أسامة رجب.. الرياضي المجاهد زُفّ مرتين

الشهيد أسامة رجب صاحب القميص رقم 11
الشهيد أسامة رجب صاحب القميص رقم 11

الرسالة نت - عبد الرحمن طافش

في يوم الأربعاء الموافق الثالث والعشرين من يوليو الماضي، كانت الحركة الرياضية على موعد مع ارتقاء أحد نجومها شهيدا في سبيل الله.

ودّعت الحركة يومها عامة وأسرة كرة الطائرة خاصة الشهيد الرياضي أسامة بهجت رجب, لاعب الفريق الأول لكرة الطائرة بنادي بيت لاهيا.

أسامة ذلك الشاب الخلوق, صاحب الوجه المشرق, كان ضمن شهداء الحركة الرياضية الذين طالتهم آلة الحرب (الإسرائيلية), والتي تعمدت خلال العدوان استهداف المنظومة الرياضية على اختلاف مكوناتها.

فعائلة رجب قدّمت خيرة أبنائها فداء للدين والوطن, فاليوم الذي زُف فيه أسامة شهيدا, كانت العائلة تتحضر بعدها بساعات لتزف شقيقه الأصغر وسام, والذي سلك طريق العز والشهادة غلى غرار أسامة.

الرياضي المجاهد

وفي حديثه لـ"الرسالة نت" يقول عطا الكسيح مدرب فريق كرة الطائرة بنادي بيت لاهيا, إن الشهيد كان مثالا للاعب المجتهد, ويحرص على الالتزام بتدريباته وتقديم أفضل المستويات, خاصة أن الفريق واجهته صعوبات كثيرة في بطولة الدوري الموسم المنصرم, بعدما قاتل لأجل عودته إلى وضعه الطبيعي في دوري الدرجة الممتازة.

ويضيف الكسيح بأن جهاد الشهيد أسامة لم يؤثر على مستواه الرياضي, فاستطاع أن يوفق بين الأمرين, وهذا دليل على قوة الشخصية التي كان يتمتع به الشهيد.

حكاية تضحية وصمود

خالد رجب كابتن الفريق وعم الشهيد بدوره, عبّر عن حزنه الشديد لفقدان أسامة وشقيقه وسام, قائلا: "نبأ استشهاده كان صعبا على العائلة, فقدنا أفضل شبابنا, ثم بعده تلقينا خبرا صاعقا آخر باستشهاد شقيقه (..), كان الأمر مفجعا جدا".

يضيف عمه خالد أن أسامة كان هادئ الطبع, قليل الكلام, كثير الحياء, لكنه رغم هذه الصفات إلا أنه كان أسدا في الميدان, فكانت بيت لاهيا شاهدة على بطولاته وجهاده, حيث شارك الشهيد في الدفاع عنها خلال معظم التوغلات (الإسرائيلية) التي شهدتها البلدة.

عريس زف من جديد

الشهيد أسامة زُف مرتين في بضعة أشهر, فقد تزوج رحمه الله قبل بضعة أشهر من استشهاده, لينال الحظ الوافر ويختتم حياته بخير تكريم.

صورة استشهاد أسامة لن ينساها أهل شمال غزة, حيث ارتقى رحمه الله ناطقا بالشهادة, وكان أصبع السبابة شاهدا على ذلك, إذ أن الصواريخ (الإسرائيلية) دفنت جثمانه الطاهر تحت التراب, لكنها لم تكن قادرة على دفن يده اليمنى.

آلة الحرب (الإسرائيلية) لم تكتفِ بقتل أسامة وشقيقه وسام, بل دمّرت بعدها بيتهما, لتبرهن بهذا الفعل على إجرامها المستمر بحق الشعب الفلسطيني بشكل عام والأسرة الرياضية بشكل خاص.

البث المباشر