"كازينو أريحا" يشعل خلاف عباس دحلان مجدداً

صورة
صورة

الرسالة نت-خاص

اشتعل فتيل الخلاف بين رئيس السلطة محمود عباس وغريمه السياسي محمد دحلان مجدداً، وذلك إثر نشر وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" التابعة للسلطة خبراً عن حكم قضائي من هيئة سويسرية يتعلق بما يعرف "قضية كازينو أريحا". 

وكانت وكالة "وفا" نشرت أمس الاثنين، خبراً عن نص قرار الحكم الصادر لصالح دولة فلسطين في قضية "كازينو أريحا" من هيئة التحكيم السويسرية، التي رفعها على (صندوق الاستثمار) كل من خالد سلام، ومحمد دحلان، وحسن عصفور، ووليد النجاب، ومارتن شلاف، وعمري شارون.
1.PNG

وينص قرار هيئة التحكيم على رد دعوى الجهة المدعية بالكامل، كما يلزمها بالنسبة لمصاريف التحكيم والبالغة 2.057.799.69 فرنك سويسري، بتعويض الجهة المدعى عليها الأولى عن حصتها في الدفعة المقدمة من المصاريف والبالغة 202.726.40 فرنك سويسري، وكذلك إلزام الجهة المدعية بتعويض الجهة المدعى عليها الثانية عن حصتها في الدفعة المقدمة من المصاريف والبالغة 93.244.143 فرنك سويسري.

وأيضاً ينص القرار على إلزام الجهة المدعية بتعويض الجهة المدعى عليها الأولى عن المصاريف القانونية والتكاليف الأخرى بمبلغ 717.260.87 فرنك سويسري، وإلزام الجهة المدعية بتعويض الجهة المدعى عليها الثانية عن المصاريف القانونية والتكاليف الأخرى بمبلغ 1.662.341.12 فرنك سويسري، إضافة إلى رد جميع الادعاءات الأخرى المقدمة من أي من الأطراف.

وكانت شركة "كاب هولدنج" التي تدير مشروع "كازينو أريحا"، أقامت دعوة أمام غرفة التحكيم السويسرية مطالبة الجانب الفلسطيني بتعويضات مالية تصل لحوالي 1.5 مليار دولار أميركي عن إغلاق الكازينو، ومطالبة فلسطين باستردادات ضريبية تزيد عن 35 مليون دولار أميركي، بالإضافة إلى الفوائد.

وأغضب نشر وكالة "وفا" التابعة لرئيس السلطة محمود عباس نص قرار المحكمة، القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان، ووسائله الإعلامية والكتاب المقربين منه، فشنوا حملة ضد الوكالة فضحوا خلالها ملفات فساد مؤسسات الإعلام التابعة لعباس.   

ورد حسن عصفور القيادي المقرب من دحلان، على ما نشرته وكالة "وفا"، قائلاً:" دون الخوض فيما هو القرار وما صدقه من عدمه، وهل ربحت أم لم تربح فتلك مسألة لا تعنيني أبداً، ولكن الفضيحة الكبرى لهذه الوكالة ومن يقف خلفها، هو أن تزج باسمي في مسألة مثيرة للسخرية، وليتها دققت فيما نشرت".

9

وأضاف عصفور في مقال نشره على موقع أمد تحت عنوان "من حسن عصفور إلى وكالة "وفا" ومن يقف خلفها: السقوط الكبير..!": " يبدو أن من بات يحرك وكالة وفا عقدة نفسية أو شخصية أسمها حسن عصفور، وهنا اتحدى هذه الوكالة ومسؤوليها كل بصفته أن تنشر القرار باللغة الانجليزية صورة ضوئية كما صدر".

وتابع:" كم هو معيب أن تصل درجة الانحطاط إلى هذا المستوى"، وأكمل قائلاً:" لن أقول أنني سأذهب إلى القضاء لرفع دعوى تشهير على هذه الوكالة التي باتت وكالة خاصة، لكن سأبقى بقلمي متحديا لكل متطاول مهما كانت صفته وشخصه.. حتى الكذب لم تعودوا تتقنوه".

