خريشة: دليل على عدم انتمائهم للوطن
فتح: القانون لا يمنع ازدواجية الجنسية
حماس: يحاولون التلاعب بمصالحنا وبيعنا الوطنية
الجهاد:التوطين يهدف لتصفية القضية
فايز أيوب الشيخ-الرسالة نت
بعد حرب 1976 وما نتج عنها من كوارث للشعب الفلسطيني، اضطر بعض المواطنين الفلسطينيين لاستصدار جوازات أردنية ومصرية تسهل سفرهم من الضفة الغربية وقطاع غزة إلي الخارج.
ولكن السؤال المطروح: ما الذي يضطر رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس وحاشيته من الحصول على الجنسيات الأجنبية والعربية المختلفة لهم ولأبنائهم ولأحفادهم، ولاسيما الجنسية الأردنية..!؟.
علامات استفهام
وكانت صحيفة "كل الأردن" الأردنية الإلكترونية، ذكرت أن عددًا كبيرًا من أهم المسؤولين في سلطة فتح برام الله يحتفظون بأرقام وطنية أردنية سارية المفعول حتى الآن، مشيرة إلى أن عددًا من أبنائهم حصلوا مؤخرًا على تلك الجنسية، بما فيها الأرقام الوطنية وجوازات السفر.
ورأت الصحيفة أن هذه المعلومات تثير تساؤلات جدية حول مدى التزام السلطات الأردنية بمقاومة التوطين، كما تثير تساؤلات حول العدالة في التطبيق.
عدم انتماء للوطن
بدوره، استنكر النائب المستقل الدكتور حسن خريشة، سفر مسئولي سلطة رام الله بالسفر عبر جسر الأردن بالجواز الأردني دون الجواز الفلسطيني، معتبراً ذلك بالأمر المُعيب ويدلل على عدم انتمائهم للوطن وثقتهم بالسلطة، بالإضافة إلي أنها تمثل خطوة استباقية واستعداد احتياطي منهم، لشعورهم بأنهم في أي لحظة لن يجدوا مكاناً آخر يعيشون فيه .
وذكر في حديثه لـ"الرسالة نت"، أنه ليس مخفياً على أحد أن نواباً كُثُر في المجلس التشريعي السابق ووزراء في الحكومات الماضية قاموا بتبادل ملكيتهم لأراضي وبيوت في الضفة بأخرى في الأردن.
وقال خريشة، لو أن التشريعي الحالي غير معطل ويعمل بفعالية، لأمكنه التوصية بعدم السماح لأصحاب المناصب الرفيعة بالسلطة بحمل جنسيات أخرى والالتزام بالجواز الفلسطيني فقط، فليس من المعقول أن يكون هناك رئيس وزراء أو وزيراً أو مفاوضاً باسم الفلسطينيين ويحمل جوازاً أمريكياً أو غيره..؟".
"vip" والبطاقة صفراء
وصرح خريشة، بأن معظم المسئولين في سلطة فتح مازالوا يتمتعون ببطاقات الـ"vip" و"البطاقة الصفراء" .
وحول ما إذا كانت السلطات الأردنية على إطلاع بحقيقة الأمور قال خريشة:" الأردن تمنع الفلسطينيين العاديين من تملك البيوت والعقارات ، ولكنها تجامل مسئولي فتح وتسمح لهم بتملكها ، رغم معرفتها بكافة التفاصيل.
يشار إلى أن من ضمن الأسماء التي أوردتها الصحيفة الأردنية، عباس وزوجته وثلاثة من أبنائه وعدد من أحفاده، ورئيس الوزراء الأسبق أحمد قريع وزوجته وعدد من أبنائه وأحفاده، بالإضافة إلي كل من مدير الأمن الوقائي الفلسطيني السابق وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب، ومدير عام الشرطة الفلسطينية الأسبق غازي الجبالي ورئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي.
