تحرك أميركي لتهدئة تركيا

واشنطن – الرسالة نت

تحركت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس لرأب الصدع الذي أحدثه انتقاد قادة الأتراك علنا لواشنطن وتل أبيب إثر الهجوم الإسرائيلي الدموي على أسطول المساعدات المتجه إلى غزة، وأيدت واشنطن إجراء "تحقيق محايد وشفاف" في الملابسات المحيطة بالهجوم، وبالبحث عن طرق أفضل لتوفير المعونة الإنسانية لأهل غزة "دون تقويض أمن إسرائيل".

 

وقالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون التقت نظيرها التركي أحمد داود أوغلو لأكثر من ساعتين بواشنطن، في حين تحدث أوباما إلى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بعد أن انتقد المسؤولان التركيان علنا الولايات المتحدة وإسرائيل.

 

وبنبرة شديدة عكست طبيعة حدة الخطاب التركي -حسب تعبير الصحيفة- قال داود أوغلو قبل اجتماعه بكلينتون إن "هذا الهجوم، نفسيا، بالنسبة لتركيا مثل هجوم 9/11" بالنسبة للولايات المتحدة.

 

وأضاف "نحن نتوقع من الولايات المتحدة أن تظهر تضامنا معنا.. وأنا لست سعيدا بالتصريحات التي صدرت عن الولايات المتحدة أمس".

 "

رجب طيب أردوغان

ورغم ما بين تركيا وإسرائيل من علاقات حميمة فإن ذلك لم يمنع أردوغان من القول أمام البرلمان بأن "لا شيء سيكون على حاله في العلاقات بين البلدين. وهذا التصرف من جانب إسرائيل يجب أن تعاقب عليه بلا ريب وبالتأكيد".ورأت واشنطن بوست أن تركيا التي تقف على مفترق الطرق بين الشرق الأوسط وأوربا، حليف مهم لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ولها ثقل مركزي في تواصل إدارة أوباما مع العالم الإسلامي.

 

لكن يبدو للصحيفة أن الإدارة لها نفوذ أقل على الحكومة الحالية التي خطت طريقها الدبلوماسي الخاص مع إيران، وشجعت الأسطول على تحدي الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة.

 

وقال بيان للبيت الأبيض إن أوباما أبلغ أردوغان بأن الولايات المتحدة أيدت "تحقيقا محايدا وشفافا للملابسات المحيطة بهذه المأساة، وأن الإدارة ستبحث عن طرق أفضل لتوفير المعونة الإنسانية لأهل غزة دون تقويض أمن إسرائيل".

 

ولحل أزمة العلاقات بين أنقرة وتل أبيب، قال داود أوغلو إن على إسرائيل أن تقدم اعتذارا "واضحا ورسميا" وتقبل تحقيقا مستقلا وتطلق سراح كل الركاب فورا وتعيد جثامين كل الشهداء وترفع ما أسماه "حصار غزة".

 

وأضاف أن هذه المطالب إذا لم تلب فورا فإن تركيا ستطالب باتخاذ إجراء من قبل مجلس الأمن.

 

واستطرد داود أوغلو أن الإسرائيليين يعتقدون أنهم فوق كل قانون "لكن تركيا ستحاسبهم" وكذلك المجتمع الدولي. وشبه أعمال الحكومة الإسرائيلية بأعمال القرصنة التي تحدث في الصومال، وسخر من المزاعم الإسرائيلية بوجود علاقات بين أسطول المساعدات والقاعدة.

البث المباشر