المقدسية نور الحلاق البالغة من العمر 16 عاما تدرس في مدرسة راهبات الوردية، شاركت بمشروعها "أستطيع التواصل" مع مؤسسة النيزك للتعليم المساند والإبداع العلمي وحصلت على المركز السابع في برنامج step2015، وكانت سفيرة فلسطين في مكتبة الإسكندرية بمصر، ونتيجة لذلك تم ترشيح مشروعها لمسابقة دوغناتا وحصل على المرتبة الثانية في فئة هندسة الحاسوب.
الحاجة أم الاختراع
الحلاق تشرح لـ "الرسالة نت" عن مشروعها قائلة: "أستطيع التواصل" تطبيق على الأجهزة الذكية، يساعد فئة الصم والبكم على الاندماج مع المجتمع، فهو يساعد هذه الفئة من خلال عدة خصائص متوفرة به، أولها أنه يحول الكلام المكتوب إلى منطوق، ويحول النص المنطوق إلى مكتوب، بالإضافة إلى ذلك يسمح للشخص الأصم والأبكم توفير له إمكانية الاتصال في حالات الطوارئ.
وأشارت إلى أن فكرة التطبيق استوحتها من خلال مشاهدتها لنشرات الأخبار، ومتابعتها للتقارير التي تتحدث عن زيادة نسبة الأشخاص الصم والبكم بسبب الصواريخ والانفجارات والأصوات العالية، حيث أن أذن الإنسان حساسة للأصوات التي تسمعها، وكثرة الخوف والحروب في الوطن العربي رفعت من نسبة الصم والبكم، مضيفةً أنه بعد بحثها استنتجت عدم وجود أي تطبيقات تناسب هذه الفئة اللغة العربية ومن هنا جاءت الفكرة.
أما عن المساعدة التي تلقتها الحلاق للوصول إلى هذا الإنجاز فقالت: "حظيتُ بكثير من المساعدة أهمها من معلمتي نورا صالحي كانت تعلمني كيفية لغة البرمجة، وساعدتني في إجراء الدراسات، ومَدرستي وفرت لي الدعم وخاصة بعد الدوام حتى نشتغل في المشروع، ومؤسسة النيزك كان لها دور في دعم المشروع من الناحية المعنوية، وأسرتي وعائلتي".
البرمجة منذ الصغر
المدرسة نورا صالحي المشرفة على التطبيق قالت لـ "الرسالة نت" أنهم في المدرسة يعلمون البرمجة من الصف السادس ولكن بمستوى بسيط مثل، مبادئ البرمجة، وكيفية حل مشكلة معينة، ومن ثم يتطورون معهم شيئاً فشيئاً، فيدرسون الروبوتكس وبرمجة hardwear وغيرها، منوهةً أن برمجة الهواتف الذكية خارج المنهاج بناءً على المشروع الذي تود الطالبة العمل.
وعن الهدف من تعليم البرمجة أوضحت: "أن البرمجة تزيد من مستوى التفكير، وخاصة في التحدي بالمسائل التي لازم تحلها الطالبات، ونظراً لصعوبة البرمجة هناك كثير من المشاكل تظهر معهم خلال العمل، ومن الممكن أن يعيدوا العمل على التطبيق، وهذا ينمي عندهم روح متابعة الشغل والسعي إلى الابداع والتعب من أجل النجاح.
وأشارت صالحي إلى أن فكرة تطبيق "أستطيع التواصل" كانت من الطالبة، إضافة إلى عدة أفكار أخرى أرادت المشاركة بواحدة منها في مسابقة step2015، مؤكدةً أن الحلاق كانت تطرح أفكار وتضع آلية عملها، وتوصلوا إلى العمل على إنجاز تطبيق "أستطيع التواصل" لأن الفكرة مناسبة ومطلوبة، وبعد دراسة كم عدد التطبيقات الموجودة التي تستهدف فئة الصم والبكم.
التتويج بالمرتبة الثانية
شاركت الطالبة الفلسطينية في مسابقة دغناتا، بعد ترشيح المجلس الأعلى للإبداع والتميز لها، وقد مثلت فلسطين في المسابقة الى جانب 15 دولة شاركت بـ 39 مشروعا في مجالات الفيزياء، الأحياء، الكيمياء، الهندسة والطاقة، وبرمجة الحاسوب والتي تم عرضها لمدة يومين وتقييمها من قبل لجنة مختصة.
وعن شعورها لحظة التكريم قالت الحلاق أنها كنت فخورة جداً، خاصة وأنها الفلسطينية الوحيدة والعربية الثانية التي تشارك في هذه المسابقة، وقالت: "انبسطت جداً عندما تم اعلان النتائج ويكفي أننا رفعنا علم فلسطين في هذا الحفل الدولي".
وبينت أن التنافس كان عاليا بين الفرق، وسادت الروح الرياضية بين المشاريع المتنافسة، وتعرفت على مبدعين آخرين في جيلها واكتسبت خبرات جديدة، وتطمح لدراسة برمجة الكمبيوتر في المستقبل، وتنوي تطوير المشروع أكثر وأكثر وحل مشكلة الصم والبكم حتى يتفاعلوا مع المجتمع وتنكسر الحواجز بينهم وبين الناس العاديين.