقف السعودي من خطوات الحركة لإعادة تفعيل العلاقة مع إيران، فأكدّ ان الحركة لم تستشر أحد، خاصة وان الحركة معنية لإعادة التوازن في إقامة علاقاتها، مؤكدًا أن الحركة ليست في وارد جر القضية في مربع الازمات الإقليمية.

ونوه إلى ان أي محاولة لفعل ذلك هي "ساذجة وغبية"، ويريد أصحابها من وراء ذلك ان تصبح القضية في مهب الريح بما يسهل على الاحتلال الانقضاض عليها.

ورغم صعوبة الظروف في المنطقة، إلا أن القضية الفلسطينية ستظل جامعة ومركزية لا يختلف عليها، وأن انهاء الاحتلال ينبغي أن يفتح بابًا واسعًا لمواجهته كخطر استراتيجي على الامة، مشيرًا إلى أن الامة قادرة على تجاوز محنتها الراهنة، وفق تعبيره.

البث المباشر