لندن – وكالات – الرسالة نت
تراجعت الأسهم الأوروبية بحدة اليوم, كما تراجعت الأسهم الأميركية والآسيوية متأثرة بالخوف السائد من تفاقم أزمة الديون بمنطقة اليورو. وبسبب المخاوف ذاتها, هوت العملة الأوروبية إلى أدنى مستوى لها في 18 شهرا, وواصل النفط تراجعه إلى مستوى سبعين دولارا للبرميل.
وأغلق المؤشر القياسي لأسهم كبرى الشركات الأوروبية اليوم متراجعا 3.14% ليعكس بهذا هبوطا أكثر حدة خاصة في إسبانيا وإيطاليا.وسجل أكبر هبوط للأسهم على مستوى أوروبا في إسبانيا إذ أغلق مؤشر بورصتها الرئيس (أي بكس 35) متراجعا 6.64%.
وكان التقرير الذي نشرته صحيفة الباييس اليوم عن تهديد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بسحب بلاده من منطقة اليورو من بين العوامل التي تسببت في ذلك الهبوط الكبير.وتعاني إسبانيا بدورها من مديونية وعجز في الموازنة مرتفعين, وهو ما ينذر باضطرابات اجتماعية على شاكلة ما حدث في اليونان بسبب الإجراءات التقشفية التي أشعلت مظاهرات وصدامات دامية.
وتسببت المخاوف من استفحال الوضع في منطقة اليورو في هبوط حاد أيضا للأسهم الإيطالية إذ أغلق المؤشر الرئيس لبورصة ميلانو منخفضا 5.3% بينما تراجع المؤشر الرئيس لبورصة باريس 4.59%, ومؤشر داكس الألماني بفرانكفورت 3.12%.
وبسبب المخاوف ذاتها التي دفعت القادة الأوروبيين قبل أيام إلى تبني خطة إنقاذ لمنطقة اليورو بتريليون دولار تقريبا, تراجعت الأسهم الأميركية أيضا بنحو 2% أثناء التداول.وفي وقت سابق اليوم, كانت البورصات الآسيوية قد تراجعت بدورها متأثرة بالمخاوف المتعلقة بالأزمة الأوروبية أيضا.
اليورو يهوي
وفي وقت سابق اليوم أيضا, تراجعت العملة الأوروبية الموحدة (اليورو) إلى أدنى مستوى لها أمام الدولار الأميركي منذ 28 أكتوبر/تشرين الأول 2008 أي منذ أكثر من 18 شهرا.وخلال تداولات اليوم في أوروبا تراجع سعر صرف اليورو إلى ما دون 1.24 دولار.
وقال خبير الاقتصاد نيل ماكيونون لوكالة فرانس برس إن من المرجح أن يضعف اليوور أكثر بينما توقع محللون في لندن أن ينزل سعر صرف العملة الأوروبية إلى 1.10 دولار خلال هذا العام على أن يتراجع العام المقبل أكثر ليتساوى مع العملة الأميركية.
من جهته, قال خبير الاقتصاد إبراهيم محمد للجزيرة إن المستثمرين سيعمدون إلى التخلص من اليورو بينما يتراجع بشكل حاد.وأرجع انخفاض قيمة العملة الأوروبية إلى ضعف الثقة بها وإلى مخاوف من حدوث تضخم.وأشار إلى أن كثيرا من دول منطقة اليوور الست عشرة مترددة في تبني سياسات اقتصادية موحدة.
والنفط يتقهقر
وفي الوقت نفسه, استمرت أسعار النفط في التراجع متأثرة بارتفاع المخزونات في الولايات المتحدة وأيضا بأزمة الديون في أوروبا.وقبل ساعات قليلة من انتهاء التداولات في بورصة نايمكس التجارية في نيويورك, تراجع سعر عقود الخام الأميركي الخفيف ليونيو/حزيران المقبل فوق ثلاثة دولارات إلى أكثر بقليل من 71 دولارا للبرميل.
واستمر تراجع سعر الخام الأميركي من مستواه السابق عند 86 دولارا مع تنامي المخاوف بين المستثمرين من أن تحد أزمة الديون في أوروبا من الطلب على الطاقة مستقبلا.
الذهب يتراجع
أما أسعار الذهب فقد تراجعت اليوم إلى أقل من 1220 دولارا للأوقية بعدما قفزت الأربعاء الماضي إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق مسجلة أكثر من 1249 دولارا للأوقية مع إقبال المستثمرين على المعدن النفيس بوصفه ملاذا استثمارياً آمنا وسط الاضطرابات المالية العالمية الراهنة.
وقبل تراجعه مساء, كان سعر الذهب قد صعد صباحا في هونغ كونغ إلى مستوى 1238 للأوقية مرتفعا عن مستوى 1236 الذي سجل أمس في نيويورك.