إذا كان فيديو صرخات المعتقل المضرب عن الطعام محمد القيق يحتوي مشاهد مؤلمة لا يحبذ للأطفال ومرضى الضغط والقلب متابعتها.. فقلب زوجته فيحاء شلش يحتوي الخذلان بين أوردته!
ذاك الخذلان الذي بات جليًا من مضمون حديث شلش للإعلام توزع بين عدة جهات رسمية وفصائلية ودولية لا يمكن وصف تضامنها مع اضراب الصحفي القيق والضغط للإفراج عنه سوى بالباهت.
صمت السلطة الفلسطينية والجهات الرسمية بالتزامن مع القلق الخجول الذي شعر به الاتحاد الدولي للصحفيين كان كفيلًا لأن يتمادى الاحتلال وعدم مبالاته بحالة الصحفي الصحية التي تدهورت إلى درجة الاشتباه بجلطة حيث رفضت المحكمة العسكرية طلبًا جرى تقديمه، يتم بموجبه نقل القيق إلى مستشفى فلسطيني لعلاجه.
لم تكن عائلة القيق _التي اعتبرت قرار المحكمة بمثابة حكم الإعدام على ابنها_ وحدها من شعر بالخذلان من غياب التحرك الرسمي والفصائلي مع قضية اضراب ابنها الذي وصل ليومه الـ 86 حيث انتقد النائب العربي في الكنسيت "الإسرائيلي" باسل غطاس طبيعة الردود الفلسطينية مؤكدًا أن الرد الرسمي والشعبي في الداخل المحتل والضفة، هي أقل بكثير من توقعات قوة رد الفعل تجاه ما يتعرض له القيق.
وعلى إثر ردود الفعل الفصائلية والرسمية الباهتة ورفض القيق فك اضرابه أقر الاحتلال بتغذية القيق القسرية كما أكد عيسى قراقع مدير هيئة الأسرى والمحررين، متوقعًا أن يتم تنفيذه في أي وقت.
وأشار قراقع إلى استنفاذ الطرق القضائية في حل ازمة القيق، خاصة بعد قرار المحكمة العليا الاسرائيلية الثلاثاء الماضي، والتي أقرت بإنهاء الالتماس في القضايا القانونية.
ونصرة للقلم والصوت الحر يستمر الصحفي محمد بالإضراب في حين تقابلها صرخات الأحرار في غزة والداخل ومدن وقرى الضفة المحتلة "أنقذوا القيق" فهو أضعف الايمان في ظل التفاعل الرسمي والدولي المفقود، حيث تنشغل السلطة بمشاركة عشرين مسؤولا فيها اليوم الخميس في مؤتمر للسلام في القدس يدعمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بحسب القناة العبرية الثانية.
ذاك الغياب دفع نشطاء وقيادات من الأراضي المحتلة عام 1984 الى الاضراب عن الطعام أمام مستشفى العفولة اسنادًا لمحمد وتعزيزًا لصموده حيث قال رئيس الحركة الإسلامية خلال مقاطع فيديو بثت له: "عندما علمت قوات الاحتلال دخولنا الإضراب عن الطعام، جن جنونها وبدأت بمطاردتنا وإخراج المتواجدين في المستشفى واعتقال ثلاثة من الشبان المتضامنين والاعتداء على شاب بالضرب المبرح".
وأوضح الشيخ صلاح أن الساعات المقبلة ستشهد دخول عدد كبير من الشبان العرب في إضراب مفتوح عن الطعام، بمشاركة قيادات من الوسط العربي.
الخطير في معركة القيق أن المؤسسة الأمنية والحكومة والقضاء يديرون عملية منظمة لقتل القيق، عبر تكامل الأدوار بينهم في ابقائه معتقلًا حسب الشيخ صلاح في حين لم تستطع السلطة والأطراف الدولية أن تولد قوة ضاغطة للإفراج عنه.
خذلت فيحاء بعد أن تركوا زوجها محمد وحيدًا رغم كونه مضربا لأجل الحرية واغلاق ملف الاعتقال الإداري ولم تعد تطلب من أي جهة رسمية أو فصائلية أن تنقذ محمد بعد أن أكدت بأنها لن تقبل عزاءهم ان رحل القيق شهيدًا.