قائد الطوفان قائد الطوفان

"رجال الأنفاق" ما الذي يحدث في باطن الأرض بغزة؟

الأرشيف
الأرشيف

غزة – الرسالة نت

الأسرار الكبيرة التي تحيط بكلمة "الأنفاق" تشد الجميع للحديث عنها، ويمكن الجزم بأن كل المتحدثين عن هذه الكلمة ومن يحاولون التعبير عما يحدث فيها لا يعبرون عن الحقيقة الكاملة، فلا المتحدثون عنها قد سبق لهم العمل فيها، ولا العاملون فيها يخرجون للإعلام للحديث عن أعمالهم إلا بما يخرج رسميا عبر قيادة العمل العسكري بشكل عام.

ما خرج من معلومات عن طريق المقاومة عبر فيديوهات وتسجيلات رسمية وضحت خطورة العمل الذي يقوم به رجال الأنفاق، ومدى الجهد الذي يبذل من أجل تحضير أماكن قتالية يمكن الانطلاق منها لمواجهة الجيش الصهيوني في حال وقوع أي معركة معه على حدود قطاع غزة.

ولو تمعنا قليلا في بعض هذه التسجيلات، لوجدنا عدداً قليلاً من الرجال أو قل "الشباب"، لا يتجاوز عددهم أصابع اليدين، أجسامهم هزيلة من ثقل الهم وثقل العمل، يحملون أرواحهم على أكفهم فهم معرضون في كل لحظة لحوادث قد تودي بحياة أحدهم أو حياتهم جميعاً.

لكل شخص فيهم مهمة مختلفة عن الآخر، فمنهم من يضرب الأرض، ومنهم من يحمل الطين، ومنهم من يحمل دعامات الحماية من الانهيارات، المهم في النهاية أن يتم تحقيق الهدف الذي يعملون من أجله، وأن يستطيعوا أن يجهزوا لشيء يستطيعوا أن يصدوا به عدوهم ويدافعوا من خلاله عن شعبهم.

ولو سألت عن طعامهم، فقد ظهر ذلك في النفق المكتشف قبيل العصف المأكول، بعض الطعام البسيط، الذي لا يكاد يسد رمقهم، هم معذورون فالطعام الثقيل لأهل الراحة والدعة، قد يؤثر سلبا على قدرتهم على مواصلة العمل.

هؤلاء الرجال يتخاصمون، ولو دخلت عليهم يمكنك أن تجدهم يتصارخون فيما بينهم، لتحسب أنهم يتقاتلون على دنيا، تفاجأ أنهم يتخاصمون على من يكون على مقدمة النفق، في حرص منقطع النظير على العمل وايمانا منهم بأهمية العمل الذي يقومون به.

يتعرضون للإصابة، يستشهد من بينهم أعز أصدقائهم في مكان الحفر، ومن ثم يعودون لمواصلة العمل، على درب من سبقوهم، ليحتار كل ذي عقل بماذا يسمي هؤلاء الرجال، هل هم رجال عاديون، أم أنهم رجال خارقون؟ بل إنهم الرجال الخارقون.

المجد الأمني

البث المباشر