قائد الطوفان قائد الطوفان

السيطرة على الضفة.. الخيار الإسرائيلي الأصعب لاحتواء الانتفاضة

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

غزة- نور الدين صالح

تواصل قوات الاحتلال (الاسرائيلي) تلويحها بإمكانية السيطرة على مدن الضفة الغربية، وذلك بعد الدعوات التي أطلقها مسؤولين وكتاب اسرائيليين، خلال الفترة الراهنة، خاصة بعد تدهور الأوضاع السياسية والميدانية ونتيجة استمرار انتفاضة القدس.

ويبدو أن قادة الاحتلال يريدون عكس أزماتهم وخلافاتهم الداخلية التي يعيشونها إلى الفلسطينيين، من خلال الدعوات الرامية للسيطرة على الضفة الغربية.

وكان وزير التعليم (الاسرائيلي) زعيم حزب "البيت اليهودي" نفتالي بينيت، والمعروف بتطرفه الديني قد دعا إلى ضم الضفة الغربية إلى اسرائيل وفرض السيادة عليها، وهو ما أثار انتقادات المعسكر الصهيوني المعارض له.

ويرى مراقبون أن الدعوات التي أطلقها بينيت تأتي في إطار المناكفات الداخلية بينه وبين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من جهة، ومحاولة للسيطرة على انتفاضة القدس المندلعة من جهة أخرى.

وتسعى قوات الاحتلال الاسرائيلي لاحتواء انتفاضة القدس، التي اشتدت وتيرتها في الفترة الأخيرة بعد حالة من الهدوء النسبي، من خلال اتخاذ اجراءات تعسفية، وفق مختصين.

ويؤكد ذلك المختص في الشأن الاسرائيلي د. عمر جعارة، أن الدعوات الاسرائيلية الأخيرة تأتي في إطار محاولة احتواء الانتفاضة والسيطرة عليها.

وقال جعارة في حديثه مع "الرسالة"، إن الاحتلال فقد السيطرة على مدن الضفة، وهو ما دفع الوزراء لإطلاق دعوات مطالبة بضرورة وضع مدن الضفة تحت سيادة (اسرائيل) حفاظا على سلامة مواطنيها.

وأشار إلى أن الانتفاضات الفلسطينية لم تنته إلا بتوقيع اتفاق سياسي، "وربما يكون الاعلان بمثابة مقدمة لذلك"، وفق قوله.

المختص في الشأن الاسرائيلي د. مأمون أبو عامر، قال إن هذه التصريحات تأتي من باب المناكفات بين الوزيرين حول بعض القضايا السياسة، والتي كان آخرها القرار المتعلق بمستوطنة "عامونا".

وأوضح أبو عامر في حديثه "للرسالة"، أن بينيت يعتبر المستوطنة أرض اسرائيلية على خلاف الحكومة، التي قررت تفكيكها ونقلها لمكان آخر، "حتى لا تدخل في خلافات خارجية مع بعض الدول"، وفق قوله.

وبالعودة إلى جعارة، فإنه ايّد ما قاله سابقه، مشيرا إلى أن الحكومة الاسرائيلية تعيش حالة من الازمة الداخلية بين وزرائها، لذلك فهي تحاول تصديرها للضفة.

وفي السياق ذاته، استبعد جعارة أن يتم تطبيق القرار فعليا على أرض الواقع، لعدة عوامل، أولها أن اعداد الفلسطينيين سيصبح أكثر من الاسرائيليين وهو ما يخشاه الاحتلال.

وبيّن أن موضوع الضفة غير محسوم في الثقافة السياسية الاسرائيلية، "وهي من أعوص المشاكل وأخطرها على أرض اسرائيل"، وفق قوله.

ثلاثة سيناريوهات

بدوره، اعتبر الكاتب ميخائيل كلاينر في مقال له بصحيفة معاريف، ضم الضفة الغربية إلى إسرائيل "الخيار الأكثر واقعية وملاءمة لإسرائيل، ومن ثم فإن الحكومة الإسرائيلية مدعوة لتطبيق هذا الحل من خلال التعاون مع الدول العربية المجاورة، والتمهيد لإعلان استفتاء عام بشأن مستقبل المناطق الفلسطينية".

وقال "إن ضم الضفة الغربية لإسرائيل وفرض القانون الإسرائيلي عليها هو الحل الصحيح من الناحية التاريخية والقانون الدولي، بناء على وعد بلفور وقانون الانتداب البريطاني".

ويرى كلاينر أن ضم الضفة هو الحل الأنسب لإسرائيل "في ضوء التطورات السلبية التي أعقبت الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005، مما جعل الإسرائيليين أقل دعما لأي خطوة انسحاب من الأراضي الفلسطينية".

وأوضح أن صناع القرار الإسرائيلي أمام ثلاثة سيناريوهات للتعامل مع الفلسطينيين، "الأول إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، والثاني ضم الضفة الغربية، والثالث بقاء الوضع القائم كما هو في المناطق الفلسطينية".

وأضاف أن الخيار الأول "هو الحل الذي يحظى بموافقة غالبية الإسرائيليين، لكنهم يخشون توقف هذه الدولة الفلسطينية مع مرور الوقت عن كونها منزوعة السلاح، بحيث تستولي على فضائها الجوي مثل أي دولة أخرى والاستيلاء على كميات المياه المخصصة لإسرائيل".

وتابع "كل ذلك يعني أن نتلقى بعد سنوات دولة جديدة لحركة حماس، تبدأ بإطلاق القذائف الصاروخية علينا بصورة تدريجية، وتصدر تهديداتها ضد حركة الملاحة الجوية في مطار بن غوريون، بحيث تعاني منطقة غوش دان وسط إسرائيل ما تواجهه التجمعات الاستيطانية في سديروت وأشكول على حدود غزة".

وذكر أنه "رغم التأييد الإسرائيلي لحل الدولتين، فإن هناك جهودا مطلوبة لتقليل المخاطر الأمنية الناجمة عن تطبيقه، مما يعني أن الكثير من الإسرائيليين المؤيدين لهذا الحل باتوا يعلمون تماما أن الطريق إليه مغلقة".

البث المباشر