ازدواجية الجنسية
من جهته دافع النائب عن حركة فتح محمد حجازي، عن حق قادة السلطة وحركته في الحصول على الجنسية الأردنية ، قائلاً:"حصل عليها منذ أوسلو وحتى الآن ما يزيد عن 250ألف شخص، في حين أعطيت للكثيرين من المقيمين في الضفة بعد احتلال فلسطين في عام 1948.
وذكر حجازي لـ"الرسالة نت"، أن الفلسطينيين بالضفة مُنحوا الحقوق كافة كغيرهم من الأردنيين، مؤكداً على الحق في ازدواجية الجنسية، حيث أن القانون الفلسطيني لايمنع ازدواجية الجنسية، حسب رأيه.
وقال :"نحن نحارب التوطين ولا نقبل بأي وطن بديل عن فلسطين وهذا أعلناه في كل المحافل العربية والدولية"، لافتاً أن جميع التنظيمات الفلسطينية دون استثناء نادت برفض التوطين .
وبين حجازي أنهم كثيراً ما ناقشوا في المجلس السابق حق المواطن الفلسطيني في حمل جنسيات أخرى، معللاً ذلك بأنه يأتي من باب تسيير الأحوال لقادة سلطة فتح وأبنائهم (..)فمنهم من يريد أن يدرس أبنائه في الخارج "، على حد قوله.
دليل على الخيانة
في حين اعتبر النائب عن حركة حماس بالتشريعي، الدكتور عاطف عدوان، اقدام قادة السلطة على حمل الجنسيات المختلفة، يتناقض مع الموقف المعلن للأردن وسلطة رام الله"، معتبراً تصرفهم ذلك يؤكد أنهم غير مؤتمنين على القضية والوطن .
وقال عدوان لـ"الرسالة نت"، " منحهم الجنسية يشير إلى وجود اضطراب في الرؤية السياسية لدى حكومة الأردن، وحالة من اللامبالاة التي يتمتع بها أقطاب السلطة ، وهذا يشرح بالدليل القاطع لماذا يتنازلون عن حق العودة..؟" .
وأضاف " القوانين العالمية حتى مع الدبلوماسيين لا تسمح بأن يحملوا أكثر من جنسية ، حيث لا بد أن يكونوا من أبوين و جدين ينتميان إلى نفس الجنسية حتى يضمنوا ولائهم ".
وحول ما إذا كان اقدامهم بالحصول على الجنسية الأردنية تهرباً من انفجار الواقع الظالم الذي فرضوه بالضفة، قال عدوان:"هم يجدون لهم ملجأً في داخل الكيان الصهيوني ربما أقرب لهم من اللجوء إلى الأردن".
وأوضح أن قادة السلطة تقدم للاحتلال خدمات أمنية أكثر مما تتمنى لنفسها في هذه المرحلة وفي مراحل أخرى ، قائلاً:"هؤلاء يحاولوا أن يلعبوا على مصالح شتى وساحات شتى وفي نفس الوقت يبيعوا الوطنية على المجتمع الفلسطيني".
تصدي للتوطين
من جهته، علق القيادي بحركة الجهاد الإسلامي الشيخ خضر حبيب، على الموضوع السابق بالقول :" هناك تداخل كبير خاصة في الضفة لان معظم أبنائها يحملون الجنسية الأردنية منذ العام 1967، فإذا كان الأمر يأتي في هذا السياق فاعتقد أن الأمر طبيعي، ولكن إذا كان يراد به تصفية القضية الفلسطينية وتصفية الوجود الفلسطيني فهذا الأمر يحتاج لوقفة وتصدي من قبل شعبنا، فالتوطين مشروع صهيوني أمريكي يستهدف تصفية القضية.
ومن الجدير ذكره أن المجلس التشريعي الفلسطيني صادق في نهاية الجلسة الأولى من الدورة غير العادية الرابعة بمقره في مدينة غزة منتصف الشهر الجاري على تقرير لجنة اللاجئين في الذكرى الثانية والستين لنكبة فلسطين، حيث تضمن التقرير رفض التوطين في أي بقعة من بقاع الأرض في كل الظروف والأحوال، والدعوة لمقاومة الترحيل والإبعاد داخل الوطن وخارجه بكل الوسائل.