أكدت مصادر إسرائيلية رفيعة المُستوى، أنّ جيش الاحتلال "مسرور جدًا" من صرامة رئيس السلطة الفلسطينيّة محمود عباس وأجهزته الأمنيّة في مكافحة ما وصفته بــ "الإرهاب الفلسطينيّ"، وفق مراسل الشؤون السياسيّة في القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيليّ، أودي سيغال.
وشهدت جلسة المجلس الوزاريّ الأمنيّ-السياسيّ المُصغّر عاصفة من تبادل اتهامات بين رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، وهو أيضًا زعيم حزب الليكود الحاكم وبين وزير التربيّة والتعليم، نفتالي بينيت، والذي يرأس أيضًا حزب “البيت اليهوديّ"، الدينيّ والمُتطرّف حول مسألة نقل الصلاحيات الأمنيّة في عددٍ من المدن الفلسطينيّة في الضفّة الغربيّة المُحتلّة للسلطة الفلسطينيّة، وهو الأمر الذي أعلن بينيت أنّه يُعارضه.
وبحسب المصادر عينها، فإنّ نتنياهو صرخ على بينيت وقال له: "أنتَ لا تُقرر هنا، وإذا واصلت الاستفزاز فسأقوم بإقالتك". وبعد أنّ هدأت العاصفة، قال قائد هيئة الأركان العسكرية، في جيش الاحتلال الجنرال غادي ايزنكوت خلال استعراض للوضع الأمني أمام الوزراء الأعضاء في المجلس المُصغّر: "إنّ رئيس السلطة محمود عبّاس يُحارب "الإرهاب"، وأنّ هناك انخفاض في حجم التحريض ضدّ "إسرائيل" في مناطق السلطة الفلسطينية"، وفق تعبيره.
وتابع ايزنكوت إنّ الأجهزة الأمنيّة التابعة للسلطة الفلسطينيّة كثفّت في الآونة الأخيرة من عملياتها ضدّ ما أسماه "الإرهاب" الفلسطينيّ في الضفّة الغربيّة بنسبة أربعين بالمائة، وتحديدًا ضدّ حركة المُقاومة الإسلاميّة (حماس) التي تُحاول إعادة بناء بنيتها التحتيّة، كما أنّ الأجهزة الأمنيّة الفلسطينيّة، شدّدّ الجنرال ايزنكوت، تقوم بتفتيش طلّاب المدارس في الضفّة الغربيّة بحثًا عن السكاكين التي يستخدمونها لتنفيذ أعمال فدائيّة ضدّ المُستوطنين في الضفّة الغربيّة وضدّهم أيضًا في القدس المُحتلّة.
ولفتت المصادر عينها إلى أنّ الجنرال ايزنكوت أقنع المُستوى السياسيّ بعدم جدوى فرض الحصار على الفلسطينيين في الضفّة الغربيّة، بل حذّرهم من أنّ خطوة من هذا القبيل ستُشعل الضفّة من ناحية، ومن الناحية الأخرى ستُضعف رئيس السلطة عبّاس وأجهزته الأمنيّة، على حدّ تعبيره.
يُشار إلى أنّ عبّاس اعترف أثناء زيارته لألمانيا، في مقابلة مع صحيفة “ديرشبيغل” الألمانيّة بأنّ الفلسطينيين الثلاثة الذين اعتقلتهم المخابرات الفلسطينية قرب رام الله الأسبوع الماضي خططوا لتنفيذ عملية ضد الاحتلال.
