قائد الطوفان قائد الطوفان

انتفاضة القدس تتذبذب بين الهدوء النسبي والتصعيد

صورة لمنفذ عملية طعن (ارشيفية)
صورة لمنفذ عملية طعن (ارشيفية)

الرسالة نت - محمد عطا الله

تتذبذب انتفاضة القدس بين الهدوء النسبي والتصعيد في وتيرة العمليات ضد الاحتلال، لا سيما مع دخولها الشهر السابع، وتجاوزها عقبة الاحتواء الأمني.

وضربت عملية تفجير الباص في مدينة القدس المحتلة التي أدت لإصابة عشرين إسرائيليا خمسة منهم بجراح حرجة، حالة الهدوء التي مرت بها الانتفاضة خلال الأسابيع الأخيرة السابقة؛ لتدلل على أنها باقية بل وسرعان ما تعود بقوة، وإن شابها بعض الفتور.

العملية سبقتها تصريحات لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو قال فيها "إن الهدوء النسبي الذي تمر به الانتفاضة يمكن أن يُقلب علينا"، داعياً الجيش إلى عدم التوهم بانتهائها، وهو ما حصل بالفعل بعد العملية الأخيرة.

 مسار متذبذب

ويرى مراقبون أن انتفاضة القدس منذ انطلاقتها تسير في مسار متذبذب على مستويات مختلفة؛ ارتباطاً بالظروف والعوامل التي تحيط بها.

ويعتقد الكاتب والمختص في الشأن الاسرائيلي أكرم عطا الله، أن الانتفاضات تبدأ بوتيرة عالية ثم تستقر لحد معين تتأرجح من خلاله ما بين التصعيد والهدوء النسبي.

ويؤكد عطا الله في حديثه لـ"الرسالة" أن حالة الهدوء لو امتدت لأشهر لا تعني بالضرورة انتهاء الانتفاضة، سيما وأن أسباب اندلاعها لا تزال قائمة في الوقت الذي لم تتراجع فيه حكومة الاحتلال عن أي إجراءات عنصرية بحق الفلسطينيين؛ الأمر الذي يدفعهم لتنفيذ عمليات فدائية بدافع الانتقام.

ويدلل على حديثه بحالة الهدوء التي مرت بها الانتفاضة قبل شهر ثم تبعتها موجة عمليات في يوم ثلاثاء كان أسوداً على جيش الاحتلال، وفق قوله.

ويتفق الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل مع سابقه، مستبعداً أن يكون هناك أي علاقة لإجراءات الاحتلال الأمنية في تراجع العمليات، مبينا في الوقت نفسه أنه من الطبيعي مرور الانتفاضة بحالة من التصعيد والهدوء.

وأوضح عوكل لـ"الرسالة" أن عدم سيطرة الاحتلال على الانتفاضة يرجع إلى تلقائيتها وعدم وجود أي جهة صاحبة قرار فيها، مشيراً إلى أن استمرار إجراءات الاحتلال العنصرية تخلق ردود فعل تدفع لموجة من التصعيد بين فترة وأخرى.

 إشارات عديدة

بيد أن علاء الريماوي المحلل في الشؤون الاسرائيلية ذهب أبعد من سابقيه، مبيناً أن هناك إشارات عديدة ساهمت في الحد من تصاعد الانتفاضة وعززت حالة الهدوء النسبي لها بين حين وآخر.

وأكد الريماوي في حديثه لـ"الرسالة" أن السلطة الفلسطينية شكلت عائقا حقيقيا أمام نجاح الانتفاضة وتطورها عبر ممارستها أدوار الملاحقة والقمع والتنسيق الأمني وإحباط مئات العمليات الفدائية.

وأشار إلى أن الانتفاضة وضعت العديد من المتغيرات على طاولة البحث، أهمها ضرورة معرفة الدور الحقيقي للسلطة وعقيدتها الأمنية، إلى جانب معرفة دور منظمة التحرير وقدرة فصائل المقاومة على العمل في الضفة.

وأوضح أن نجاح الانتفاضة في تحقيق أهدافها مرتبط ببناء منظومة فلسطينية قوية قادرة على الصمود في هذه المرحلة، لتعزيز بقاء الانتفاضة وتطويرها.

وأخيراً لا يمكن الجزم بأن الانتفاضة تمر بآخر مراحلها، فعملية تفجير الباص في القدس خير دليل على أن القادم يبدو أعظم من السابق.

البث المباشر