قائد الطوفان قائد الطوفان

​بعد إغلاق اليسار والجهاد باب القوائم المشتركة

خمسة أسباب تدفع فتح وحماس الى اللجوء للكفاءات

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

الرسالة -شيماء مرزوق

أغلقت كل من فصائل اليسار الفلسطيني وحركة الجهاد الإسلامي الباب امام حركتي فتح وحماس كبرى الفصائل الفلسطينية، فقد كانت تطمح الحركتان في تشكيل قوائمهما الانتخابية بمشاركة باقي الفصائل لتلاشي غضب الشارع الفلسطيني نتيجة حالة الانقسام وعجز الفصائل عن إتمام المصالحة الوطنية وتحديداً حركتي فتح وحماس.

وتحاول فصائل اليسار استغلال حالة الغضب الشعبي من الانقسام الفلسطيني والظهور كطرف ثالث بعيد عن حركتي فتح وحماس، كما تتجنب أن تظهر وكأنها محسوبة او مقربة من احدى الحركتين، وهذا ما يفسر رفضها الدخول في قوائم مشتركة مع أي منهما وتحديداً حركة فتح رغم انها شريكتها في منظمة التحرير.

وبإعلان فصائل اليسار الفلسطيني تشكيل قائمة موحدة وقرار حركة الجهاد النهائي بعدم المشاركة في الانتخابات، تجد حركتا فتح وحماس نفسيهما أمام خيار دعم الكفاءات، خاصة ان الحركتين اعلنتا مسبقاً أنهما لن ترشحا شخصيات حزبية وتنظيمية وازنة وستخوض الانتخابات بمرشحين مستقلين او حزبيين من الصف الثاني والثالث.

عضو الهيئة القيادية العليا لحركة فتح في المحافظات الجنوبية عبد الله أبو سمهدانة، أكد ان الحركة ستدخل الانتخابات بقوائم مستقلة خاصة بها.

في حين أعلن سامي أبو زهري، المتحدث الرسمي باسم حركة حماس في وقت سابق، عن مشاركة حركته في الانتخابات ذاتها بـ"قوائم كفاءات".

اتجاه الحركتين لدعم الكفاءات وتشكيل قوائم بعيداً عن الحزبية جرى تفسيره على أنه نتيجة طبيعية لحالة الانقسام وعجز الحركتين عن تحقيق تقدم في ملف المصالحة والتي انعكست بشكل كبير على الأزمات الموجودة في الساحة الفلسطينية وتحديداً في قطاع غزة الذي يعاني من أزمات كبيرة نتيجة الحصار المفروض عليها منذ عشر سنوات.

وهناك أسباب خاصة تدفع كلا من الحركتين لدعم الكفاءات في الانتخابات المحلية والبعد عن القوائم الحزبية التي من المفترض ان تبدأ بتقديم أوراق الترشح غداً الثلاثاء.

وفيما يتعلق بحركة حماس فإن أسبابها تتلخص فيما يلي: أولاً: رغم قدرة حماس على تشكيل قوائم حزبية وازنة وحدها الا ان قرارها هو دعم الكفاءات لأنها تدرك أن الازمات الاقتصادية التي يعاني منها قطاع غزة جراء الحصار تضغط على المواطن الفلسطيني.

ثانياً: رغبة حركة حماس في التجديد وضخ روح جديدة في الحالة الفلسطينية خاصة ان الانتخابات خدماتية ولا تتطلب وجوها سياسية وازنة.

ثالثاً: دعم الكفاءات يساهم في التخفيف من الحصار المفروض على البلديات والتي كانت تعاني طوال السنوات العشر من رفض الدول المانحة التعامل معها بحجة انها تتبع حماس ووجود المستقلين سينهي هذه الحالة إلى حد كبير.

رابعاً: فيما يتعلق بالضفة الغربية فان قيادات الحركة من الصف الأول والثاني وحتى الثالث تقبع في سجون الاحتلال والسلطة الفلسطينية لذا فهي تبحث عن الكفاءات والمستقلين او حتى الوجوه الحزبية غير المعروفة.

خامساً: لا ترغب حماس في ترشيح كوادرها خشية استهدافهم بالملاحقة والاعتقال من الاحتلال والسلطة معاً.

وفيما يتعلق بحركة فتح فإن الأسباب التي تدفعها لدعم المستقلين:

أولاً: فقدان ثقة الشارع الفلسطيني بالحركة خاصة في الضفة الغربية التي تعاني من الاحتلال والحواجز والاعتقالات التي تجري في ظل التنسيق الأمني ما جعل المواطن يرى في الحركة والسلطة شريكا للاحتلال.

ثانياً: حالة الانقسام الكبيرة التي تعانيها الحركة والتي تجعل مهمة تشكيل قوائم فتحاوية موحدة يقبل بها الجميع شبه مستحيلة.

ثالثاً: تخشى فتح أن خوض الانتخابات بوجوه فتحاوية حزبية سيثير نفور الجمهور الفلسطيني منها خاصة في الضفة الغربية التي يعاني فيها المواطنون من الفساد والفلتان الذي يقوده عناصر وكوادر من الحركة.

رابعاً: انقسام الحركة إلى تيارات متعددة والصراع فيما بينها يهدد بضياع الأصوات الفتحاوية بين القوائم المختلفة، خاصة أن الصراعات وصلت الى مرحلة معقدة بلغت حد إطلاق النار فيما بينها.

خامساً: رغبة فتح في الخروج من المأزق السياسي الراهن خاصة ان خسارتها الانتخابات أمام حماس وتحديدا في الضفة الغربية سيشكل صفعة قوية لها ولوجودها هناك وتسمح لحماس بمساحة من العمل في ساحة الضفة، والتي شنت فيها السلطة وفتح حرب اقصاء ضد حركة حماس وكل فصائل المقاومة.

في المقابل هناك إشكالية ستواجه الحركتين تتعلق بلجوء عدد كبير من المستقلين لتشكيل قوائم مستقلة وقد بدأت هذه القوائم بالإعلان عن نفسها كما جرى مع قائمة "نداء غزة" والتي ترشحت لبلدية غزة وتضم عددا من الأكاديميين في جامعات القطاع عدا عن آخرين من الفنيين.

البث المباشر