قائد الطوفان قائد الطوفان

12 عاما على عملية "محفوظة".. المسمار الأخير في نعش مستوطنات غزة

صور من العملية
صور من العملية

غزة– الرسالة نت

"حاجز أبو هولي" الملقب بموقع (محفوظة) العسكري، الواقع شمال مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، اسم يعرفه سكان القطاع جيداً قبل اندحار الاحتلال عن قطاع غزة، إذ ارتبط ذكره بمعاناة لا متناهية لمئات الآلاف من الغزيين الذين قهرهم الاحتلال وأذاقهم الويلات على بواباته.

الموقع العسكري أقامته قوات الاحتلال في منطقة إستراتيجية مكنتها من فصل جنوب قطاع غزة عن شماله ووسطه فصلاً تاماً، ما جعله "بوابة سوداء" يرغم أهالي القطاع على المرور عبرها يومياً.

ومع تصاعد معاناة المواطنين على هذا الحاجز كان لا بد لكتائب الشهيد عز الدين القسام أن تلقن الاحتلال درساً قاسياً يلجمه عن الاعتداء على المواطنين الفلسطينيين والتلذذ بعذاباتهم، ليكون مسماراً يُدق في نعش المغتصبات الإسرائيلية الرابضة على أرض قطاع غزة.

نفق مفخخ

أوكلت قيادة كتائب القسام مهمة تدمير الموقع إلى وحدة مكافحة الإرهاب القسامية، ونظراً للحصانة الكبيرة التي كان يتمتع بها الموقع العسكري كان لا بد للوحدة من بذل مزيد من الوقت في التفكير بوسيلة نوعية تمكنها من تدمير الموقع الكامل وتمريغ أنف قادة الاحتلال وجنوده في التراب.

وبعد دراسة جغرافية المنطقة التي يقع فيها الموقع العسكري الذي يستخدمه الاحتلال مهجعاً لمبيت الجنود، اهتدت الوحدة القسامية إلى حفر نفق بطول 495 متراً من منطقة آمنة، حتى الوصول إلى أسفل الموقع ومن ثم تفخيخه ونسفه.

أمضى المجاهدون آلاف الساعات من العمل المضني والشاق المحفوف بالمخاطر والصعاب تحت الأرض في أجواء شديدة السرية نظراً لانتشار العملاء وقرب موقع حفر النفق من الموقع العسكري الإسرائيلي.

وبعد جهد طويل تمكن المجاهدون بفضل الله من الوصول إلى أسفل الموقع العسكري، وقامت الوحدة بتفريع النفق إلى ثلاثة أفرع (شرق ووسط وغرب) الموقع، وزرعت العبوات الناسفة التي بلغ وزنها طنين اثنين من المتفجرات في الأفرع الثلاثة.

لحظة التنفيذ

في الـسابع والعشرين من يونيو/ حزيران من عام 2004م، وفي تمام الساعة 9:43 من مساء يوم الأحد، دمر مجاهدو القسام الموقع العسكري بالكامل على رؤوس الجنود الصهاينة المتواجدين بداخله، وسمعت أصداء الانفجارات القسامية مع مناطق بعيدة جداً من موقع العملية.

وفور وصل التعزيزات العسكرية وطواقم الإسعاف إلى موقع العملية شرع مجاهدو القسام بإمطارهم بوابل كثيف من الصواريخ وقذائف الهاون من عدة محاور، لإيقاع المزيد من القتلى في صفوف العدو وعرقلة عملية إخلاء وإنقاذ القتلى والجرحى.

في تلك الليلة، صرّحت مصادر عسكرية إسرائيلية أن عدد الجنود القتلى في العملية بلغ سبعة جنود وثلاثين جريحاً، قبل أن تصدر الرقابة العسكرية قراراً بحظر النشر والتكتم على الخسائر الحقيقة وأعداد القتلى الجنود لمنع إحراج قادة الاحتلال وتحطم معنويات جنودهم المدمرة.

تسريع الاندحار

ويستذكر أحد الضباط الإسرائيليين الذين نجوا من العملية تفاصيلها بعد مرور عدد من سنوات على تنفيذها، قائلاً: "إنها كادت تتسبب بكارثة حقيقية فقد كان من المفترض أن يجلس 53 جندياً داخل القاعة التي استهدفها النفق المفخخ لمشاهدة مباراة كرة قدم قبل أن يمنعهم ضابط الموقع من ذلك".

وشكلت عملية تدمير موقع أبو هولي العسكري (محفوظة) عبر نفق مفخخ، نقلة نوعية في أسلوب عمليات كتائب القسام آن ذاك، وفتحت الباب أمام العديد من العمليات النوعية المماثلة التي نفذتها كتائب القسام عبر الأنفاق المفخخة.

واتسعت ارتدادات الانفجار الذي أحدثته عملية محفوظة، ليسرع بقرار الاحتلال الاندحار عن قطاع غزة، فلم يمضِ على العملية أقل من عامين حتى تطهرت غزة من دنس المغتصبين، وأعلنت محررة من الاحتلال على طريق تحرير فلسطين كل فلسطين.

الموقع الإلكتروني لحركة حماس

البث المباشر