قائد الطوفان قائد الطوفان

صحف إسرائيل: عملية القدس منعطف جديد للانتفاضة

عملية القدس
عملية القدس

الأراضي المحتلة- الرسالة نت

هيمنت عملية تفجير الحافلة الإسرائيلية في القدس على تغطيات الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم الثلاثاء، وأثارت العملية سجالا بين المحللين والكتاب بشأن تقييمها ودورها في تصعيد الهبة الفلسطينية.

واعتبر الخبير العسكري الإسرائيلي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" رون بن يشاي أن عملية القدس التفجيرية تشير إلى "أننا دخلنا المحطة التالية في الانتفاضة الفلسطينية، على اعتبار أن العملية لم تتم بعبوة ناسفة صغيرة".

وقال بن يشاي إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لديها الكثير من الأسباب التي تدفعها لإشعال الوضع في الضفة الغربية، رغم "أنه حتى اللحظة لم يتبين من نفذ العملية، ولماذا؟ وكيف حصل ذلك؟"، موضحا أن العبوة تم تحضيرها من قبل شخص محترف وليس هاويا.

وأشار إلى أنه خلال الهبة الفلسطينية حصلت حوادث قليلة ألقيت فيها عبوات ناسفة باتجاه دوريات الجيش وجنوده، لكنها كانت عبوات متواضعة بدائية، ولم يكن فيها شظايا وكمية من المتفجرات الثقيلة مثلما في عملية القدس، حيث أسفرت عن حريق هائل لحق بالحافلتين.

توجه جديد

وقال بن يشاي إن العملية تطرح أسئلة عديدة من قبيل: من نفذ العملية من بين المنظمات الفلسطينية؟ وهل تعتبر توجها جديدا في الموجة الحالية من الهجمات الفلسطينية؟ وتابع "بمعنى أكثر وضوحا: هل انتقلنا إلى هجمات قاتلة، مثلما عرفناها في الانتفاضة الثانية".

وأشار إلى أن الإجابة عن هذه التساؤلات تعيدنا إلى ما قام به جهاز الأمن الإسرائيلي العام (شاباك) خلال الموجة الحالية من العمليات التي بدأت في أكتوبر/تشرين الأول 2015، حين كشف أكثر من عشر حالات حاولت فيها العديد من المنظمات الفلسطينية التحضير لعمليات تفجيرية، "وربما يكون من نفذ عملية القدس أحد التشكيلات التي لم ينجح الشاباك في إحباطها بصورة مسبقة".

وحاول الخبير العسكري -الذي يتمتع بعلاقات واسعة مع قادة الجيش- تحديد جملة من الأسباب التي تدفع حماس للمبادرة بتنفيذ مثل هذه العمليات، أولها التراجع الحاصل في عمليات الطعن بالسكاكين، بينما تريد الحركة إبقاء هذه الموجة على قيد الحياة، "وحماس تعلم أن عملية مسلحة تسفر عن خسائر إسرائيلية كثيرة وتحظى بتغطية إعلامية واسعة، كفيلة بتجديد عمليات الطعن من جديد".

وثاني هذه الأسباب تجدد التحريض الإعلامي عبر الإكثار من الحديث عن الحرم القدسي، إذ يُتوقع أن تعمل هذه العملية على إشعال الوضع من جديد. وهناك سبب ثالث يرتبط بخبر كشف الجيش الإسرائيلي نفقا على حدود غزة، وربما أرادت حماس التغطية على ذلك بتنفيذ عملية تفجيرية في القدس

قبضة حديدية

من جهته اعتبر المراسل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل أن العملية حادث غير عادي في موجة الهجمات الفلسطينية، لكنه في الوقت ذاته لا يشير إلى تغيير جوهري في الموجة الحاصلة، لأنه طيلة ستة أشهر من هذه الموجة لم تعثر إسرائيل على عبوات ناسفة بالجودة التي شهدناها خلال الانتفاضة الثانية.

وأضاف أنه مع ذلك فإن العمليات الفلسطينية التي دأبت على الدخول داخل مناطق الخط الأخضر في إسرائيل، باتت تتراجع في الشهرين الأخيرين دون الزعم بأنه تم طي صفحتها كليا.

أما عضو الكنيست عن حزب البيت اليهودي بيتسلئيل سموتريتش فقال إن عملية القدس تأتي لتذكر الجيش الإسرائيلي بأنه ما لم ينفذ عملياته العسكرية في قلب المدن الفلسطينية بالضفة الغربية، فإنه سيتلقى مثل هذه العمليات في قلب إسرائيل.

من جانبها، قالت الكاتبة من حزب الليكود نافا بوكر إن العملية تعطي مؤشرا على ارتفاع خطير في مستوى العمليات الفلسطينية الحالية، مطالبة على الفور بوقف أي مقترحات من شأنها انسحاب الجيش الإسرائيلي من المدن الفلسطينية، حتى يتمكن من الدفاع عن الإسرائيليين.

وأضافت بوكر أن هناك حاجة ملحة إلى بقاء القوات الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية، ويجب جباية ثمن باهظ من منفذي العمليات، والخروج إلى عملية عسكرية كبيرة في كل المناطق الفلسطينية التي خرج منها منفذو العمليات الأخيرة، زاعمة أن القبضة الحديدية هي الكفيلة بتوفير الردع الإسرائيلي أمام الفلسطينيين.

البث المباشر