مؤتمر "مصر والقضية".. دحلاني بقناع "الدراسات القومي"

مؤتمر
مؤتمر

الرسالة نت- محمود هنية

بات مؤكدًا أن القاهرة ستستضيف الاحد المقبل، مؤتمرًا يعقده المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، برئاسة اللواء احمد الشربيتي، بعنوان" "مصر والقضية الفلسطينية وانعكاس المتغيرات الاقليمية على القضية"، بمشاركة فلسطينية واسعة من غزة والضفة ومناطق اللجوء.

ويعتقد أن يشارك اكثر من مئة فلسطيني من قطاع غزة في المؤتمر، في حين انسحبت شخصيات فلسطينية، خشية ان يكون المؤتمر تابعًا للقيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان، والذي كان قد دعا سابقا الى اجراء مؤتمر وطني لا يستثني مشاركة أحد، ويعمل على صياغة رؤية سياسية جديدة.

المؤتمر الذي سيعقد في فندق "كايرو سي" في مدينة العين السخنة السياحية بدءا من الأحد ولمدة ثلاثة أيام مقبلة، أثار شكوك ومخاوف السلطة الفلسطينية التي تابعت عن كثب منذ اللحظة الأولى التي دعا فيها دحلان لعقد مؤتمر فتحاوي بالقاهرة، دفع بقيادة فتح توجيه رسائل تحذير للمشاركين بالفصل التام من الحركة.

وفق المعلومات التي وصلت قيادة فتح من الجانب المصري عبر وفد سياسي رافق وزير الخارجية المصري لرام الله قبل شهر، إن مصر لن تنحاز لغير الشرعية الفلسطينية، كما افادتنا معلومات من داخل السلطة، وتعهدت بعدم رعاية المؤتمر.

وبدأت القصة وفق ما تتبعتها " الرسالة نت" ، باسناد مهمة تنظيم الحفل لمركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية والذي يترأسه عماد جاد المعروف بقربه من دحلان، والذي رعى له انشاء قناة خاصة به.

بدأت الأمور تزداد وضوحًا عند قيادة السلطة، بمعرفتها أن أعضاء من اللجنة التحضيرية للمؤتمر من المصريين محسوبين على دحلان، تحديدا وأن عددا من القائمين على مؤسسة الاهرام المصرية لم يخفوا تعاطفهم مع دحلان في نزاله السياسي مع عباس.

وأجرت السلطة الفلسطينية اتصالات عبر شخصيات قيادية من فتح، لتتبع حقيقة مسار المؤتمر، ليطلعوا لاحقًا بأن مهمة المؤتمر أوكلت لمركز الدراسات التابع لجامعة الدول العربية ويترأسه اللواء الشربيني.

واجرى بعض الشخصيات في قطاع غزة الذين تمت دعوتهم للمشاركة بالمؤتمر، الذي سيشارك فيه أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، وعمروا موسى وشخصيات سياسية أخرى، لمعرفة كواليس المؤتمر، فكان الرد  ان من بين الضيوف شخصيات فلسطينية محسوبة على  دحلان.

هي المرة الأولى التي تسمح فيها مصر الرسمية لهذا العدد من الخروج عبر قطاع غزة للمشاركة في مؤتمر كهذا، علمت الرسالة ان من بين أعضاء اللجنة التحضيرية فيها مسؤولين محسوبين على تيار الإصلاحي لفتح التابع لمحمد دحلان.

ولتأكيد المعلومة تواصلت الرسالة مع مسؤولين في التيار داخل لبنان، فعلمت ان شخصيات منها قد غادرت بيروت فعلا وتوجهت الى القاهرة.

لكن المسؤولين المحسوبين على محمد دحلان، يرفضون تأكيد ذلك، فالنائب أشرف جمعة المعروف بقربه من دحلان، نفى ان يكون للرجل أي علاقة في المؤتمر.

وقال جمعة لـ"الرسالة نت"، إن الدعوة التي وجهت اليه كانت من مركز قومي مصري، ودحلان لا علاقة له فيها.

لكن مسؤولا آخر، اكتفى بالقول " أن الوضع الفلسطيني بحاجة الى حراك"، ما يعزز من فرضية وجود دور لدحلان خلف تنظيمه حتى وان لم يكن الجهة الحصرية.

وربما شعرت مصر الرسمية التي تعهدت للسلطة بعدم رعاية مؤتمر دحلاني، بالحرج فأسندت المهمة لبعض المراكز التي يعتقد ان خلفها شخصيات اشتغلت في مجال الشرطة العسكرية والمخابرات.

وما يزيد حالة التكهنات، الاتصال الأخير الذي كشف عنه بين دحلان واللواء اشرف الصفيتي مسؤول المخابرات، وبدا فيها الأخير متحاملا على عباس ومتهكما عليه، مقابل كيل المديح لدحلان.

ولم يكن المؤتمر سوى شعلة فجرت الخشية لدى قيادة السلطة، التي أكدت رفضها لما يجري في القاهرة واي تداعيات ستنتج عنه.

وقال مأمون سويدان مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن هناك معلومات حول مؤتمر يزعم دحلان عقده في القاهرة، ووجه دعوات لجهات من الضفة وغزة والشتات من أجل المشاركة فيه، "ولكنه فشل في المرة الأولى، ومصر الرسمية لن تحتضنه مرة أخرى"، وفق قوله.

وأضاف سويدان لـ"الرسالة نت"،  "هناك محاولات يقودها دحلان لإعادة إجراء المؤتمر في القاهرة"، مستبعدًا في الوقت ذاته أن يتبنى الموقف الرسمي المصري هذه الخطوة؛ "لتأييده المستمر شرعية الرئيس عباس"، مستدركًا "هذا لا يعني أن يكون هناك أطراف وولاءات تم شراءها".

وأشار إلى وجود مخطط من عدة أطراف بما فيها إقليمية وعربية من أجل الإطاحة بالرئيس عباس وفرض قيادة بديلة للفلسطينيين.

وتابع "هناك منظومة عربية تدار من جهات أمريكية وإسرائيلية من بينها دحلان وآخرين على شاكلته في أقطار عربية، يريدون استهداف أبو مازن وحركة حماس معه وفرض قيادة جديدة بمواصفاتهم"، متابعاً " أبو مازن صرح في الأمم المتحدة بأن حماس جزء من شعبنا، لكن دحلان ما فتئ أن يدعو لاجتثاثها"، وفق قوله.

وفي المحصلة أيا كان الذي يقف خلف تنظيم المؤتمر، فإن التداعيات الناجمة عنه لا شك أنها ستعيد صياغة المشهد الفتحاوي برمته، بما يشمل بنيته التنظيمية وصولا لعلاقة الحركة والسلطة التي تترأسها مع اطراف عربية أخرى، وهي كفيلة أيضا لاعادة صياغة المشهد الفلسطيني ورسم مستقبل رئيس السلطة محمود عباس.

البث المباشر