مع قرب دخولها عامها الثاني

تقديرات أمنية:تبدد آمال حكومة الاحتلال بانكفاء الانتفاضة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

غزة-الرسالة نت

خابت آمال حكومة الاحتلال الإسرائيلي بانكفاء انتفاضة القدس مع مرور الوقت، لاسيما مع اقترابها من عبور عامها الثاني مطلع أكتوبر المقبل، وذلك على وقع عمليات فدائية بددت تقديرات أجهزتها الأمنية والعسكرية، ما يعني أن الاحتلال يعود إلى نقطة الصفر بعدما اعتقد أنه أجهز على الانتفاضة، وسيكون مجبراً على البحث عن وسائل جديدة لإنهاء موجة العمليات بعدما فشلت كل إجراءاته التي اتخذها على مدار عام كامل في إنهاء العمليات وإعادة الأمن للإسرائيليين.

وبددت موجة جديدة ومفاجئة من عمليات الطعن أمنيات الاحتلال بالاحتفال برأس السنة بنهاية انتفاضة السكاكين، فتسع عمليات طعن خلال أقل من أسبوع كانت حصيلتها إصابة خمسة من قوات الاحتلال، واستشهاد ستة شبان واصابة ثلاثة بإصابات بالغة، أعادت مدن الضفة الغربية إلى أوج انتفاضة القدس التي تراوحت موجاتها بين المد والجزر، وأعادت الاحتلال إلى حالة الاستنفار والطوارئ التي كان قد عاشها في بداية أحداث الانتفاضة.

وتشير التقديرات الاستخبارية "الإسرائيلية" إلى أن الأسابيع المقبلة ستشهد المزيد من العمليات ضد قوات الاحتلال في الضفة المحتلة والقدس، وأن موجة العمليات القادمة لن يكون بالإمكان صدها بالوسائل التي استخدمت في السابق.

وفي هذا السياق، قال الجنرال في جيش الاحتياط الإسرائيلي، إيتان دنغوط: "إن انخفاض عدد العمليات في الضفة الغربية والقدس لا يعني أنها على وشك الانتهاء"، واعتبر أن العمليات التي ينفذها الفلسطينيون "لن تنتهي أبدًا".

وتابع دنغوط، الذي عمل منسقًا لعمل حكومة الاحتلال في الضفة الغربية: "إن ارتفاع وتيرة العمليات في الأسبوع الأخير كان سببها عدد الإصابات خلال المواجهات بين الشبان والجنود في الأسابيع الأخيرة، التي كانت تعقب كل اجتياح أو مداهمة لقرية أو مدينة"، وذكر أن "العمليات مبنية على أساس منفذ يجر أخر، والأجواء في السلطة الفلسطينية ساهمت في ذلك".

وأضاف أن "الإحصائية لا تعكس الوضع القائم، حتى انخفاض وتيرة العمليات لا يعني انتهاءها، ولا يبشر بانتهاء موجة العمليات التي نعاني منها منذ أكثر من سنة".
بدوره، اعتبر الكاتب والمحلل العسكري في صحيفة هأرتس عاموس هرئيل أن حجم موجة العمليات لا يسمح بكبحها بواسطة الاجراءات التي ساهمت في التهدئة قبل بضعة أشهر، وهي التنسيق الأمني مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية وتحسين متابعة الشبكات الاجتماعية. 

وأكد أن من يصمم على صب الزيت على النار المتجددة هم نشطاء وأعضاء كنيست من اليمين، "فقد أجرى العشرات من نشطاء حركة "كهانا" مظاهرة استفزازية أمام منزل نشأت ملحم في وادي عارة، وقام أعضاء لوبي "أرض إسرائيل الكاملة" في الكنيست، من أجل الفائدة سياسيا وإعلامياً، بزيارة القرية الفلسطينية سوسيا في جنوب جبل الخليل"، وفق تعبيره.

ووصفت صحيفة يديعوت أحرونت العبرية، المرحلة الراهنة بأنها "نقطة الخوف لأنها نقطة الجمود"، ورأى تامي أراد الكاتب الصحفي أن هناك طريقتان للتعامل مع هذه الموجة، الأولى هي إبقائها مع المزيد من كتائب الجنود ممن سيقيمون المزيد من الحواجز ويطورون كفاءاتهم لإدارة سياسة الجزر والعصا.

والطريقة الأخرى هي الدخول في حوار مع الجانب الفلسطيني دون شروط مسبقة، مع فهم بأن الحوار فقط هو الذي جلب الحل في مناطق النزاع في أماكن أخرى من العالم، وفق قوله.

ويربط الاحتلال بين تجدد موجة العمليات وموسم الأعياد، كما أن قرب الذكرى السنوية الأولى لأحداث انتفاضة القدس يفتح باب التكهنات والمخاوف من إمكانية تنفيذ المزيد من العمليات والتي يتوقع الاحتلال أن تكون نوعية وأكثر تنظيما. 

وبحسب الخبير العسكري يوآف ليمور في صحيفة "إسرائيل اليوم" فإن الوضع الأمني في الضفة الغربية مرشح للتصعيد في الفترة القريبة القادمة رغم "نجاح الجيش الإسرائيلي في لجم موجة الهجمات الفلسطينية في الفترة الأخيرة"، حسب تقديره.

وختم ليمور بالقول "هناك شكوك كثيرة تحيط بآمال توقف موجة العمليات الفلسطينية، لأن أسباب اندلاعها لم تتغير، خاصة الظروف الاقتصادية الصعبة لسكان الضفة الغربية، والجمود السياسي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والتحريض المتواصل في الشارع الفلسطيني، ومع اقتراب الأعياد اليهودية تزداد الفرص في تصعيد أمني لا تريده إسرائيل والسلطة الفلسطينية معاً".

البث المباشر