عشية استئناف مباحثات جنيف بشأن سوريا، جددت المعارضة السورية موقفها بأولوية تشكيل هيئة حكم انتقالي لا مكان فيها لبشار الأسد، في حين قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن الحرب في سوريا يجب أن تنتهي رغم الصعوبات.
وقال سالم المسلط المتحدث باسم وفد المعارضة السورية إلى مباحثات جنيف إن المعارضة تتمسك بمبدأ بحث تشكيل هيئة حكم انتقالي لا مكان فيها للأسد، مجددا خلال مؤتمر صحفي عقده في جنيف رفض المعارضة المطلق للمشاركة في أي سلطة تكون تحت ظل نظام الأسد.
وأضاف المسلط "ما جئنا لمناقشته هو هيئة حكم انتقالي كما نص عليه بيان جنيف 2 ونص عليه القرار الأخير 2254، أما موضوع إقامة حكومة وحدة وطنية فلا يمكن قبول حكومة يكون الأسد هو الحاكم والموجه لها".
وتابع المتحدث باسم وفد المعارضة أن "الشعب السوري قدم نصف مليون شهيد لينهي وجود الأسد لا ليبقيه فترة أطول" نافيا من جهة أخرى وجود خلافات مع المبعوث الأممي ستفان دي ميستورا.
أما جورج صبرة نائب رئيس الهيئة العليا للمفاوضات في المعارضة السورية فذهب إلى انتقاد السياسة الأميركية تجاه سوريا حيث وصفها بأنها "ملتبسة" وهناك تساؤلات كثيرة حولها ليس بالنسبة للمعارضة فحسب، وإنما حتى لحلفاء الولايات المتحدة من الأوروبيين والخليجيين.
وطالب صبرة الجانب الأميركي بتوضيح حدود التوافق بينه وبين روسيا بدقة.
من جانبه قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن الحرب في سوريا يجب أن تنتهي رغم الصعوبات، منتقدا في الوقت نفسه التصريحات التي أدلى بها أمس وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم معتبرا أنها تهدف إلى عرقلة مفاوضات جنيف.
وجاءت تصريحات كيري خلال مؤتمر صحفي، عقد في ختام اجتماعات وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا في باريس اليوم بشأن التطورات في سوريا وليبيا.
أما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف فقد دفع باتجاه إشراك الأكراد في المفاوضات حول الأزمة السورية واعتبر في تصريحات لقناة روسية أن عدم إشراكهم قد يهدد الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، مؤكدا أن بلاده ستضغط على الأمم المتحدة لإشراكهم.
وفي سياق متصل قال لافروف إن دمشق قررت اعتبار أن الدول التي تنسق أعمالها في سوريا مع روسيا لا تنتهك السيادة السورية، مشيرا في هذا الصدد إلى أن الحكومة السورية سبق أن قبلت بصيغة التنسيق التي تمت بين واشنطن وموسكو حول عمليات التحالف الدولي في سوريا.
من جهة أخرى، قال لافروف إن بلاده لديها أدلة على وجود قوات تركية على الأراضي السورية متهما أنقرة بالقيام "بتوسع تدريجي" على حدودها مع سوريا.
وأضاف أن "تركيا مع مطالبتها بعدم تعزيز مواقع الأكراد في سوريا، تتذرع بسيادتها لخلق نوع من المناطق الأمنية في الأراضي السورية".