قائد الطوفان قائد الطوفان

الفتى دلول.. الإبداع منحه تأشيرة دخول عالم التصميم باحترافية

الرسالة نت-عائد الحلبي

تتعدد مشاهد الإبداع والتميز داخل قطاع غزة المُحاصر، مُجمعةً على وجود كنز من الموهوبين الذين حاولت الأوضاع دفن مواهبهم في التراب، إلا أنهم قاوموا ظروفهم، وخلقوا من المُستحيل مادةً خام للإبداع، وتأهلوا لمراحل مُتقدمة في عالم التألق والنجومية.

الفتى رمزي دلول (15 عاماً) من حي الزيتون شرق غزة، أحد أوجه الإبداع الذين نسلط عليهم الضوء، نظراً لإتقانهم "التصميم الجرافيكي "باحترافية عالية على برنامج التصميم الشهير "أدوبي فوتوشوب"، فتميّز بنشر التصميمات التي نالت إعجاب مُتابعيه عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

"الرسالة نت" التقت الفتى دلول وتحدثت إليه عن مراحل حياته القصيرة، وصولاً إلى إبداعه في مجال التصميم، حتى أصبح محل احترام وتقدير من مُصممين كبار نظراً لسنه الصغير مُقارنة بإبداعه الكبير.

دلول الذي وُلِد في حي الزيتون، عاش حياته كبقية أطفال قطاع غزة في ظل حِصار مُطبق، لم يجد سبيلاً للهروب من الواقع المُر سوى خوض غمار الإنترنت، فلم يستخدمه لإضاعة الوقت فيما لا يُفيد، بل اتخذه وسيلة للتعلم والتطوّر والتميز والارتقاء، على حد وصفه.

لفت انتباه الفتى دلول بعض التصميمات الرائعة التي ينشرها بعض المصممين المُحترفين على صفحاتهم ومواقعهم، فأخذه فضوله ليبحث عن دروس يتعلم فيها التصميم، فما كان منه إلا أن دخل عالم دروس "الفوتوشوب" وبدأ يُشاهد ويُطبّق ما يتعلمه.

ومع مرور الوقت، أصبح دلول يُتقن فن التصميم بإبداع، فصمم العديد من الصور التي حملت أفكاراً مُتعددة، وفي مواضيع عدة، فصمم لمواضيع سياسية واجتماعية ودينية وغير ذلك.

مقولة "التصميم فكرة" وافق عليها دلول، وقال: "فعلاً التصميم فكرة، فإذا كنت تمتلك الأدوات اللازمة للتصميم ولا تمتلك فكرة فبالتالي لن تستطيع إنجاز أي عمل بشكل جيد، أما إذا كنت تمتلك الفكرة الجيدة، فإنك ستُتقن العمل".

وحول طموحاته المستقبلية، أكد أنه يسعى ليبدأ مشوارا جديدا في عالم التصميم خلال الإجازة من خلال الدورات، وتكثيف مشاهدة الدروس عبر الإنترنت، وإنجاز العديد من التصاميم، وإتقان برامج أخرى.

واعتبر دلول أن أي شخص بإمكانه أن يتعلم ذاتياً عبر الإنترنت، في أي موضوع يريده، وأنه لم يتلقَ حتى الآن أي دورة في مجال التصميم، لافتاً أنه يستخدم برنامج الفوتوشوب، وسيبدأ العمل في برامج أخرى قريباً.

أما عن دور مُحيطه الاجتماعي، فأشاد دلول بدور أهله وأصدقائه ومعارفه في توجيه الدعم والإسناد والنقد البناء لتصاميمه المختلفة، وكذلك بدور متابعيه عبر مواقع التواصل الاجتماعي المُختلفة التي يعتمد عليها في النشر.

وينشر دلول تصميماته المُختلفة عبر حساباته الخاصة على فيس بوك وانستجرام وتمبلر وتويتر، ولديه العديد من المُتابعين، من بينهم مُصممون مُحترفون يعتمد عليهم في تقييم أعماله.

انتفاضة القدس كان لها نصيب كبير من تصاميم الفتى دلول، فأنجز العديد من التصاميم التي دعمت عمليات الانتفاضة المُختلفة "الطعن والدعس وعمليات إطلاق النار"، حيث ساهم في دعم الانتفاضة بما يملك من روح فنية، حسب قوله.

وكعادة كُل شاب في قطاع غزة، فإن أبرز ما يواجه دلول من مشاكل تتمثل في الانقطاع المُتكرر للتيار الكهرباء، وكذلك عدم إمكانية الحصول على أجهزة حديثة تُسهل عليه عملية التصميم.

ويقول دلول: "أسعى للتغلب على هذه المعوقات، من خلال تنظيم وقتي بحيث أعمل على الحاسوب في وقت مجيء التيار الكهربائي، واستغل انقطاع الكهرباء في أمور أخرى كالمطالعة، والحمد لله أستطيع المزاوجة بين الدراسة والتصميم".

ويتمنّى الفتى دلول أن يجد الدعم المُناسب لتطوير موهبته، وأن يُشكل إضافة جديدة لعالم التصميم بالأفكار الإبداعية التي يحملها، وأن يكون رقماً ليس عادياً في هذا المجال.

البث المباشر