وعلى ما يبدو أن وكالة "وفا" التابعة لرئيس السلطة "فتحت على حالها باب جهنهم" حيث بدأت منصات الإعلام التابعة للقيادي المفصول محمد دحلان بمهاجمتها، وتسليط الضوء على ملفات الفساد داخلها. 

وفي هذا السياق، نشر موقع الكوفية برس المقرب من دحلان تقريراً بعنوان "ليلة سقوط وفا"، وتصدره صورة لعباس بجانب أحمد عساف، حيث شن فيه هجوماً لاذعاً على الأخير واتهمه بأنه لا يجيد العمل الصحفي بقدر ما يجيد لعق أحذية الحاكم والتملق والتحيال على القانون لخدمة أحقاد رئيس بلغ من العمر أرذله.


1111111111

وقال التقرير الذي نشر على موقع الكوفية: "فصل جديد من فصول الكذب والنفاق والضحك على عقول شعبنا الذي لطالما فطن مبكرًا لكل المؤامرات التي تحاك ضده، ساقت (وفا) التي يقودها شخص كل مؤهلاته أنه يمتلك لسانًا يجيد لعق حذاء الحاكم حين تسنح له الفرصة، اتهامات وأكاذيب، تهدف لتشويه صورة شخصيات عامة معروفة للجميع بتاريخها النضالي".

وأضاف التقرير:" ما نشرته الوكالة الرسمية يؤكد مما لا يدع مجالًا للشك أن عباس يطوع المؤسسات لتصفية خصومه، حيث جاء ضمن الفبركات والأكاذيب التي نشرت، اسم النائب في التشريعي دحلان، ويكشف عن مدى عبث رئيس السلطة ومن حوله بالقضاء، حيث لا يكلون أو يملون من تشويه صورة الرجل الذي لطالما قابل هذه الهواجس والأحقاد الشخصية بثقة غير قابلة للخذلان كونه اعتاد على ذلك الأمر".

وأوضح التقرير أن الفبركات التي نشرتها الوكالة، يترأسها المدعو أحمد عساف، الذي عينه رئيس السلطة عباس، مطلع شهر كانون الثاني الماضي، مشرفًا عامًا لهيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية ورئيسًا لوفا، ومديرًا لفضائية عودة، وإذاعة موطني، والناطق الإعلامي باسم حركة فتح، وهو الأمر الذي يؤكد أن عباس يطوع المؤسسات لتصفية حساباته مع معارضيه.

وذكر أن المدعو عساف يحمل كل هذه الوظائف والمسميات رغم أنه لم يعمل في حياته بمجال الإعلام ولم يحرر خبرًا أو يكتب مقالًا ولم يدرس الإعلام.


111يي1111111

وفي مقال أخر لحسن عصفور المحسوب على دحلان، قال في تنويه على رأس موقع أمد، :"يرتجف أحدهم ويتصبب عرقا كلما حضر أسم الخالد ياسر عرفات.. صحيح متى آخر مرة ورد اسم أبو عمار على لسان "المهلوع العام" الذي يتنكد لو فاته سماع مطربه اليهودي صباحا!"، في إشارة لعباس.

وبدأ موقع أمد المقرب من القيادي دحلان بشن هجوم على عباس من خلال تسليط الضوء على نشر أخبار تتعلق بفساد مؤسسة الرئاسة والأجهزة الأمنية، إضافة إلى نشر دعوة الجبهة الديموقراطية للسلطة وحكومتها بوقف التلاعب بالوظائف الكبرى، إلى جانب نشر عنوان رئيسي تقول فيه زكارنة يشن هجوماً لاذعاً ضد الحكومة ويعتبرها "حكومة الصدفة".

وتبدو الحرب الإعلامية بين الطرفين آخذة بالتصاعد، وربما تشهد الساعات القادمة تصريحات ومقالات أخرى تكشف ملفات فساد داخل مؤسسة الرئاسة أو قضايا تتعلق بالقيادي المفصول دحلان ومعاونيه.

وبحسب مراقبين، فإن الخلافات الفتحاوية الداخلية تضع الفلسطينيين على المحك، "فكيف لهذه الحركة أن تخوض الانتخابات البلدية وهي منقسمة ؟!".

البث المباشر