العفيفي تروي للرسالة سر تفوقها بمعدل 99.2%

العفيفي تروي للرسالة سر تفوقها بمعدل 99.2%
العفيفي تروي للرسالة سر تفوقها بمعدل 99.2%

غزة– مها شهوان

علت أصوات الزغاريد في بيت الطالبة نهى العفيفي الحاصلة على معدل 99.2% بالقسم العلمي، محققة بذلك حلمها الذي راودها طيلة شهور دراستها ضمن مرحلة الثانوية العامة، إذ لطالما رسمت بمخيلتها مشهد تقاطر ممثلي وسائل الإعلام إلى منزل أسرتها لالتقاط الصور لها ونشرها للعالم لترفع رأس بلدها وعائلتها عالياً.

"نهى العفيفي من أوائل فلسطين" تلك العبارة كتبتها على ورقة صغيرة ووضعتها أمام مكتبها طيلة السنة الأخيرة من المرحلة المدرسية، فكانت "نهى" تتحدى نفسها والظروف المحيطة لتكون ضمن الأوائل حتى تحقق لها ما أرادت، وكانت الأولى على مدرستها أحمد شوقي والخامسة على مستوى قطاع غزة.

وأعلنت وزارة التربية والتعليم عن نتائج الثانوية العامة لعام 2016، صباح يوم الإثنين، وقال صبري صيدم وزير التربية والتعليم العالي إن أعداد الناجحين في الثانوية العامة بلغت 50284 طالبا، بنسبة 64.66%.

وتروي نهى لمراسلة "الرسالة نت" تجربتها في الثانوية العامة قائلة:" لم أضغط نفسي كثيراً، رغم أن كل من يلتقي بي كانوا يسمعونني "سننتظر اسمك مع أوائل الطلبة".

وتابعت وهي تحتضن والدتها "منذ بداية العام الدراسي أخبرتني أمي أنها تريد سماع اسمي ضمن الأوائل (..) كلما شعرت أنني سأقصر اتراجع وأذاكر للوصول إلى هدفي".

وواجهت العفيفي، صعوبة في مادتي الأحياء واللغة العربية كبقية الطلبة، إلا أنها حصدت معدلها كما توقعت. ورغم حصولها على معدل عالي يؤهلها لدراسة الطب أو الهندسة، إلا أنها ترغب بالالتحاق بقسم اللغة الانجليزية لترسل للعالم رسائل عدة عن أوضاع الشعب الفلسطيني وانتهاكات الاحتلال ضده خاصة الأطفال.

ولم تكن وحدها العفيفي من حصدت هذا المعدل العالي داخل عائلتها، فقد سبقها اثنين من أشقائها أنهوا دراستهم الجامعية وتوجهوا إلى أمريكا لإكمال دراستهم العليا في تخصصاتهم المختلفة.

اتصال هاتفي قطع حديثنا معها للحظات، فقد كانت صديقتها المقربة تخبرها بدرجتها القريبة منها، وعن ذلك تقول: "جميع صديقاتي حصدن درجات ما بين 97 و99%، لذلك فرحتنا كاملة كوننا سندرس التخصص الذي نرغبه، ولم نخيب آمال ذوينا ومدرساتنا".

وحول انقطاع التيار الكهربائي وتأثيره عليها أثناء فترة الدراسة، أوضحت أن ذويها اشتروا لها خصيصاً بطارية لغرفتها كي لا تتأثر عند انقطاعه، لذلك كانت مع كل شيء تقدمه لها عائلتها تصر على التفوق كي لا تخيب ظنونهم.

تفوق العفيفي، لم يقتصر داخل مدرستها، فقد عملت مساعدة معلمة للغة الانجليزية في أحد المراكز المتخصصة قبل التحاقها بالثانوية العامة، وذلك لتفوقها في تلك المادة.

وعن أصعب اللحظات التي مرت عليها، قالت والبسمة تكسو وجهها:" أمس كان الأصعب، فلم أخلد للنوم إلا قبل إعلان النتيجة بساعتين (..) كان الوقت بطيئا حاولت أن اشغل نفسي بأي شيء واتحدث مع شقيقتي وأشقائي في الخارج لكن الوقت كما هو".

وأضافت: "وصلت النتيجة عبر هاتف والدي المحمول، وبمجرد أن أخبرني أخذت نفساً عميقاً وشعرت براحة وفرحة كبيرة لا يمكن وصفها أبداً".

وطيلة حديث العفيفي، كانت والدتها تتابع حديثها مبتسمة وفخورة في ذات الوقت بما حققته ابنتها من انجاز، فقد ذكرت أن جميع أفراد العائلة دعموا "نهى" وشجعوها، ولم يضغطوا عليها أبداً، مبينة أن الفرحة التي أدخلتها ابنتهم آخر العنقود إلى بيتهم لا تضاهيها أي فرحة.

 

البث المباشر