الشهيد أنور السلايمة عريسٌ زُفّ مرتين !

الشهيد أنور السلايمة
الشهيد أنور السلايمة

الرسالة نت-عبد الرحمن الخالدي

أتمّ الشاب أنور السلايمة قبل حوالي شهرين مراسم زفافه، لكن الاحتلال لم يرق له أن يراه يعيش حياة طبيعية، فباغته برصاص الحقد مردياً إياه شهيداً بعد إعدامه بدمٍ بارد، منهياً بذلك حياته في الدنيا لتصعد روحه الطاهرة إلى العلياء.

طلقات عدة وجهها جنود الاحتلال إلى سيارة كان يستقلها العريس أنور فلاح السلايمة (22 عاماً) على طريق بلدة الرام شمالي القدس المحتلة فجر الأربعاء الأخير، كانت كفيلة بأن تتسبب باستشهاده وإصابة رفيقه فارس الرشق بعيار ناري في رأسه، بينما اعتقل الجنود الشاب حمودة نصار، والذي يعدّ الشاهد الحي على جريمة الإعدام.

جنود الاحتلال كعادتهم، زعموا أن السيارة التي قادها الشهيد السلايمة كانت تنوي تنفيذ عملية دهس لعدد من الجنود الذين توجهوا لمداهمة ورشة للحدادة في بلدة الرام، ما دفعهم إلى إطلاق النار عليها وارتكاب جريمتهم.

عائلة الشهيد السلايمة، والتي تقطن في ضاحية البريد المتاخم لبلدة الرام والمطل على موقع الجريمة، سارعت إلى نفي ما أعلنه الاحتلال، مؤكدة أن نجلها "أنور" كان عائدا إلى المنزل فجرا بعد إنهائه عمله في صالةٍ للأفراح في المنطقة الصناعية "الإسرائيلية" (تلبيوت) جنوب القدس، ليتفاجأ حينها بالجنود الذين استقبلوه ورفاقه بالرصاص.

وتأكيداً على كذب مزاعم الاحتلال، أكد فلاح السلايمة –والد الشهيد- أن الجنود أطلقوا النار على سيارة نجله بعدما أوقفوها بشكلٍ كامل، مشددا على أن "أنور" لم يكن ينوي تنفيذ أي عمليات دهس للجنود الإسرائيليين.

وتساءل الوالد: "هل يمكن أن ينفذ عملية الدهس شبان ثلاثة يستقلون مركبة واحدة؟، لقد قتلوا ابني بدم بارد وكان بإمكانهم اعتقاله".

في بيت والد الشهيد، احتشد المئات من أهالي البلدة وأقرباء الشهيد، بينما ظلت العائلة ترتقب وصول أنباء عن تسلم جثمان نجلها الذي احتجزه جنود الاحتلال، وظل حتى اللحظة في قبضة الاحتلال، فيما اندفع أبناء من عائلة المصاب فارس الرشق إلى مستشفى هداسا عين كارم في القدس المحتلة للاطمئنان على صحة مصابهم.

ولم يكتفِ الجنود بذلك فحسب، بل تعمدوا منع سيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر رغم وصولهم إلى مكان الجريمة، من الوصول إلى المصابين أو محاولة إنقاذهم، بل اعتقلت الشاب المصاب الرشق، والشاب حمودة نصار.

في ذات الوقت، زعمت قوات الاحتلال أن الورشة التي داهمها الجنود في بلدة الرام كانت تُستخدم لتصنيع السلاح، مشيرة إلى أنه لم يُصب أحد من الجنود خلال عملية الدهم وإطلاق النار على السيارة.

بعد يومين من تنفيذ الجريمة، أعلنت هيئة شؤون الأسرى أن مخابرات الاحتلال الإسرائيلي قررت تشريح جثمان الشهيد أنور السلايمة بعد موافقة عائلته على ذلك، بشرط وجود طبيب فلسطيني، خاصة بعد أن كشفت الصور إصابة الشهيد بـ 3 رصاصات في منطقة الظهر.

ولم يحدد الاحتلال موعد تسليم جثمان الشهيد السلايمة، كما أن قاضي محكمة الصلح مدد توقيف الشابين الرشق ونصار، واللذين اعتقلا رغم إصابتهما بتهمة "المشاركة في محاولة تنفيذ عملية دهس" لقوات الاحتلال في بلدة الرام.

وكان الأسيران المصابان الرشق ونصار قد نفيا التهم الموجهة لهما وللشهيد سلايمة، مؤكدين أنهم كانوا في طريقهم للعودة إلى منازلهم.

وضمن جرائم الاحتلال أيضاً في ذات اليوم، فقد اعتقلت قوات الاحتلال فتىً في شمال غرب مدينة رام الله بذريعة حيازته سكينا بعدما اقترب من السياج الشائك لإحدى المستوطنات، قبل أن تحوله إلى  التحقيق.

وتشهد الأراضي الفلسطينية، منذ مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، انتفاضة فلسطينية سُميت بـ"انتفاضة القدس"، استشهد خلالها حتى اليوم أكثر من 266 شهيدا فلسطينيا، بينهم 44 طفلا، و24 شهيدة من النساء.

البث المباشر