وجه صاحب مبادرة "الفريق الرئاسي"، عصام حجي، انتقادات لقائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، عقب كلمته الأخيرة عن التعليم في مصر.

وكان السيسي قد قال الثلاثاء، في افتتاح مؤتمر الشباب المنعقد بشرم الشيخ: "هل يتحمل المصريون وضع أموال الدولة، وهي قليلة، في الاستثمار في التعليم؟ ولو كان عندي 3 أو 4 ملايين شاب عاوزين يشتغلوا.. هل ممكن يستنونا علشان البلد تبقى ثابتة، أم كانوا هيخرجوا علينا علشان يعيشوا".

وأردف مخاطبا المصريين بقوله: "من فضلكم يا كل المصريين.. لازم تتعلموا كلمة: "بكام ومنين؟".. الفكرة اللي أنت بتطرحها لا بد يكون بينها وبين التنفيذ جسر قابل للعبور عليه".

وقد انتقد حجي، العالم المصري بوكالة ناسا الفضائية والمستشار العلمي السابق للرئيس محمد مرسي، ما تحدث عنه السيسي، وقال في تدوينة له عبر "فيسبوك": "مؤسف أن يكون مؤتمر للشباب والتعليم محطة لتمزيق روابط الأخوة العربية".

مدارس الصمود الفلسطينية

وأردف: "غاب عن الحضور الرفيع للمؤتمر المنعقد في أفخم القاعات في منتجع شرم الشيخ أن أهم تجربة تعليمية في المنطقة العربية لا تبعد عنه سوى بضع عشرات الكيلومترات؛ في مدارس الصمود الفلسطينية حيث استطاع شعب تحت الحصار في المخيمات بأضعف الإمكانيات أن يصل بنسبة الأمية إلى أقل من 4% بينما تقارب الأمية في بلدنا تحت شعارات العظمة والشموخ الـ25%".

 وتابع: "فلنتعلم من أشقائنا العرب شرقا وغربا، قبل أن يدفعنا الغرور أن نهزأ بهم وأن ننبهر بالتجارب الغربية، ولنشكر دول الخليج التي فتحت أبوابها لملايين الطلبة وعشرات الآلاف من المدرسين المصريين، وإن سبقناهم في الماضي فهم بالتأكيد يسبقوننا اليوم، ولا عيب في ذلك فنحن أسرة تحيا بتبادل الحب والاحترام والأخوة وتتكاثف في تعليم أبنائها".

المدارس الخليجية

وكان السيسي قدم المثل بدولة قال إنها كانت "متخلفة"، ورجح النشطاء أنه كان يقصد دولة خليجية، باعتبار أنها الدولة الأقرب إلى المواصفات التي تحدث عنها.

فقد تحدث السيسي عن إحدى الدول بصيغة المجهول، قائلا: "الدول اللي بتتكلموا عنها كان دولة منهم 2 مليون نسمة، ومساحة أرضهم 700 متر"، قبل أن يصحح "700 كيلو"، مضيفا: "كانوا في قمة التخلف.. اتحط (وُضع) البرنامج، والناس مشيت، وكان فيه عنف".

وقد أبدى النشطاء دهشتهم من حديث السيسي، وذهبت التوقعات إلى أنه يقصد دولة البحرين باعتبار صغر حجمها، فيما قال البعض إنه يقصد قطر.

من جهته، غرد الإعلامي في قناة الجزيرة، جمال ريان، قائلا: "مصر في المرتبة 139 في التعليم عالميا، بينما قطر في المرتبة الرابعة، فهل كان السيسي يتهكم على قطر لصغر حجمها وعدد سكانها، أم قدوة تحتذى؟".

وتابع ريان: "يا سيسي: قطر في المرتبة الرابعة في التعليم والأولى في الصحة والإعلام عربيا والأعلى دخلا للمواطن في العالم والأولى عربيا في مكافحة الفساد".

وأضاف: "إن كان يقصد السيسي التعليم في قطر فالدول لا تقاس بحجمها الجغرافي وعدد سكانها بل بالتعليم والصحة ومعدل دخل الفرد فيها والمثال قطر".

"استنوني بعد 15 سنة"

وسخر الصحفي المصري أحمد خطاب فقال: "السيسي: استنوني بعد 15 سنة وشوفوا التعليم هيبقي عامل إزاي، على أساس إن مصر هتبقى موجودة بعد 15 سنة أصلا؟!".

عربي21