كنت عازما على الكتابة حول الاتهامات الباطلة المسيسة لحماس بالوقوف أو تدريب من نفذ عملية قتل هشام بركات النائب العام المصري وفق ما جاء في المؤتمر الصحفي الذي خرج به علينا وزير الداخلية المصري، ولكن هذا الموضوع أخذ مساحة أكبر مما يستحق واهتماما زاد عن المعقول عبر وسائل الإعلام العالمية والعربية والمحلية، وكان ما حدث الليلة الماضية من عمليات بطولية جعلني أعدل عن الكتابة في الاتهام المسرحي إلى الحديث عن المقاومة والانتفاضة.
كان العالم بالأمس يحتفل باليوم العالمي للمرأة وقوات الاحتلال ترتكب جريمة بشعة بإعدام سيدة ي السادسة والخمسين من العمر في القدس ولكن لم تمض ساعات كثيرة حتى خرج اسود فلسطين يزمجرون للرد على إرهاب الاحتلال وليحتفلوا بيوم المقاومة يوم الانتقام في يوم المرأة العالمي انتقاما لاغتيال هذه السيدة الفلسطينية سجلوا ثلاث عمليات ضربت أمن الاحتلال في الصميم بتنوعها الجغرافي وأدواتها التي لم تختلف عن الأدوات البسيطة المستخدمة على مدار الشهور الستة من عمر الانتفاضة، كانت علمية إطلاق النار في شارع صلاح الدين الثكنة العسكرية لقوات الاحتلال لتصيب هذه الطلقات جنديين صهيونيين قال الإعلام الصهيوني أن إحدى الإصابتين ميئوس منها والثانية خطيرة جدا.
ثم ينطلق مغوار إلى مدينة يافا قرب دوار الساعة ويتحول بكل جرأة في شوارعها وبين سياراتها وحافلتها وهو يحمل سكينا يلوح بها في وجوه المستوطنين الصهاينة ويطعن واحدا تلو الآخر قبل أن يستشهد بعد أن أطلق الغل الصهيوني رصاصاته الحاقدة ليرتقي شهيدا وسكينته المنتقمة تقل مستوطنا وتصيب عشرة آخرين بينهم إصابات خطيرة ليضرب بذلك نظرية الأمن الداخلي الصهيوني.
وكانت العملية الثالثة التي اخترقت قلب تل الربيع (تل أبيب) وتؤكد أن الأمن الصهيوني هش واختراقه مسألة ليست سهلة بدليل هذه العملية ومن سبقها من عمليتين بنفس الوقت هو دليل واضح على هشاشة هذا الأمن، عملية تل الربيع عملية طعن أدت إلى إصابة مستوطنين بجراح، هذه العمليات أربكت امن الاحتلال وخلقت حالة من الرعب دخل قلب الكيان وحملت رسائل كثيرة سواء للعدو الصهيوني ولمن يحاول جاهدا للعمل على إنهاء الانتفاضة وتصفية القضية الفلسطينية.
الرسالة الأول للاحتلال تقول له لا مكان آمنًا لكم على ارض فلسطين كل فلسطين ولا مقام لكم في ارض اغتصبتموها عنوة من أهلها بعد طردهم وقتلهم أن الشعب الفلسطيني وإن صبر وكتم لا يعني ذلك أنه ترك أو تنازل وهاهو ينتفض ويقاوم حتى لو بأدوات بسيطة وهذه البساطة هي سر من أسرار هذه الانتفاضة الساعية إلى إنهاء هذا الاحتلال البغيض تمهيد لتحرير الأرض كل الأرض لذلك عليكم العودة من حيث أتيتم، هذه البلاد ستعود لأهلها بأيدي أهلها.
الرسالة الثانية موجهة إلى أصحاب المشاريع التصفوية الهادفة إلى تصفية حقوق الشعب الفلسطيني وتمكين الاحتلال من الأرض والعباد وتوفير الأمن لهذا الغاصب المحتل سواء كانوا أصحاب هذه المشاريع عربا أو عجما، أو بضع من الفلسطينيين ممن استسلموا وتنازلوا وفرطوا، والعمل على القضاء على الانتفاضة، لتأتي هذه العمليات لتقول لهم كفوا عن العبث وارفعوا أيديكم عن فلسطين وشعبها وإذا أردتم أن تعالجوا تناولوا أصل المشكلة وهو هذا الاغتصاب الصهيوني لفلسطين أو تركونا نواجه مصيرنا ولن نتردد مهما كان الثمن.