السلطة تبحث عن رواية لتبرير تورطها في اغتيال النايف

عمر النايف
عمر النايف

الرسالة نت-محمود هنية

 

تحاول سفارة السلطة في بلغاريا اسدال الستار على مسرح جريمة اغتيال عمر النايف، وسط ما يتردد من انباء مؤكدة حول إقناع سفير السلطة احمد المدبوح سفراء عرب بأن النايف أقدم على الانتحار.

سعدي عمار أحد الناشطين الفاعلين في الجالية الفلسطينية ببلغاريا، واول من ابلغته السفارة باستشهاد النايف، قال إن السفير المدبوح يحاول اقناع السفراء ان الجريمة ناجمة عن محاولة انتحار ، وليست عملية اغتيال متعمدة.

وأكدّ عمار لـ"الرسالة نت "، أن طاقم أمن السفارة أقدم على نقل عمر وهو مسجى بدمائه على الأرض، وحاول تغيير ملامح مسرح الجريمة؛ لإبعاد الشبهة عنه، وابقاءه ينزف دمًا لمدة تزيد عن ثلاث ساعات، مشيرا الى ان مسؤول المخابرات في السفارة "م.م"، غادر المقر وسافر ليلة الجريمة دون ابلاغ احد وترك عمر وحيدًا في المقر، ما يزيد من شكوك تورط السفارة في عملية الاغتيال.

وأشار الى أن صديقه -الشهيد عمر-أسّر له اثناء مبيته المتكرر معه داخل مقر السفارة ، بأن بعض الشخصيات التي تعمل في السفارة مرتبطة بالموساد، وكان يرسم له "نجمة داوود"، في اشارة الى ان هناك "خيانة لدى هؤلاء المرتبطين مع الاحتلال".

وفي غضون ذلك، برر فريد قديح ممثل وزارة الخارجية التابعة للسلطة في غزة، وجود ثلاثة أشخاص فقط في السفارة، وأن هذا العدد غير كاف لحمايتها، مشيرا الى ان السلطة لم تكن قادرة على حل أزمة الشهيد، لعدم وجود دول عربية لديها موافقة على نقله.

وقال قديح لـ "الرسالة نت" إنّ الأمن البلغاري لم يكن يسمح بوجود حراسة، خاصة ان بلغاريا لديها علاقات وطيدة مع اسرائيل.

ورفض لوم السفارة او السلطة في التورط باغتيال النايف، وقال إن القضية متعلقة فقط بإسرائيل، رافضًا "التشهير بالدور الوطني للسفارات"، وفق تعبيره.

ويشار إلى أن عائلة النايف والجالية الفلسطينية في بلغاريا رفضوا بيان الجبهة الديمقراطية الذي حاولت فيه تبرئة السفير الذي ينتمي للجبهة.

وقد كشف أحمد شقيق الشهيد عمر لـ "الرسالة" أن العائلة تمتلك وثائق تدين السفير، "والتي تتساوى مع سادية مديرية السجون الإسرائيلية"، على حد تعبيره.

وقال: "لا يهمنا إلى من ينتمي المدبوح بوجود الأدلة التي تدينه"، مضيفا: "السفير طلب من عمر مغادرة السفارة أكثر من مرة، وهدده مرات عدة".

وخاطب أحمد الجبهة الديمقراطية قائلا: لماذا لم تتوجهوا إلى المدبوح وتقولوا له أن ينتظر نتائج التحقيق، وان يتوقف عن رسم النتائج منذ اللحظة الأولى لاستشهاد عمر؟ وما هي مصلحته من وراء ذلك؟

ووصف أحمد بيان الديمقراطية بالحزبي وغير الوطني، مشيرا الى أنها تنظر إلى قضية اغتيال شقيقه من "زاوية حزبية مقيتة"، "وهي أن السفير أحمد المدبوح ينتمي إليها، لذلك سكتت دهراً ونطقت كُفراً"، وفق قوله.

واستدرك قائلا: "لو كان الشهيد عمر القاسم سفيرا في صوفيا لأعطى عمر كرسيه واحتضنه أكثر من عائلته، ولو كان الشهيد البطل خالد نزال سفيرا في صوفيا لحرس عمر بجسده وعيونه".

أمّا الجبهة الشعبية، فقالت إن نقل اغتيال الأسير المحرر عمر النايف ملف من المكتب السياسي إلى ذراعها العسكرية كتائب أبو علي مصطفى؛ "لمحاسبة كل من تورط في ارتكاب الجريمة من الاحتلال وأعوانه".

وقال ذو الفقار سويرجو القيادي في الجبهة الشعبية في تصريح لـ "الرسالة": "كل من تورط في عملية اغتيال النايف سيتم محاسبته، وكتائب أبو علي مصطفى تعرف كيف تتعامل مع الملف".

وأوضح أن الجبهة الشعبية لا تزال تشكل حالة من الضغط السياسي على السلطة لإعادة ترميم السفارات الفلسطينية، معتبراً الجريمة نتاج حالة التسيب وغياب المراقبة ومحاسبة "رجالات السلطة".

وكان عمر نايف زايد (52 عامًا)، المعروف بـ "عمر النايف"، عُثر عليه مقتولًا داخل السفارة الفلسطينية في العاصمة البلغارية (صوفيا)، وعليه آثار ضرب بالجزء العلوي من جسده.

ويعتبر النايف مطلوبًا للاحتلال الإسرائيلي منذ فراره من المستشفى المحتجز فيه للعلاج عام 1990، حيث كان يقضي حكمًا بالسجن المؤبد في سجون الاحتلال، بعد تنفيذه عملية طعن في مدينة القدس المحتلة عام 1986، أسفرت عن مقتل مستوطن إسرائيلي.

 

البث المباشر